"تجنب الحسابات الخاطئة".. هل تلتقي واشنطن وبكين بمنتصف الطريق؟
مسؤول أمريكي ثانٍ يردد عبارة "تجنب الحسابات الخاطئة" في العلاقة مع الصين، ليفتح الباب أمام سياسة جديدة قد تقلل هامش التوتر.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، أن أحد أهداف زيارته المقبلة للصين هو "تجنب الحسابات الخاطئة" مع بكين، في موازاة السعي إلى مساحات تفاهم.
وصرح بلينكن للصحفيين قبيل مغادرته واشنطن إلى الصين، بأن الزيارة تهدف إلى "فتح خطوط اتصال مباشرة، بحيث يتمكن بلدانا من إدارة علاقاتنا بشكل مسؤول (...) وتجنب الحسابات الخاطئة".
وأوائل الشهر الجاري، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن الحوار بين الولايات المتحدة والصين "ضروري"، وسيتيح تجنب الحسابات الخاطئة التي قد تؤدي إلى نزاع.
وقال أوستن في "حوار شانغري-لا" في سنغافورة: "الولايات المتحدة تعتقد أن خطوط اتصال مفتوحة مع جمهورية الصين الشعبية أمر ضروري، لا سيما بين مسؤولي الجيش والدفاع"، لتعزيز الوقاية من وقوع صراعات ولترسيخ الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وذكر أوستن، خلال أحد اجتماعات التجمع الأمني الأبرز في آسيا، بدولة سنغافورة: "أنا قلق بشدة بسبب عدم استعداد جمهورية الصين الشعبية للمشاركة بجدية أكبر حول وضع آليات أفضل لإدارة الأزمة بين جيشينا"، مضيفًا: "كلما تحدثنا أكثر، زاد تمكننا من تفادي حالات سوء الفهم وسوء التقدير التي ربما تؤدي إلى أزمة أو صراع".
جاءت هذه التصريحات بعد أيام من رفض وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو، تلبية دعوة للاجتماع مع أوستن خلال القمة الأمنية، إلا أنه رغم ذلك تصافح الوزيران خلال القمة.
وقال موقع "صوت أمريكا"، إن تبادلا قصيرا لأطراف الحديث جرى بين أوستن ووزير الدفاع الصيني لي شانغ فو في الثاني من يونيو/حزيران الجاري.
وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون الجنرال بات رايدر، إن أوستن ولي "تحدثا لفترة وجيزة"، مضيفًا: "تصافح الوزيران، لكن لم يكن هناك تبادل موضوعي".
وتصاعدت التوترات بين الجانبين الأمريكي والصيني بشكل مطرد منذ أن اكتشفت الولايات المتحدة وأسقطت ما قالت إنه بالون تجسس صيني قبالة سواحل كارولاينا الجنوبية، بعد أن اجتاز معظم أنحاء البلاد.
وفي الآونة الأخيرة، حذر مسؤولو الدفاع الأمريكيون من "زيادة مقلقة" في "العدوان" الصيني في السماء والبحار، وسلطوا الضوء على اعتراض "محفوف بالمخاطر" لطائرة أمريكية RC-135 فوق بحر الصين الجنوبي، قبل أسابيع، من قبل طائرة مقاتلة صينية.
وبخلاف ذلك، تصاعد التوتر بين الجانبين قبل أشهر على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي إلى تايوان، وإجراء الصين تدريبات عسكرية قرب الجزيرة ردا على الزيارة.