بعد لقاء الرياض.. أمريكا تحاول طمأنة كييف وأوروبا تقاوم

غداة لقاء الرياض بين الروس والأمريكيين، حاولت الأطراف الدولية المختلفة، بعث رسائل متباينة حول الحرب في أوكرانيا، وسط عدم يقين متزايد.
وقال الموفد الأمريكي إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، الأربعاء، إنّه يتفهّم حاجة كييف إلى "ضمانات أمنية"، وذلك خلال أول زيارة له إلى كييف منذ تولّي منصبه.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن كيلوغ قوله: "نتفهم الحاجة إلى ضمانات أمنية. نحن واضحون للغاية بشأن أهمية ذلك في إطار سيادة هذه الأمة".
وفي وقت سابق اليوم، ذكر شاهد من "رويترز"، أن كيث كيلوغ وصل إلى كييف صباح الأربعاء لزيارة البلاد، وإجراء مناقشات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد يوم من اللقاء الذي جمع مسؤولين روس وأمريكيين في الرياض.
عقوبات أوروبية
ورغم ما تحمله كلمات كيلوغ من رسالة طمأنة حول المسار الحالي مع روسيا، وافق سفراء دول الاتحاد الأوروبي الـ27، الأربعاء، على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا هي السادسة عشرة، تتضمن حظر واردات الألمنيوم الروسي، وفق ما ذكر دبلوماسيون في بروكسل.
وقالت مصادر لـ"فرانس برس"، إن "الحزمة تشمل أيضا تدابير جديدة تهدف الى الحد من صادرات النفط الروسية".
ومن المقرر أن يعتمد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، العقوبات رسميا الإثنين المقبل، الذي يصادف الذكرى الثالثة لبدء الحرب في أوكرانيا.
وتطول العقوبات الأوروبية الجديدة قطاع الألمنيوم الروسي، إضافة إلى تقييد إضافي على ما يعرف بـ"أسطول الظل"، عبر فرض عقوبات على 73 ناقلة إضافية تستخدم لنقل النفط الروسي الخاضع بدوره للعقوبات الغربية.
وسيقوم الاتحاد الأوروبي بفصل 13 مصرفا روسيا إضافيا عن نظام "سويفت" الدولي للتحويلات المالية، وإضافة ثماني وسائل إعلام روسية إلى قائمة الوسائل التي يحظر بثها في أوروبا.
وتسعى أوروبا الى التحرك في مواجهة خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانفتاح على روسيا، على عكس السياسة الصارمة التي اتبعها سلفه الديمقراطي جو بايدن، حيال موسكو منذ بدء الحرب.
"خطوة مهمة"
في المقابل، اعتبر الكرملين، الأربعاء، أن المباحثات التي أجراها وفدان روسي وأمريكي في الرياض، الثلاثاء، تشكّل "خطوة مهمة" نحو التوصل الى تسوية للحرب في أوكرانيا التي تتمّ عامها الثاني الأسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين: "تمّ اتخاذ خطوة مهمة للغاية، في اتجاه توفير الظروف لتسوية سلمية"، مضيفا وفق ما نقلت عنه وكالات روسية، أن "الطرفين أظهرا الإرادة السياسية اللازمة، وأعني بذلك روسيا والولايات المتحدة".
لقاء بوتين وترامب
الأكثر من ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن بيسكوف، قوله، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب قد يجتمعان هذا الشهر، رغم أن عقد اجتماع مباشر سيستغرق وقتا للتحضير.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن بيسكوف قوله: "من أجل تنفيذ إجراءات الإنعاش، سيبدأ الدبلوماسيون الآن العمل في ضوء الاتفاق الذي توصل إليه (وزير الخارجية الروسي سيرجي) لافروف أمس مع (نظيره الأمريكي ماركو) روبيو. لكن هذه هي الخطوة الأولى... بطبيعة الحال، من المستحيل إصلاح كل شيء في يوم واحد أو أسبوع. لا يزال الطريق طويلا".
والمحادثات في الرياض هي الأولى التي يجتمع فيها مسؤولون أمريكيون وروس لمناقشة سبل وقف أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ولم توجه دعوة إلى أي مسؤولين أوكرانيين أو أوروبيين، فيما قالت كييف إنها لن تقبل أي اتفاق يُفرض عليها دون موافقتها.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC43OSA=
جزيرة ام اند امز