طبيب لـ"العين الإخبارية": هذه الأسباب تحفزك على التطعيم ضد كورونا
أطلقت عشرات الدول حملات تطعيم ضخمة ضد فيروس كورونا بعد اعتماد عدة لقاحات آمنة، ورغم ذلك لا يزال البعض متخوفا من هذه الأمصال.
تخوفات البعض من أمصال "كوفيد-19" مصدرها اعتقادهم أنها قد تؤثر على تكويناتهم الجينية أو اعتراضا منهم على إجراء التجارب السريرية خلال أقل من عام، وهي في نظرهم فترة غير كافية مقارنة بالأعوام التي استغرقها الباحثون سابقا لاكتشاف لقاحات أمراض قاتلة.
لكن الحقيقة أن منظمة الصحة العالمية لم تعتمد أي لقاحات ضد الفيروس التاجي حتى تأكدت من دقة التجارب السريرية التي أجريت وأمان نتائجها وفاعليتها الكبيرة، وحددت الفئات التي يمكن أن تحصل على الأمصال بأمان.
الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة في مصر، قال إن هناك مجموعة من الأسباب الحقيقة تكمن وراء التلقيح بأمصال كورونا، مشيرا إلى أن من المهم إدراك أن اللقاحات ليست شرطا للحماية من الإصابة بنسبة 100%
وأوضح الحداد لـ"العين الإخبارية"، أن لقاحات الأمراض الأخرى مثل الإنفلونزا قد يحصل عليها الإنسان ويصاب بالمرض أيضا، وبالتالي ليس مبررا أن يمتنع البعض عن التلقيح ضد "كوفيد-19" بهذه الحجة.
حماية من المضاعفات
وقال الطبيب: "أهم سبب للحصول على اللقاحات أنها تحمي من الدخول في مرحلة المضاعفات بنسبة 100%، ما يعني أنه في حال التطعيم ثم الإصابة بالمرض فإن هذه الإصابة تكون متوسطة ولا تصل لمرحلة الخطورة أو تحدث المضاعفات".
بشأن أن بعض الأمصال نسبة فاعليتها ليست كبيرة قد لا تتخطى 70%، قال الطبيب: "70% هذه نسبة فاعلية عدم الإصابة، أما النسبة المتبقية فاللقاح فعال فيها بمنع الدخول في مرحلة المضاعفات".
وشرح: "لو أخذنا اللقاح الصيني سينوفارم مثالا فإن فعاليته بنسبة 80% أي أن كل 100 شخص تلقى المصل لن يصاب 80 منهم بالفيروس، والـ20 المتبقين ممكن أن اللقاح لن يكون فعالا معهم بنسبة 100% وبالتالي قد يصابوا، لكن بالتأكيد أنه سيمنع إصابتهم بالمضاعفات".
وفيات كبار السن
شدد الحداد على أهمية تطعيم كبار السنة وأصحاب المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة بلقاحات كورونا لحمايتهم من الوفاة.
وقال: "لا يوجد ما يمنع من تطعيم هذه الفئات بل على العكس من المهم جدا تطعيمهم لأن نسب الوفاة كبيرة بينهم، وبالتالي لقاحات كورونا تحافظ على حياتهم".
الطبيب المختص قال إن اللقاحات سابقا نجحت في القضاء على أمراض كثيرة مثل الجدري وشلل الأطفال والسلل على مستوى العالم، وبالتالي فإن وجود اللقاح للقضاء على مرض ما مهم جدا، لذا لا يجب أن يتجاهل ذلك مع كورونا.
لقاحات آمنة
بشأن المخاوف من عدم تجربة لقاحات كورونا بصورة كافية، أجاب الحداد: "معظم الأمصال مصنعة بطرق تقليدية مثل سينوفارم الصيني الذي أعد اعتمادا على لقاح معطل وهو شبيه في تقنية تحضيره بلقاح الإنفلونزا الذي أخذ وقتا كافيا لإعداده وأجريت عليه كل التجارب، ولقاح كورونا اتبع نفس طريقة التصنيع والمعالجة ما يعني أنه آمن".
وأشار إلى خطورة المرحلة الراهنة وأهمية طرح اللقاحات دون الانتظار سنوات، قائلا: "نحن في حالة جائحة وبائية كل يوم يقتل العشرات نتيجة فيروس (كوفيد-19)، وبالتالي لن ننتظر سنوات تمر على تجربة اللقاحات لأخذها وفي تلك الفترة بالتأكيد ستخسر كل عائلة أفرادا منها".
بالنسبة للقاحات المصنعة بتقنية الرنا المرسال (MRNA)، أوضح أن الأمصال المصنعة بتقنيات حديثة مثل هذه لم تثبت التجارب أنها غير آمنة، على العكس مأمونيتها عالية جدا حتى الآن.
وقف العدوى
أشار الحداد إلى أهمية حصول كل الأشخاص على لقاحات كورونا طالما توفرت لهم، باستثناء من هم دون 18 عاما والحوامل، موضحا أن في أوساط الشباب هناك حالات وفيات وبالتالي يجب ألا تتهوان هذه الفئة في الحصول على التطعيم.
هناك بعض الشباب لا يعبأ بلقاحات كورونا على اعتبار أن مخاطر الفيروس على هذه الفئة ليست كبيرة وأنه سيتعافى منه بسهولة على فرضية أن مناعته جيدة، لكن من يفكر بهذه الطريقة عليه أن يأخذ في الحسبان من سينقل العدوى لهم من الفئات الأخرى، سواء كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.
وقال الطبيب: "تطعيم الشباب ذو أهمية مضاعفة، ومن المهم أن يفكر الشباب في الفئات الأخرى التي سينقل العدوى لها، وبالتالي التطعيم ضد كورونا ليس حماية للشاب فقط لكن للمحيطين أيضا".
أهمية التطعيم
وشنت المنظمة الصحية العالمية حملات مكثفة للتوعية بأهمية التطعيم ضد فيروس "كوفيد-19" لخصتها في 10 أسباب، وهي:
1. اللقاحات تنقذ الأرواح
لقد قطعت البشرية شوطًا طويلاً منذ التلقيح ضد الجدري لأول مرة عام 1796. وتقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن التطعيم يمنع حاليًا 2 إلى 3 ملايين حالة وفاة كل عام.
بالنسبة للبعض ثبت أيضًا أن فيروس كورونا قاتل. إذا كنت معرضًا لخطر كبير من المرض، فإن التطعيم يمكن أن ينقذ حياتك.
2. لحماية صحتك
تحمينا اللقاحات أيضًا من العديد من الأمراض الموهنة مثل شلل الأطفال، وقبل تطوير لقاحيه كان من الشائع رؤية صور درامية لأشخاص يستخدمون رئة حديدية أو أطفال مشلولون، لكن على مدى العقود الثلاثة الماضية أدت اللقاحات إلى انخفاض بنسبة 99.9٪ في حالات شلل الأطفال.
بالمثل، يمكن أن يكون لفيروس كورونا بعض الآثار الصحية طويلة الأمد وبالتأكيد ستحميك اللقاحات من هذه أيضًا.
3. لدعم الخدمات الصحية
إن تلقيحك في طفولتك يعني أنك أقل عرضة للإصابة بالأمراض المعدية على مدار حياتك. هذا يخفف الضغط على موظفي الخدمة الصحية الذين يمكنهم بعد ذلك تكريس جهودهم وأموالهم ومعداتهم لمساعدة المرضى الذين يعانون من أمراض لا يمكن الوقاية منها.
سيساعد التطعيم ضد الفيروس التاجي على خفض أعداد الحالات ومنع تراكم المزيد من العلاجات الأخرى.
4. لحماية الضعفاء
عندما يتم تطعيم عدد كافٍ من الأشخاص ضد أحد الأمراض المعدية مثل "كوفيد-19"، يمكن إيقاف انتشاره بشكل فعال، نظرًا لوجود عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين يمكن نقل العدوى إليهم، وهو ما يُعرف باسم "مناعة القطيع".
إن الوصول إلى مناعة القطيع يعني أنه حتى أولئك الذين لا يستطيعون تلقي التطعيم لأي سبب محميون.
5. اللقاحات تخضع لاختبارات صارمة
يتم اختبار اللقاحات في تجارب سريرية طويلة وكبيرة تشمل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتتم مراقبة آثارها حتى بعد الموافقة عليها. الطريقة الشاملة التي يتم بها تطوير اللقاحات تعني أنها أكثر أمانًا بكثير ولها آثار جانبية أقل من معظم الأدوية الموجودة.
يتم اختبار لقاحات كورونا بنفس طريقة اختبار لقاحات الأمراض الأخرى، وكون أنه تم تطويرها بسرعة لا يعني أن اختبارات السلامة كانت أقل شمولية.
6. لتوفير الوقت والمال
تم التعرف على اللقاحات على نطاق واسع باعتبارها واحدة من أكثر التدخلات الطبية فعالية من حيث الوقت والتكلفة. لا يستغرق تلقي التطعيم سوى بضع دقائق وهو رخيص جدًا أو مجانًا للعديد من الأشخاص.
من ناحية أخرى، فإن الإصابة بمرض معد يعني الحصول على إجازة من المدرسة أو العمل وربما تكبد فواتير طبية باهظة.
7. لتتمكن من السفر بأمان
السفر إلى بلدان أخرى يعرضك لمسببات الأمراض التي لا يعرفها جهازك المناعي، ومن خلال تلقي التطعيمات الموصى بها لوجهتك، ستتمكن من الاستمتاع بعطلتك دون المخاطرة بزيارة الطوارئ إلى مستشفى محلي أو إعادة الحشرات غير المرغوب فيها.
وبالمثل، فإن مواكبة جدول التطعيم الموصى به يحمي سكان وجهة عطلتك من أي عدوى قد تحملها معك. لهذا السبب يمكن أن تصبح لقاحات COVID-19 إلزامية للسفر عند طرحها.
8. للحد من مقاومة الأدوية
حددت منظمة الصحة العالمية مقاومة مضادات الميكروبات باعتبارها واحدة من أكبر 10 تهديدات للصحة العالمية، كما هو الحال بالنسبة للتردد في اللقاحات.
يؤدي الإفراط المستمر في استخدام المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات إلى مقاومة البكتيريا والفيروسات لها، ما يؤدي إلى انتشار عدوى لا يمكن علاجها.
من خلال منعنا من الإصابة بالعدوى في المقام الأول، تسمح لنا اللقاحات بتقليل استخدامنا للمضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات، وبالتالي الحد من تمرد سلالات البكتيريا والفيروسات المقاومة للأدوية.
9. حماية الأجيال الجديدة
على مدار التاريخ، كان على البشرية أن تتعايش مع العديد من الأمراض المنهكة والمهددة للحياة والتي أصبحت الآن نادرة جدًا بفضل برامج التطعيم للأطفال.
ومع ذلك، فإن الوباء يقدم مثالًا مثيرًا للتأثير العالمي المدمر الذي يمكن أن يحدثه مرض واحد في حالة عدم وجود لقاح.
تحصين أنفسنا وأطفالنا ضد الأمراض المعدية اليوم هو هدية لا تقدر بثمن للأجيال القادمة، أيضا قمع الأمراض في الوقت الحاضر سيسمح للناس في المستقبل أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة.
10. لمنع نشر أخبار كاذبة
أظهرت الأبحاث أن الأخبار المزيفة تنتشر بشكل أسرع وأبعد من المعلومات الحقيقية.
على مدى العقود القليلة الماضية أدت نظريات المؤامرة والمعلومات الخاطئة إلى تآكل ثقة الجمهور في اللقاحات، ما أدى إلى عودة ظهور الأمراض التي تم القضاء عليها تقريبًا في العديد من البلدان.
باتباع الإرشادات القائمة على الأدلة من المجتمع العلمي والطبي، فأنت لا تحمي نفسك وأحبائك من الأمراض المعدية فحسب، بل تقدم أيضًا نموذجًا يساعد في مكافحة انتشار المعلومات الخاطئة.
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA== جزيرة ام اند امز