سيناريوهات ما بعد اقتحام الكونجرس.. قيادي ديمقراطي يجيب
توقع قيادي بارز بالحزب الديمقراطي عدم تكرار سيناريو اقتحام الكونجرس مجددا، غير مستبعد محاكمة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب جراء تلك الأحداث.
جاء ذلك في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، مع مهدي عفيفي، العضو في الحزب الديمقراطي الأمريكي والكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي، من واشنطن بعد ساعات قليلة من أحداث الكونجرس.
وكان ترامب دعا أنصاره للتظاهر ضد جلسة تصديق الكونجرس على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، فاستجاب الآلاف منهم لكن الأحداث تطورت لاقتحام مبنى الكابيتول، وحدوث أعمال شغب وسقوط 4 قتلى بينهم امرأة.
وقال القيادي الديمقراطي إن "اقتحام الكونجرس اليوم سابقة تاريحية لم تحدث بهذا الشكل من قبل، ستؤدي إلى إعادة النظر في أمور كثيرة أبرزها المسألة الأمنية والحديث فيما قام به ترامب".
اتهامات ومحاكمة
وشدد "عفيفي" على أن "المسؤول الأول والأخير في هذه الفوضي هو ترامب، بعدما وقع في خطأ كبير بتحريض أنصاره على اقتحام الكونجرس".
وأضاف أن "هناك اتهامات مباشرة من أعضاء الكونجرس سواء ديمقراطيين أو جمهوريين لترامب بسبب أحداث اليوم، ومطالب بعزله ومحاكمته".
وأوضح أن "هناك مطالب من بعض الديمقراطيين بمحاكمة ترامب، وقد يقاضيه بعد خروجه من البيت الأبيض بعض الأفراد أو أعضاء الكونجرس".
ومتحدثا عن قانونية المطلب الذي طالب به أعضاء من الكونجرس وفي مقدمتهم النائب تيد ليو بشأن استخدام نائب الرئيس مايك بنس لحقه في إقالة ترامب، قال: "لا يوجد نص في الدستور الأمريكي يخول لشخص واحد فعل ذلك".
واعتبر القيادي الديمقراطي أن "ترامب بدأ في الغرق لذلك يحاول توريط الكثيرين معه، لكن بنس ليس من هؤلاء، فعلي الرغم من كونه جمهوريا متحمسا ومتشددا، لكنه يعلم جيدا أن هذا الاقتراح ليس من صلاحياته".
سيناريو لن يتكرر
وحول إمكانية تكرار حوادث مماثلة خلال الساعات المقبلة، استبعد القيادي الديمقراطي تكرار سيناريو اقتحام الكونجرس، قائلا: "لن يسمح بتكراره مرة ثانية، أصبحت هناك ٣ خطوط أمنية".
وتابع "قد يأتي المتظاهرون للتظاهر بشكل سلمي، لكن محاولة استخدام العنف لن يتم السماح بها".
ونوه "عفيفي" إلى الاحتياطات الأمنية في مختلف الولايات، مستشهدا بحديث حاكم جوروجيا الذي قال إنه لن يسمح باقتحام مركز الولاية.
وأردف: هناك حالة تأهب أمني في أماكن مختلفة في ولايات مختلفة.. ولا أعتقد أن أنصار ترامب سيتهورون بمحاولات أخرى لأنهم رأووا ماذا حدث للآخرين".
وفي إشارة لعقوبة مقتحمي الكونجرس اليوم، أوضح "عفيفي" أنه "سيتم القبض على المزيد من مثيري الشغب والمخربين منهم ومحاسبتهم على تخطي أماكن فيدرالية محمية بقوانين خاصة ولها عقوبات مشددة".
وحول دعوة ترامب لأنصاره للتظاهر ضد جلسة تصديق الكونجرس على بايدن، ثم عودته لمطالبتهم بالرحيل عند تطور الأحداث، فسر عفيفي بقوله: "بدايةً ترامب الذي طالب الجماهير بالزحف، استجاب له متوسط من ٢٠ إلى ٣٠ ألفا، بينما كان هناك مليون ونصف المليون شخص في واشنطن، لا أقلل من قدرته في دعوة هؤلاء لكن من جاؤوا كانوا كثيرا من المجرمين والعصابات من المهمشين".
واستكمل: "عندما طلب منهم العودة لمنازلهم قال ذلك برسالة مقتضبة، محاولا أن ينقلب على نفسه عندما تم الضغط عليه أو توبيخه، برأيي ترامب اضطر إلى ذلك وفي النهاية هو قال كلمة يعتبرها البعض مجرد تحقيق شيء حادث، وهو انصراف المتظاهرين".
يوم التنصيب
وفيما يتعلق بتأمين يوم التنصيب، قال القيادي الديمقراطي إن "عملية التنصيب ستستمر بشكل عادي، وسيكون الاحتفال محدودا، وبالفعل تم تخفيض عدد الدعوات إلى 90 شخصا، وتوجيه بقية الأعضاء للحضور افتراضيا بسبب جائحة كورونا، وبالتالي لن يكون هناك مجال للعامة أو الخاصة لحضور التنصيب".
وبحسب "عفيفي"، عادة ما يكون هناك تشديد أمني، لكن بعد أحداث اقتحام الكونجرس اليوم سيتم التشديد بشكل أكبر وليس فقط منذ لحظة التنصيب لكن من الليلة، حيث سيتم فرض إجراءات أمنية مشددة حول منطقة مباني الكونجرس ومنع الزوار.
سيناريوهات ما بعد الاقتحام
وقال العضو البارز في الحزب الديمقراطي وهو محلل سياسي، إن "سيناريوهات ما بعد الاقتحام بدأت فعليا، حيث أيقن الجمهوريون أن ترامب الحصان الخاسر وأنه سوف يتسبب في خسارة كبيرة".
وأبرز "عفيفي" خسارة الحزب الجمهوري لولاية جوروجيا لأول مرة منذ ٢٠ عاما، بفوز الديمقراطي جون أوسوف بالمقعد الثاني، بعد فوز رافائيل وارنوك بالمقعد الأول.
وبنظرة تفاؤلية، ذهب القيادي الديمقراطي إلى أن أمريكا بعد الاقتحام ستكون أفضل، حيث ستتسبب الأزمات التي شهدتها البلاد في لُحمة الشعب، وهو ما سيظهر خلال تحرك مجلسي الشيوخ والنواب.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز