بعد 80 عاما.. العثور على حطام «الفأر الراقص» الأمريكي
بعد أكثر من 80 عاما من إغراقها في الحرب العالمية الثانية أعلنت البحرية الأمريكية العثور على حطام "الفأر الراقص".
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "هيستوري أونلاين" الأمريكي، فقد اكتشفت سفينة تابعة للبحرية الملكية الأسترالية حطام المدمرة "يو إس إس إدسال دي دي 219"، التي عرفت باسم "الفأر الراقص"، جنوب جزيرة الكريسماس.
وهذه هي المنطقة التي غرقت فيها المدمرة في الأول من مارس/آذار عام 1942 وعلى متنها أكثر من 200 جندي، منهم 185 بحارا و31 طيارا من سلاح الجو الأمريكي، بعد استهدافها من القوات اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
ووفق ما ذكره موقع "واشنطن تايم" فقد أبلغ مسؤولون في البحرية الأسترالية نظراءهم الأمريكيين أنهم عثروا على حطام "يو إس إس إدسال" في 13 مايو/أيار الماضي، لكن تم تأجيل الإعلان إلى الإثنين الماضي، ليتزامن مع يوم المحاربين القدامى في الولايات المتحدة ويوم الذكرى في أستراليا.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى أستراليا كارولين كينيدي، في بيان مصور إلى جانب نائب الأدميرال مارك هاموند، قائد البحرية الملكية الأسترالية، إن "الكابتن جوشوا نيكس وطاقمه قاتلوا ببسالة، وتجنبوا 1400 قذيفة من السفن الحربية والطرادات اليابانية، قبل أن يتعرضوا لهجوم بـ26 قاذفة، حيث تلقوا ضربة واحدة قاتلة.. ولم يكن هناك ناجون".
"غرق الفأر الراقص"
دخلت السفينة يو إس إس إدسال، التي سميت على اسم البحار نورمان إيكلي إدسال الخدمة مع البحرية الأمريكية في عام 1920.، وعملت ضمن الجهود الدولية لمكافحة المجاعة التي اندلعت في أوروبا الشرقية، حيث ساعد طاقمها في إجلاء اللاجئين.
وجرى نشر إدسال في جنوب المحيط الهادئ مع عدد من المدمرات الأخرى خلال الحرب العالمية الثانية لمرافقة سفن الشحن الأمريكية حول الفلبين وأستراليا.
تميزت المدمرة "إدسال" بقدرتها على تجنب العديد من قذائف السفن الحربية اليابانية، ففي الأول من مارس/آذار عام 1942 كانت المدمرة تبحر بمفردها جنوب جاوة، بعد أن قضت الأشهر القليلة الماضية في مرافقة القوافل بين أستراليا وإندونيسيا.
وعلى الرغم من أن قوة من السفن الحربية والطرادات اليابانية الأسرع والأكثر تسليحا قد تجاوزتها، فإن المدمرة إدسال قضت ما يقرب من ساعتين في تنفيذ مناورات المراوغة، وإقامة ستائر دخان، وتجنبت أكثر من 1000 قذيفة معادية.
لكنها تعرضت لهجوم من الطراد الياباني الثقيل تشيكوما (1938) والبارجتين هيي وكيريشيما، وعلى مدار الاشتباك أُطلقت 1335 قذيفة على إدسال، أصابت واحدة أو اثنتان منها المدمرة.
ثم شنت القوات اليابانية غارات جوية عليها، حيث انطلقت قاذفات "آيتشي دي 3 إيه" من حاملات الطائرات "كاجا" و"هييو" و"سوريو" إلى المنطقة، وأصابت إحدى قنابلها التي يبلغ وزنها 550 رطلاً إدسال، مما أدى في النهاية إلى غرقها.
ويشير الأدميرال البحري المتقاعد صامويل جيه كوكس، رئيس دائرة التاريخ والتراث البحري، إلى أن المراقبين اليابانيين وصفوا المدمرة بأنها كانت تتصرف مثل "الفأر الراقص"، في إشارة إلى حيوان أليف ياباني شهير في ذلك الوقت معروف بحركته غير المنتظمة.
العثور على حطام المدمرة
وفي عام 2023 عثرت البحرية الأسترالية على موقع المدمرة، منذ ذلك الحين عمل الباحثون على التأكد من أنها إدسال.
وكان اكتشاف المدمرة، التي يبلغ طولها 314 قدما، مفاجأة للبحرية الأسترالية، التي استخدمت أنظمة روبوتية وذاتية متقدمة تُستخدم عادة في مسح الأعماق لتحديد موقع إدسال في قاع البحر.
وأشار نائب الأدميرال مارك هاموند، قائد البحرية الملكية الأسترالية، إلى أن المدمرة إدسال حازت مكانتها في تاريخ البحرية الأمريكية والأسترالية على حد سواء.