ثورة الذكاء الاصطناعي تصطدم بضوابط الاستدامة.. 3 تحديات و5 حلول

أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، ما جعله محط اهتمام الجميع حول العالم.
وتسعى كل المجالات اليوم لتوظيف قدراته، لكن تظل هناك الكثير من التحديات، أبرزها مدى استدامة الذكاء الاصطناعي؛ ففي معظم الأحيان، لا تتوافق أنظمة الذكاء الاصطناعي مع الاستدامة البيئية؛ فغالبًا تستهلك تلك الأنظمة الموارد البيئية، ما يُعرقل الاستدامة.
استدامة أقل
هناك العديد من الصور التي يؤثر من خلالها الذكاء الاصطناعي على الاستدامة، نذكر منها:
1- استهلاك الطاقة
تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على التعلم الآلي، وخلاله يتم تدريب الذكاء الاصطناعي بمجموعات ضخمة من البيانات والنماذج. ويتطلب هذا التدريب طاقة هائلة، تتسبب في إطلاق انبعاثات للغازات الدفيئة، ما يؤدي إلى تفاقم التغيرات المناخية. إضافة إلى التدهور في البيئة المحيطة نتيجة التلوث.
2- نفايات إلكترونية
تُنتج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نفايات إلكترونية من شأنها أن تُشكل تحديًا بيئيًا يصعب مواجهته؛ خاصة وأنّ تلك النفايات تحتوي على مواد كيميائية خطيرة، مثل: الرصاص والزئبق والكادميوم. تلك المواد قد تُلوث التربة والمياه، ما يعرض صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى للخطر.
3- النظم البيئية
تتأثر النظم البيئية بسبب أنظمة الذكاء الاصطناعي بعدة طرائق، منها تطبيق الذكاء الاصطناعي في الممارسات الزراعية لزيادة المحصول بدون مراعاة الحفاظ على صحة النظام البيئي، ما قد يتسبب في فقدان التنوع البيولوجي، ومعه سلسلة من العواقب الأخرى.
كيف نجعله أكثر استدامة؟
يبحث العالم اليوم عن حلول مناسبة لتعزيز استدامة الذكاء الاصطناعي؛ للاستفادة من قدراته الفائقة لتسهيل حياة البشر وفي نفس الوقت الحفاظ على البيئة واستدامته. من ضمن الحلول المطروحة:
1- استخدام مصادر للطاقة المتجددة
ولأنّ أنظمة الذكاء الاصطناعي تستهلك كميات هائلة من الطاقة لتدريبها -كما ذكرنا- فهناك حاجة للاستثمار في الطاقة المتجددة، مثل: الألواح الشمسية، توربينات الرياح، محطات الطاقة الكهرومائية.
وعلى الرغم من أنّ هناك العديد من عمالقة التكنولوجيا أمثال ميتا، غوغل، ومايكروسوفت تستثمر في الطاقة النظيفة، إلا أنّ استخدام الطاقة المتجددة في الذكاء الاصطناعي لا ينمو بقدر كافٍ لمواكبة تطور الذكاء الاصطناعي.
2- التشجيع على المشاركة
صارت المنافسة شرسة بين شركات تطوير الذكاء الاصطناعي المختلفة، في حين أنّ أحد الطرائق المقترحة لاستدامة الذكاء الاصطناعي، هي مشاركة النماذج والبيانات لإعادة استخدامها بدلًا من تدريب الأنظمة من الصفر واستهلاك الطاقة.
3- المرونة
إنّ تعزيز أنظمة الذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر مرونة من شأنه أن يساهم في التخفيف من الاضطرابات المستقبلية في البنية التحتية للحوسبة، تلك الاضطرابات من المتوقع أن تنتج عن التغيرات المناخية. وقطاع الحوسبة مثل أي قطاع آخر، مُعرض للآثار الاحتباس الحراري.
4- الشفافية
من الضروري أن تفصح شركات تطوير وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عنها، والأبعاد البيئية لتلك العملية، وكذلك العمل على التخفيف من الانبعاثات.
5- الحوكمة والتنظيم
تحتاج الحكومات والجهات التنظيمية في البلاد أن تطرح سياسات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالاستدامة، مثل وضع حدود للبصمة الكربونية وإدخالها في جهود التخفيف وخفض الانبعاثات، ما يساهم في تحقيق الأهداف البيئية والوطنية.
تحالف للذكاء الاصطناعي المستدام
انطلقت "قمة باريس للذكاء الاصطناعي" بين يومي 10 إلى 11 فبراير/شباط 2025، في العاصمة الفرنسية من أجل مناقشة التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتُعد تلك القمة هي الأولى من نوعها. وشهدت إطلاق "تحالف الذكاء الاصطناعي المستدام". ويُعد هذا التحالف خطوة لتعزيز تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصبح صديقة للبيئة وأكثر استدامة.
aXA6IDE4LjExNi40OS42NiA=
جزيرة ام اند امز