لم تكن قفزة فيرجيل فان ديك أعلى "كثيراً" من هاري ماجواير قائد فريق مانشستر يونايتد إلا أنها كانت بصمة تفوق
لم تكن قفزة فيرجيل فان ديك مدافع ليفربول أعلى كثيراً من نظيره هاري ماجواير قائد مانشستر يونايتد، إلا أنها مثلت إشارة تفوق لصالح النجم الهولندي.
ماجواير مطالب بأن يتخطى كل أزمات مانشستر يونايتد في السنوات الماضية ليناطح فان ديك.. ليس في لعبة هوائية ولكن بتقديم مسيرة مماثلة وهو أمر لا يبدو منطقيا لأنه يحظى بأجواء مختلفة ودعم من نوع آخر
فان ديك لا يحمل شارة قيادة ليفربول رغم أنه بلا شك يمتلك مقومات الإقناع الفني أكثر من قائد يونايتد، على الأقل في الوقت الحالي، ورغم أنه كذلك قائد منتخب الطواحين الهولندية، لكن هذا منطقي وفقاً للمعايير التي يضعها المدرب الألماني يورجن كلوب في جنبات الليفر.
لكن بعيداً عن شارة قيادة يونايتد، التي تحصل عليها ماجواير القادم من ليستر سيتي الصيف الماضي، فهي مسؤولية لا قبل للاعب الشاب بها، خاصة أنه لم يثبت نفسه بشكل قوي، مثلما فعل فان ديك على مدار موسمين.
الأمر لا يتعلق بتسجيل الأهداف الحاسمة أو الدور الهجومي، بل يعود للقدرة على مواجهة أفضل المهاجمين ومنح الطمأنينة للزملاء والمشجعين وهم يشاهدون الفريق، بالطبع ماجواير لا يجد أمامه مدربا مثل كلوب ولا فريقا متكاملا مثلما يجد فان ديك، لكن الأكثر من ذلك في رأيي أن ماجواير يجد أمامه شبح فان ديك.
ماجواير مطالب بأن يتخطى كل أزمات مانشستر يونايتد في السنوات الماضية ليناطح فان ديك، ليس في لعبة هوائية لكن في تقديم مسيرة مماثلة وهو أمر لا يبدو منطقياً، بالإضافة إلى طبيعة فان ديك المهارية أكثر وقدراته الفنية، فإنه يحظى بأجواء مختلفة ودعم من نوع آخر.
وبعيداً عن المقارنة بين أولي جونار سولسكاير المدير الفني لمانشستر يونايتد ويورجن كلوب، فإن الأزمة التي يعاني منها يونايتد هي بحثه عن مثال لفان ديك دون البحث الحقيقي عن حل لأزمات الفريق، ولقد ساعد توهج المدافع الهولندي غير العادي في أن تطالب فرق أوروبا الكبرى مدافعيها بأن يكونوا غير عاديين وتضعهم في مقارنات صعبة.
بالطبع فان ديك ليس لاعبا خرافيا أو استثنائيا، وله أخطاؤه وتتم مراوغته، مرة وأكثر، لكنه مدافع ثابت يمنحك الأمان في الخط الخلفي، ويمنح منافسك الحذر والترقب سواء عند شن هجوم عليه أو عند تقدمه للخط الأمامي للمساعدة في الكرات الثابتة، خاصة أنه دائم التألق في المباريات الكبرى تهديفياً، فهدفه في يونايتد لم يكن إلا امتدادا لأهداف أخرى في فرق كبرى.
إن فان ديك لم يأتِ لليفربول وهو ثاني أفضل لاعبي العالم، لكنه مزج بين إمكانياته العالية مع نظام ليفربول الملهم بقيادة كلوب، وفي موسم كان الأفضل للريدز منذ سنوات، وتلاه التتويج بدوري أبطال أوروبا وإضافة حارس مرمى كبير، وهو أليسون بيكر.
ومثال على ذلك لاعبون مثل فيليبي كوتينيو وجيمس رودريجيز وإيسكو وتوماس مولر، تجدهم أحياناً في أوج العطاء وبعد عدة أشهر غائبين عن الساحة، أنت تحتاج لمدرب ولأجواء ولنتائج وجشع في تحقيق الانتصارات، كلها أجواء إجمالية ستصنع الحالة التي وصل إليها فيرجيل.
ما يعاني منه يونايتد الآن من الصعب أن يتيح تلك الفرصة لماجواير، هناك انتقادات دائمة، تذبذب في النتائج، حالات ارتفاع وهبوط متتالية في المستوى، لكن يبقى السؤال هل يستطيع ماجواير أن يحاكي قفزة فان ديك في العامين الأخيرين؟! أعتقد لو فكر في الهولندي ستصيبه العقدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة