موقع أمريكي: بوتين يعيد نفوذ السوفيت في سوريا
موقع ذا هيل الأمريكي شدد على ضرورة عمل الولايات المتحدة على إضعاف كل من روسيا وإيران كداعميْن رئيسيين للأسد لإنهاء الحرب السورية.
قال موقع "ذا هيل" الأمريكي، الأربعاء، إن على الإدارة الأمريكية أن تقوم بإضعاف كل من إيران وروسيا في سوريا؛ وذلك للدور الكبير الذي يلعبانه في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي يطيل في عمر الحرب السورية التي دخلت عامها السابع وسط وقوع مئات الآلاف من القتلى وملايين المشردين واللاجئين.
ونشر الموقع الأمريكي تقريرا قال فيه إن الأسد يتلقى دعما كبيرا من روسيا وإيران للتغطية على برنامج الأسلحة الكيميائية السوري، الأمر الذي يعطل الجهود الدولية للتفتيش عن تلك الأسلحة في سوريا، وبالتالي يعرض المزيد من المدنيين داخل سوريا إلى أخطار تلك الأسلحة الفتاكة التي أصبح النظام السوري يستخدمها بشكل منهجي ضد المدنيين في المدن السورية.
وأشار التقرير إلى أن محاولة منع المفتشين الدوليين من التفتيش على الأسلحة الكيميائية من قبل روسيا هو انتصار شخصي لبوتين وليس للأسد، حيث إن سوريا تحاول إعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي، الذي عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سقوطه بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين".
وشرح التقرير أن بوتين يحاول إعادة نفوذ الكرملين في الشرق الأوسط عن طريق عمليات عسكرية واستخباراتية ودبلوماسية عنيفة في سوريا، إضافة إلى تعزيز التعاون بشكل كبير مع تركيا وإيران.
وشدد تقرير "ذا هيل" على أن روسيا وإيران كانا عامليْن حيويين في بقاء الأسد بعد الاحتجاجات العارمة التي طالبت بإسقاطه في عام 2011.
وبالنسبة لإيران، لفت التقرير إلى أنها تلعب دورا كبيرا في تأجيج الحرب السورية، بمباركة روسية، حيث إنها تقوم بلعب دور "الحارس الخاص" للأسد، الأمر الذي كشفته صور الأقمار الصناعية والتقارير الاستخباراتية الغربية عن قيام طهران ببناء قواعد عسكرية لمليشياتها حول محيط العاصمة السورية دمشق، الأمر الذي يشير إلى تدخل واضح وصارخ في الأزمة السورية، وبالتالي تأجيج حرب هي دموية في الأساس.
وخلص التقرير إلى توصيات للإدارة الأمريكية، عبارة عن 3 خطوات لابد لواشنطن اتباعها لحماية مصالحها في الشرق الأوسط.
وجاءت الخطوة الأولى: بضرورة دعم الأكراد وقوات سوريا الديموقراطية، إضافة إلى حلفاء الولايات المتحدة على الأرض وفي المنطقة، عينيا واستراتيجيا واستخباراتيا، وذلك لقطع الطريق على أي محاولات إيرانية للتمدد في الصراع السوري، إضافة إلى تشكيل جبهة ضغط دبلوماسية مشتركة مع هؤلاء الحلفاء للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية.
والخطوة الثانية بحسب التقرير، هي الإبقاء على عمليات وتمركزات القوات الخاصة الأمريكية في سوريا وذلك للمساعدة في موازنة الصراع بشكل يواجه التمدد الروسي -–الإيراني في سوريا عسكريا وتكتيكيا واستخباراتيا، إضافة لقتل أي محاولات لصعود بقايا تنظيم داعش الإرهابي في بؤر الصراع داخل سوريا.
أما الخطوة الأخيرة فتلخصت في: ضرورة وضع كل من روسيا وإيران تحت المسؤولية الدولية، وذلك لضلوعهما في قتل مئات الآلاف من المدنيين، إضافة إلى ملايين المهجرين والتسبب في أزمة لاجئين عالمية من رحم الحرب السورية.
واختم التقرير بالقول: إن سوريا تحولت إلى ما وصفته "بطبق بيتري" حاضن للعديد من التنظيمات الإرهابية بفضل كل من إيران وروسيا، محذرا أن التنظيمات التي ولدت من رحم النزاع السوري مثل داعش الإرهابي ربما قد خسر العديد من الأراضي، إلا أن فلوله ستحاول حتما بناء تنظيمات أخرى لنشر فكرها المتطرف، الأمر الذي يجعل نهاية الحرب السورية أمرا بعيد المنال، بمباركة روسيا وإيران.