مؤلف 3 كتب عن ترامب يكشف لـ"العين الإخبارية" سيناريوهات صعبة للانتخابات
سيناريوهات صعبة تنتظر الانتخابات الأمريكية القادمة، والفترة التي تليها، في ظل الوضعية القانونية لدونالد ترامب.
هذه السيناريوهات رسمها ديفيد كاي جونستون، الصحفي الأمريكي الحائز على جائزة بوليتزر، في مقابلة مع "العين الإخبارية" من العاصمة الأمريكية واشنطن، محذرا من أن ترامب سيلقي بظلاله على المشهد السياسي الأمريكي لعقود قادمة حتى لو خسر الاقتراع الرئاسي.
جونستون، الذي تنبأ منذ أكثر من ثلاثة عقود بصعود ترامب إلى الرئاسة، في كتبه الثلاثة عن الملياردير، ويعد أشهرها "صناعة ترامب"، قال إن إدانته في قضية جنائية "تفقده الدعم بين المستقلين والجمهوريين المعتدلين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى فشل حملته الانتخابية في النهاية".
لكن الصحفي الأمريكي الشهير عاد محذرا من أنه "حتى في حالة إدانة دونالد ترامب بالكامل، وقضائه عقوبة في أحد السجون، فيمكنه أن يشغل منصب رئيس الولايات المتحدة ما لم يعزله مجلس النواب ويصوت ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ على إدانته".
وتوقع جونستون أن يطلب ترامب من أنصاره مقاطعة الانتخابات "بزعم أنها مزورة، مما يعرض البلاد لأزمة سياسية غير مسبوقة".
كما كشف جونستون في المقابلة نفسها، الجانب المظلم في النظام الانتخابي الأمريكي، معتبرا أن "المجمع الانتخابي هو نتاج تسويات قديمة تعود لعهد العبودية، ولم يعد مناسبًا لزمننا الحالي". على حد قوله.
وإلى نص الحوار،
هناك دعوات جمة لتغيير النظام الانتخابي في الولايات المتحدة، بحيث يصبح الرئيس نتاج عملية تصويت شعبي مباشر. كيف تنظر لمثل هذه الدعوات؟
في الحقيقة، المجمع الانتخابي الأمريكي هو نتاج تسويات مع الولايات الجنوبية التي كانت تضفي شرعية على نظام العبودية، وذلك لإصدار الدستور الأمريكي في عام 1787.
وفي وقت لاحق في عامي 1790 و1802، جرى إنشاء ولايات العبيد الجديدة من أجزاء من الولايات الأصلية لكارولينا الشمالية (كنتاكي وتينيسي) وجورجيا (ألاباما وميسيسيبي). للحفاظ على التمثيل المتساوي في مجلس الشيوخ الأمريكي بين الولايات الحرة وولايات العبيد، ونتيجة لهذه التسويات، تمنح هذه الولايات الجنوبية ثمانية مقاعد إضافية في مجلس الشيوخ.
وكما تعلم فإن المجمع الانتخابي يتألف من جميع أعضاء مجلس الشيوخ (100) بالإضافة إلى جميع النواب (435)
في وايومنغ، على سبيل المثال، يوجد ثلاثة ممثلين في المجمع الانتخابي (عضوان في مجلس الشيوخ ونائب واحد)، حيث يساوي كل صوت في هذه الهيئة أقل من 200 ألف شخص.
بينما في كاليفورنيا (عضوان في مجلس الشيوخ و53 نائباً)، يساوي الصوت أكثر من 700 ألف شخص. ولذلك، فإن الهيئة الانتخابية تفضل الولايات الصغيرة وتنتهك مبدأ "شخص واحد، صوت واحد".
كيف تنظر لإدانة ترامب مؤخرا، هل تعتقد أنها يمكن أن تؤثر على مسار الانتخابات؟
في الحقيقة، كنت أول شخص يشير إلى أنه حتى لو كان دونالد ترامب مجرمًا مدانًا يقضي عقوبة في أحد سجون الولاية، فيمكنه أن يشغل منصب رئيس الولايات المتحدة ما لم يعزله مجلس النواب ويصوت ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ على إدانته.
وطبعا سيكون هذا موقفًا سخيفًا، ويأمل المرء أن ينضم حتى أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون لإقالة ترامب في حال حدث هذا السيناريو، وهو أمر غير مرجح.
والحقيقة أن ترامب لا يزال بإمكانه أن يصبح رئيسًا مرة أخرى لأن الأمريكيين ينتخبون في كل ولاية على حدة من خلال المجمع الانتخابي. ومن بين الولايات الخمسين، هناك 13 يمكن أن تذهب في أي من الاتجاهين وستقرر من سيفوز.
لكن في التحليل الأخير، هل تعتقد أن الإدانة يمكن أن تؤثر على حظوظ ترامب الانتخابية؟
دعني أوضح لك، أظهرت استطلاعات الرأي بوضوح شديد، قبل وقت سابق، أنه إذا أدين ترامب بأي جناية، فإن الكثير من الدعم الذي يحظى به بين المستقلين؛ أي الأشخاص غير المسجلين في أي حزب سياسي، سيتراجع. كما سيتراجع الدعم الذي يحظى به بين الجمهوريين المعتدلين تاريخياً.
ولذلك، فإن البدء بخسارة عدد كبير من ناخبي الحزب الجمهوري وكذلك المستقلين من شأنه أن يحكم على حملة ترامب بالفشل.
بشكل عام، يمكن للناخبين أن يتخلوا رويدا رويدا عن ترامب، لاسيما بعد إدانته، لكنني أتوقع أنه إذا أدرك الرئيس السابق، أنه سيتعرض للإذلال التام عندما ينقلب الناخبون ضده، فمن المرجح أن يطلب من أنصاره البقاء في المنازل وعدم التصويت، مدعيا دون دليل، كالعادة (كذبا) أن النظام مزور.
لقد عرفت ترامب منذ زمن بعيد، وقمت بتغطية أخباره لفترة أطول من أي صحفي جاد آخر، وبالتحديد منذ عام 1988. وفي العام التالي أصبحت أول صحفي أمريكي يكتب عن احتمال أن يصبح رئيسًا.
لقد كتبت ثلاثة كتب عن ترامب، اثنان منها كانا من أكثر الكتب مبيعا على مستوى العالم، وواحد بعنوان "صناعة دونالد ترامب"، تمت ترجمته إلى 10 لغات.
وأقول: لقد خسر ترامب في 2016 بفارق ثلاثة ملايين صوت (يقصد التصويت الشعبي لكنه فاز بالمجمع الانتخابي)، وبسبعة ملايين في 2020، وسيخسر هذه المرة بأكثر من عشرة ملايين صوت.
لكن البعض يؤيد ترامب، ولا تزال استطلاعات الرأي تظهر شعبيته؟
باستثناء ملايين قليلة في الولايات المتحدة، ليس لدى معظم الأمريكيين أي فكرة عن أن دونالد ترامب قضى حياته بأكملها في خداع الناس، والكذب، والهروب من براثن تطبيق القانون، وتقديم خدمات غير عادية وغير قابلة للتفسير.
وعلى سبيل المثال، قام بتقديم خدمات مريبة لواحد من أكبر مهربي الكوكايين في العالم، كما قدم خدمات أخرى تشمل خمورا وسيارات الليموزين والأجنحة الفندقية لأبناء الأثرياء، طالما كان لديهم المال ليخسروا القمار في الكازينوهات التابعة له.
ما رأيك في الرئيس جو بايدن؟
بايدن رجل متدين يذهب إلى قداس كاثوليكي كل أسبوع، ويتمتع بمعرفة عميقة للغاية بالشؤون العالمية من خلال سنواته العديدة التي قضاها في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وخدمته فيها، بالإضافة إلى القليل من الغطرسة. لكنه ممل أيضا.
ويتمتع بايدن بثقة كبيرة في نفسه، وقد يتبين أن ثقته بنفسه كانت خطأً، لأن افتراض أن الناس يعرفون أعمالك الصالحة هو أمر غير حكيم.
إن الترويج المستمر وتذكير الناس بهذه الأعمال الجيدة هو الطريقة التي توسع بها قاعدتك بين الناخبين وتعزز التزامهم تجاهك وتجاه حزبك السياسي.