من «كامب ديفيد» إلى الرياض.. 5 قمم خليجية أمريكية

مع انعقاد القمة الخليجية الأمريكية الخامسة في الرياض، يتجدد زخم العلاقات الخليجية الأمريكية.
واليوم الأربعاء، تنطلق في العاصمة السعودية، قمة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة دول الخليج الست.
ونيابة عن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يشارك في قمة اليوم، الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي.
وتُعد القمة المرتقبة هي الثانية التي يشارك فيها ترامب بعد مشاركته عام 2017، خلال ولايته الرئاسية الأولى (يناير/كانون الثاني 2017- يناير/كانون الثاني 2021).
وأمس الثلاثاء، وصل الرئيس الأمريكي إلى السعودية، في مستهل جولة خليجية تمتد حتى ١٦ مايو/أيار الجاري، وتشمل أيضا الإمارات وقطر.
ويُنظر إلى الجولة على نطاق واسع باعتبارها نقطة تحوّل في مسار العلاقات الخليجية – الأمريكية، وتعبيرا صريحا عن إدراك واشنطن المتجدد لأهمية الخليج كلاعب محوري في صياغة التوازنات الإقليمية والدولية.
4 قمم
ومنذ نشأة مجلس التعاون الخليجي عام 1981، تم عقد 4 قمم خليجية أمريكية.الأولى كانت في منتجع كامب ديفيد الأمريكي في 14 مايو/أيار 2015.
والثانية والثالثة بالعاصمة السعودية الرياض في 21 أبريل/نيسان 2016، و21 مايو/أيار 2017.
والرابعة في مدينة جدة السعودية 16 يوليو/ تموز 2022.
وشارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في مختلف القمم الخليجية الأمريكية الأربع السابقة.
مشاركةٌ تجسد سعي القيادة الإماراتية الدائم إلى تعزيز التعاون بين واشنطن وبقية عواصم دول مجلس التعاون، بما يسهم تعزيز الجهود الداعمة للأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وتعد دولة الإمارات ركيزة أساسية من ركائز الحوار الخليجي - الأمريكي.
وجاء انعقاد تلك القمم في ظل إدراك مشترك بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لأهمية العمل معا من أجل مواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات المشتركة، والالتزام المشترك بضرورة العمل سويا من أجل تعزيز الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
وفي التقرير التالي تستعرض "العين الإخبارية" القمم الخليجية الأمريكية وأبرز ما نتج عنها.
أولا: قمة كامب ديفيد- 2015
تعد القمة التي احتضنها منتجع كامب ديفيد الأمريكي في 14 مايو/أيار 2015، أول قمة خليجية أمريكية، وشارك فيها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.وصدر في ختام القمة بيان أكد خلاله القادة المشاركون على:
- التزامهم المشترك حيال شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون لبناء علاقات أوثق في كافة المجالات بما فيها التعاون في المجالين الدفاعي والأمني.
- وضع حلول جماعية للقضايا الإقليمية وذلك لتعزيز اهتمامهم المشترك في الاستقرار والازدهار.
- الولايات المتحدة على استعداد للعمل سويا مع دول مجلس التعاون لردع أي تهديد خارجي يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة لسلامة أراضي أي من دول المجلس.
- في حال وقوع مثل هذا العدوان أو التهديد به، فإن الولايات المتحدة على استعداد للعمل على وجه السرعة مع شركائها في مجلس التعاون لتحديد الإجراء المناسب الواجب اتخاذه باستخدام كافة السبل المتاحة بما في ذلك إمكانية استخدام القوة العسكرية للدفاع عن شركائها في مجلس التعاون.
- الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون تعارض أي أنشطة إيرانية تزعزع الاستقرار في المنطقة، وستعمل معا للتصدي لها.
- ضرورة أن تتعاون إيران في المنطقة وفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سلامة الأراضي بما يتفق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
- ضرورة أن تقوم إيران باتخاذ خطوات فعلية وعملية لبناء الثقة وحل النزاعات مع جيرانها بالطرق السلمية.
- ضرورة تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس اتفاق سلام عادل وشامل ودائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام.
- ولتحقيق الهدف السابق، شددت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون على أهمية مبادرة السلام العربية لعام 2002 والحاجة الماسة لأن يٌظهر طرفا الصراع من خلال سياساتهما وأفعالهما تقدما حقيقيا لحل الدولتين.
قمة الرياض 2016
أما القمة الخليجية الأمريكية الثانية فانعقدت في 21 أبريل/نيسان 2016، في قصر الدرعية بالرياض.
وجاء انعقاد تلك القمة بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لإعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين الهادفة الى تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار للمنطقة.
وأكد قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأمريكي وقتها باراك أوباما، في البيان الختامي الذي صدر عن القمة، بالتالي:
- التزامهم باتخاذ المزيد من الخطوات العاجلة لتكثيف الحملة لهزيمة تنظيم "داعش"، وتنظيم القاعدة، وتخفيف حدة الصراعات الإقليمية والسعي لإيجاد الحلول لها.
- تعزيز قدرة دول مجلس التعاون على التصدي للتهديدات الخارجية والداخلية.
- معالجة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار والعمل معا للحد من التوترات الإقليمية والطائفية التي تغذي عدم الاستقرار.
- دعمهم للمبادئ المشتركة التي تم الاتفاق عليها في كامب ديفيد بما في ذلك إدراكهم المشترك بأنه "ما من حل عسكري للصراعات الأهلية المسلحة في المنطقة، والتي لا يمكن حلها إلا من خلال السبل السياسية والسلمية واحترام سيادة جميع الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
- أكدت دول مجلس التعاون والولايات المتحدة على ضرورة حل الصراع الإسرائيلي_الفلسطيني على أساس اتفاق سلام عادل ودائم وشامل يفضي إلى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة ومتماسكة جغرافيا تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام.
- أكدت الولايات المتحدة استعدادها للعمل سويا مع دول مجلس التعاون لردع ومواجهة أي تهديد خارجي يستهدف سلامة أراضي أي من دول مجلس التعاون ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة.
- عبّر القادة عن ارتياحهم لمسيرة الشراكة الدائمة بين مجلس التعاون والولايات المتحدة، مؤكدين على الأهمية القصوى لهذه الشراكة في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
قمة الرياض 2017
الثالثة، انعقدت أيضا في الرياض، يوم 21 مايو/أيار 2017، وهي القمة الخليجية الأمريكية الأولى التي حملت صفة "استثنائية".
وجاءت تلك القمة بناء على دعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بهدف " تعزيز التحالف الاستراتيجي على أسس صلبة وقوية"، وشارك فيها قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكانت من بين 3 قمم تم عقدها في الرياض يومي 20 و21 مايو/أيار، وهي "قمة سعودية -أمريكية"، و"قمة خليجية-أمريكية"، و"القمة العربية الإسلامية الأمريكية".
وشكّل الاتفاق على اتخاذ خطوات نحو المزيد من التقارب وتجفيف منابع الإرهاب أساسا لمخرجات تلك القمة.
وأفرزت القمة الخليجية الأمريكية الثالثة من نوعها مذكرة تفاهم لتأسيس "مركز استهداف تمويل الإرهاب" في تحرك يعكس الحرص بين الجانبين على التصدي للتهديدات المشتركة.
وناقشت أيضا، أمن المنطقة والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وتطورات الأحداث في كل من ليبيا واليمن.
قمة جدة 2022
تعد قمة جدة التي انعقدت في 16 يوليو/ تموز 2022، رابع قمة خليجية أمريكية، وواكبها عقد أخرى شارك فيها إلى جانب الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدين وقادة دول الخليج، قادة الأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة.
وأُطلق على تلك القمة اسم "قمة جدة للأمن والتنمية"، وصدر في ختام القمتين بيانين.
وأكد القادة في بيانهم الختامي في قمة جدة للأمن والتنمية على التالي:
- رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها.
- تطوير سبل التعاون والتكامل بين دول المنطقة.
- التصدي المشترك للتحديات التي تواجه المنطقة.
- الالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية.
- جدد القادة دعمهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولهدف منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة.
- كما جددوا دعوتهم لإيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.
- كذلك جددوا إدانتهم القوية للإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، وعزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
كما صدر بيان آخر عن القمة الخليجية الأمريكية، أكد فيه القادة على:
- عزمهم المشترك للبناء على ما توصلت إليه القمم السابقة من إنجازات لتعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين دولهم في كافة المجالات.
- التزامهم المشترك بحفظ أمن المنطقة واستقرارها، ودعم الجهود الدبلوماسية الهادفة لتهدئة التوترات الإقليمية.
- تعميق تعاونهم الإقليمي الدفاعي والأمني والاستخباري، وضمان حرية وأمن ممرات الملاحة البحرية.
- أشاد القادة بالتعاون القائم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية في دعم أمن و استقرار المنطقة و ممراتها البحرية، وأكدوا عزمهم على تطوير التعاون والتنسيق بين دولهم في سبيل تطوير قدرات الدفاع والردع المشتركة إزاء المخاطر المتزايدة لانتشار أنظمة الطائرات المسيرة و الصواريخ المجنحة، وتسليح المليشيات الإرهابية و الجماعات المسلحة، بما في ذلك ما يتناقض مع قرارات مجلس الأمن.
قمة الرياض 2025
تعد القمة الخليجية الأمريكية المرتقب عقدها في الرياض، اليوم الأربعاء، هي الخامسة بين الجانبين، والثانية التي يشارك فيها الرئيس ترامب .
وتعقد القمة في مستهل أول جولة خارجية للرئيس الأمريكي في ولايته الثانية، تشمل السعودية وقطر والإمارات.
واعتبر محللون سياسيون، في أحاديث لـ"العين الإخبارية"، أن الزيارة لا تعكس فقط رغبة أمريكية في تعزيز الشراكة، بل تُكرّس دور دول الخليج كقوة اقتصادية واستراتيجية صاعدة في النظام العالمي".