أزمة أوكرانيا.. هل تفلح الدبلوماسية والضمانات في إسكات طبول الجبهة؟
ما بين مؤشرات التصعيد على الأرض ومحاولات التهدئة، تتأرجح الأزمة الأوكرانية العالقة بين روسيا والغرب.
فغداة إعلان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تقديم بلاده ردودا مكتوبة لروسيا على مطالبها بشأن الضمانات الأمنية لوضع حد للتوتر المرتبط بأوكرانيا، قالت موسكو إن واشنطن لم تأخذ يعين الاعتبار وجهة نظرها.
وتريد روسيا من الغرب التعهد بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وتعليقا على الرد الأمريكي، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: "لا يمكن القول إن وجهة نظرنا تم أخذها بعين الاعتبار، أو أن (الجانب الأمريكي) أظهر استعدادا لأخذ مخاوفنا في الحسبان".
لكنه استدرك بالقول "دعونا لا نتسرّع في وضع تقييمات، التحليل يستغرق وقتا".
وأشار بيسكوف إلى أن الوثائق التي سلمتها الولايات المتحدة بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي، أمس الأربعاء، وصلت إلى الرئيس فلاديمير بوتين وباتت معه.
ووفق المتحدث الروسي، طلبت الولايات المتحدة والناتو أن تبقى تلك الوثائق "سرية".
وخلال الأشهر الأخيرة، نشرت روسيا عشرات الآلاف من الجنود على الحدود مع أوكرانيا وكثّفت مناوراتها، ما أثار مخاوف الغرب خصوصا واشنطن من احتمال حدوث غزو على غرار ما وقع في 2014 حين ضمت موسكو شبه جزيرة القرم.
لكن روسيا تنفي أن تكون لديها نية في هذا الاتجاه، وتُصر في المقابل على الحصول على ضمانات أمنية مكتوبة، بما في ذلك تعهد بعدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" بما يعني عدم تمدده شرقا.
وأمس الأربعاء، صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن بلاده قدمت ردودا مكتوبة لروسيا على مطالبها بشأن الضمانات الأمنية، في إطار المفاوضات بين الغرب وموسكو، لتجنب التصعيد العسكري ضد أوكرانيا.
وأوضح بلينكن للصحفيين أن الرد المكتوب حدد مسارا دبلوماسيا جادا للمضي قدما إذا اختارت روسيا ذلك، وتقييما مبدئيا وعمليا للمخاوف التي أثارتها موسكو، مشيرا إلى أن واشنطن منفتحة على الحوار.
ورغم أنه أعرب عن تفهم مخاوف روسيا التي عبرت عنها، إلا أنه لم يخف مخاوفهم الواضحة فيما يتعلق بالأمن، مضيفا "أبواب حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ستظل مفتوحة".
وبالتوازي مع سجال الضمانات الأمنية، رحّبت أوكرانيا، الخميس، بخطط روسيا لمواصلة المحادثات في إطار صيغة نورماندي التي تضم أيضا فرنسا وألمانيا، مطلع فبراير/شباط المقبل، معتبرة الأمر "نبأ جيّدا" ومؤشرا على أن موسكو عازمة على إيجاد حل دبلوماسي للأزمة القائمة.
والتقى مسؤولون روس وأوكرانيون كبار في باريس مع ممثلين عن فرنسا وألمانيا، أمس الأربعاء، واتفقوا على لقاء جديد في برلين بعد أسبوعين.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحفيين في كوبنهاغن إن "الأنباء الجيدة هي أن المستشارين اتفقوا على عقد لقاء في برلين في غضون أسبوعين".