باحثة أمريكية تكشف لـ"العين الإخبارية" هوية مراكز أبحاث مولتها قطر لدعم الإخوان
الباحثة سينثيا فرحات أكدت لـ"العين الإخبارية" أن الدوحة مولت بسخاء مراكز أبحاث ومعاهد أمريكية للتأثير على سياسات واشنطن في الشرق الأوسط
قالت الباحثة الأمريكية، سينثيا فرحات، إن حكام الدوحة مولوا بسخاء مراكز بحثية في الولايات المتحدة للتأثير على صناعة القرار في واشنطن بتسويق دمج جماعة إرهابية في المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
- ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس يبحث دعم قطر لجماعة الإخوان الإرهابية
- فوزي المنصوري: قطر وتركيا تخططان لسيطرة الإخوان على ليبيا
وأشارت فرحات، وهي باحثة في منتدى الشرق الأوسط في العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى أن الدوحة أرست تعاونا مثيرا للجدل مع عدد من مراكز الأبحاث الأمريكية للتأثير على سياسات البيت الأبيض تجاه قضايا الشرق الأوسط لاسيما تلك المتعلقة بالتسويق لجماعة الإخوان الإرهابية.
وأوضحت الباحثة الأمريكية في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن المراكز والمعاهد البحثية المرتبطة بالدوحة نشطت خلال الفترة الأخيرة بهدف الدفاع عن الموقف القطري، بعد مقاطعة دول الرباعي العربي للدوحة لإجبارها على وقف تمويل الإرهاب.
وأكدت فرحات إلى أن معهد "بروكينجز" بواشنطن، يعد أحد أهم المراكز التي اعتمدت عليها قطر، وعدته عرّاب نظرية "ضرورة دمج المتطرفين في العملية السياسية في الشرق الأوسط".
ولفتت إلى أن المعهد أفرد أبحاثا مطولة في عدد من وسائل الإعلام الأمريكية المهمة لإقناع الرأي العام بالولايات المتحدة بأن جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من التنظيمات المتطرفة أفضل خيار في العالم العربي.
وتابعت فرحات قائلة إن صحيفة "نيويورك تايمز" كانت قد نشرت تحقيقا عن حجم التمويل القطري للمعهد، أثبتت فيه أن المعهد يعد أحد أكبر الجهات البحثية التي تلقت تمويلا خارجيا، أبرزه من قطر مقابل دعم مشروع بحثي حول العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي، كما تم افتتاح فرع للمعهد مؤخرا في الدوحة للعمل على السياسات نفسها.
وتأسس معهد بروكنجز في 1916، على يد مجموعة من الباحثين الذين أسسوا معهد البحوث الحكومية (IGR)، وهو أول مؤسسة خاصة تعنى بتحليل قضايا السياسة العامة على المستوى الوطني، لكن "بروكنجز الدوحة" تأسس في 2008، في العاصمة القطرية، ويرأسه حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري الأسبق.
وتتركز أبحاث المعهد، وفق موقعه، حول العلاقات الدولية في الشرق الأوسط، والصراعات والتحولات ما بعد الصراعات، والاستراتيجيات الاقتصادية والمالية، إضافة إلى قضايا الحكم والإصلاح المؤسساتي.
ويعد معهد بروكنجز في نسخته الأمريكية الأكثر اقتباسا في الإعلام الأمريكي، وقد تلقى دعما ماليا كبيرا من الدوحة على مدى السنوات الماضية، مقابل دعم الموقف القطري على المستوى الدولي.
وتأتي في المرتبة الثانية بعد "بروكنجز"، مؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي، وهي المؤسسة الفكرية الدولية الأقدم في الولايات المتحدة ومركز الأبحاث الأول في العالم.
وافتتحت المؤسسة لها عدة مراكز في العالم مثل مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت (2006) والذي تموله قطر وتركيا بشكل أساسي.
وتأسس المركز في العام 1910 على يد أندرو كارنيجي بعد تقديمه هبة بقيمة 10 ملايين دولار.
وسبق لكارنيجي تنظيم منتدى دولي للدراسات تحت عنوان "تركيا- قطر، رؤية استراتيجية لأجل سياسات الدفاع المشتركة والأزمات الإقليمية"، بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة القطرية، ويعد المركز ركيزة تفاهم السياسات التركية- القطرية في المنطقة.
وتتابع الباحثة الأمريكية، ثالث أهم تلك المنظمات المدعومة من الدوحة، هي "الكرامة"، والتي لها فرع في واشنطن والدوحة، بينما يقع المقر الرئيسي في سويسرا. وأنشأت المنظمة سنة 2004، بدعم قطري-تركي، وأنشأت مكتبا لها في القاهرة أثناء فترة حكم الإخوان في 2012، قبل أن تغلقه بعد ذلك بعد عزل محمد مرسي.
وتزعم المنظمة أنها تعمل -وفق موقعها- للدفاع عن حقوق الإنسان والضحايا والمهددين بالقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي، وإيصال أصواتهم إلى آليات حقوق الإنسان الدولية.
لكن حقيقة مزاعم المؤسسة تسقط بالنظر إلى مؤسسها عبد الرحمن بن عمير النعيمي المدرج على قوائم إرهاب دولية.
وبمجرد الإطاحة بحكم مرسي عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 دأبت المنظمة على التشهير بالنظام المصري في المحافل الدولية ومهاجمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بل دعت لفرض عقوبات دولية على مصر.
وتستخدم أنقرة والدوحة المركز كمخلب قط ضد النظام المصري في المحافل الدولية.