في جزيرة تينيان الصغيرة بالمحيط الهادئ، تعمل أمريكا على تجديد مطار مهجور انطلقت منه الطائرة التي ألقت القنبلة النووية على هيروشيما.
وتستثمر واشنطن مليارات الدولارات في مواقع استراتيجية جديدة من أجل محاربة النفوذ المتزايد للصين بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي قواعد عسكرية بديلة يمكن أن تستخدمها في حال وقوع هجوم على منشآتها الرئيسية.
- أمريكا والصين.. «مناطيد التوتر» تحلق نحو 2024
- أزمة المنطاد الصيني.. لماذا خططت إدارة بايدن لإبقائه سرا؟
"وضع ملح"
تشكل هذه السياسة التي تتبعها واشنطن مع "شعور بأن الوضع ملح" وفق قولها، ردا على سياسة بكين المماثلة القائمة منذ سنوات على تحويل جزر صغيرة إلى قواعد عسكرية بالمياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
ويقول الناطق باسم سلاح الجو الأمريكي في المحيط الهادئ لوكالة فرانس برس إنه في وقت تعمل الصين على بناء مدارج لها من الصفر، "منحت عمليات إعادة تأهيل مطارات من الحرب العالمية الثانية للقوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ وسيلة لإنشاء بنى تحتية في المنطقة بسرعة".
وفي تينيان الأمريكية قرب غوام، يتمتع المطار التاريخي الواقع بشمال الجزيرة بـ"مساحة كبيرة تحت الحشائش الكثيرة"، وفق الجنرال كينيث ويلسباك قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ لصحيفة "نيكاي" اليابانية.
وأضاف "سنزيل هذه النباتات من الآن حتى الصيف المقبل" من أجل إنشاء قاعدة "كبيرة".
شبح هيروشيما
تعمل القوات الجوية الأمريكية التي أطلقت أعمال صيانة قرب المطار المدني الحالي في تينيان، على تجديد ما كان في العام 1945 أهم مطار في العالم.
وفي تلك الحقبة، تناوبت عشرات من طائرات "بي-29" الأمريكية على 6 مدارج إقلاع وهبوط في تينيان على بعد 2300 كيلومتر جنوب اليابان لقصف الإمبراطورية اليابانية.
وبعدما استولت الولايات المتحدة على الجزيرة من اليابانيين، بُنيت قاعدة عسكرية متقدّمة على عجل واختيرت لاستخدام أولى القنابل النووية.
ومن هذه الجزيرة الواقعة في أرخبيل ماريانا، أقلعت في السادس والتاسع من أغسطس/آب 1945 الطائرتان اللتان ألقتا بقنبلتَي "الولد الصغير" و"الرجل البدين"، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص وهزيمة اليابان.