صراع لقاحات بين أوروبا وبريطانيا.. الإسترليني في قلب الأزمة
في وقت تلوح في الأفق أزمة لقاحات بين أوروبا وبريطانيا، يبدو أن التصعيد قد يتسبب في خسائر اقتصادية ضخمة، مع شرخ في العلاقات بين الطرفين.
وطالبت بريطانيا بأن يسمح الاتحاد الأوروبي بتسليم لقاحات كوفيد-19 التي طلبت شراءها بينما تتصاعد التوترات بين الجانبين مع توجيه بروكسل أصابع اتهام إلى شركة أسترازينيكا البريطانية.
وبموجب البرنامج الأوروبي، المقرر تمديده لنهاية يونيو/حزيران، يجب على الشركات الحصول على ترخيص قبل تصدير لقاحات كوفيد-19، وقد تُرفض طلباتها في حالة عدم احترامها التزامات التوريد المبرمة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.
ومن المنتظر أن يناقش زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الخميس حظرا محتملا على صادرات اللقاحات إلى بريطانيا، التي تعتمد بشدة على الواردات في حملتها للتطعيم.
وفي مواجهة صعوبات كبيرة في الإمدادت، أنشأ الاتحاد نظاما لتسجيل الشحنات المصدرة من الجرعات الحيوية في يناير/كانون الثاني وسط خلاف مستمر مع شركة الأدوية البريطانية السويدية العملاقة استرازينيكا.
قيود صارمة
وفي الوقت الحالي، لا يمكن حظر الصادرات إلا إذا تم اعتبار أن شركة ما قد أخفقت في التزامات التسليم التعاقدية تجاه الاتحاد الأوروبي، وإلى بلدان معينة فقط.
وقالت المصادر إن الاتحاد الأوروبي يريد الآن إلغاء الإعفاءات من القيود المفروضة على الصادرات الإنسانية أو تلك الموجهة إلى الدول الشريكة أو المجاورة.
ومن المقرر أن يقدم النظام الأكثر صرامة، وفقًا للمصادر ، معيارين جديدين يسمحان بمنع التصدير، وهما إلى أي مدى تتقدم الدولة المستفيدة المقصودة في عملية التطعيم، وما إذا كانت الدول المنتجة للقاحات تفوم بتصديرها بطريقة متبادلة.
ودخلت منظمة التجارة العالمية على خط الأزمة، وقالت نجوزي أوكونجو-إيويالا، مديرة المنظمة اليوم الثلاثاء، إنها تشعر بخيبة أمل حيال برنامج الاتحاد الأوروبي لتراخيص تصدير لقاحات كوفيد-19، مضيفة أنها تتحدث مع مسؤولي الاتحاد في هذا الصدد.
وأضافت: "في حين نتفهم المبررات السياسية لما يقومون به - فقد قلت صراحة أنني أشعر بخيبة الأمل، خصوصا وأنهم مددوه إلى ما بعد مارس (آذار)".
وأكدت على أن قيود التصدير يجب أن تكون مؤقتة.
الإسترليني يخسر
وفي خضم صراع اللقاحات، تضرر الجنيه الإسترليني، وتراجع اليوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى في 6 أسابيع مقابل الدولار الأمريكي بينما يدرس الاتحاد الأوروبي حظر صادرات لقاحات كوفيد-19 إلى بريطانيا التى تعتمد بشدة على الواردات في حملتها للتطعيم.
وتراجع الإسترليني 0.6% مقابل العملة الأمريكية إلى 1.3782 دولار بحلول الساعة 1545 بتوقيت جرينتش بعد أن سجل في التعاملات الصباحية 1.3752 دولار وهو أدنى مستوى له من التاسع من فبراير/ شباط.
وأمام اليورو استقر الاسترليني عند 86.45 بنس بعدما هبط إلى 86.45 بنس وهو أدنى مستوى له مقابل العملة الأوروبية في أكثر من أسبوعين.
توسيع التمويل
وفي الوقت الذي تتعنت فيه أوروبا بخصوص مسألة توفير وتصدير اللقاحات، يظهر البنك الدولي في المشهد ليؤكد على توسيع نطاق تمويل اللقاحات.
قال ديفيد مالباس رئيس البنك الدولي اليوم الثلاثاء إنه سيكون للبنك برامج لقاحات في 30 دولة بنهاية أبريل/ نيسان، بتمويل يبلغ نحو ملياري دولار، مضيفا أن توسع التجارة ضروري لتعافي الدول النامية.
وقال مالباس خلال مناسبة لمنظمة التجارة العالمية عبر الإنترنت إن ذراع القطاع الخاص للبنك، مؤسسة التمويل الدولية، تصدت لملء فراغ تجاري نشأ عن تراجع قطاع بنوك المراسلة، بتقديم نحو 10 مليارات دولار في تمويل التجارة ورأس المال العامل منذ اندلاع الأزمة.
وأضاف قائلا "نرى أن التجارة ستكون في قلب عملية التعافي.. أرى أن الوقت قد حان لخفض الرسوم الجمركية والقيود التنظيمية. ونحن نعمل مع الدول مباشرة لدعم تلك الجهود".
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg جزيرة ام اند امز