فنزويلا.. مقتل ثاني مرشح للجمعية التأسيسية لإدارة البلاد
النيابة العامة الفنزويلية قالت إن المحامي خوسيه فيليكس بينيدا قتل بعد أن أطلق عليه مجهولون النار مرارا
أعلنت النيابة العامة الفنزويلية أن "مجموعة اقتحمت" منزل المرشح للجمعية التأسيسية التي ينتخبها الفنزويليون، اليوم الأحد، المحامي خوسيه فيليكس بينيدا (39 عاما) في سيوداد بوليفار في جنوب شرق البلاد و"أطلقت عليه النار مرارا"، من دون أن تذكر دوافع الجريمة.
- فنزويلا تنتخب جمعية تأسيسية جديدة والمعارضة تقاطع التصويت
- استعدادا لاستفتاء حاسم.. حظر المظاهرات 5 أيام في فنزويلا
وفتحت صناديق الاقتراع، الأحد، في فنزويلا، وسط أجواء من التوتر، لانتخاب "جمعية تأسيسية" من شأنها إدارة البلاد لفترة غير محددة، وهو مشروع الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو الذي ترفضه المعارضة ويواجه انتقادات دولية.
والمرشح هو الثاني الذي يقتل، ففي العاشر من يوليو/ تموز قتل خوسيه لويس ريفاس خلال حملته الانتخابية في مدينة ماراكاي، وسط شمال العاصمة كراكاس.
والبلد الأول في تصدير النفط في أمريكا اللاتينية على حافة الانهيار الاقتصادي، ويشهد تظاهرات مناهضة للحكومة تم قمعها ما أدى إلى سقوط نحو مئة قتيل وجرح وتوقيف الآلاف.
ودعت المعارضة إلى تجمع حاشد، الأحد، في كاراكاس وإلى قطع الطرق الرئيسية، رغم أن الحكومة حذرت من عقوبة سجن تصل حتى 10 سنوات على كل من سيعرقل عملية الاقتراع.
وبدأت عملية الاقتراع عند الساعة 6,00 (10,00 ت غ) لانتخاب 545 عضوا في هذه الجمعية التأسيسية وأصبح مادورو الناخب الأول عندما أدلى بصوته في أحد المراكز غرب العاصمة كاراكاس، برفقة زوجته سيليا فلوريس وعدد من القادة.
وصرّح مادورو من مركز الاقتراع "أنا الناخب الأول في البلاد.. أطلب من الله أن يبارك فنزويلا كي يتمكن الشعب من ممارسة حقه الديمقراطي بحرية"، معتبرا أن "الإمبراطور دونالد ترامب أراد منع الشعب الفنزويلي من ممارسة حقه في الاقتراع".
وعشية الانتخابات، أكد مادورو "أننا نترقب انتصار انتخابي كبير.. لم يتمكنوا من منع تشكيل الجمعية التأسيسية والأمر قد أصبح واقعا سياسيا".
والمعارضة التي تطالب بانتخابات عامة، ترفض عملية الاقتراع هذه ولم تقدم أي مرشح، معتبرة أنها تهدف إلى إبقاء مادورو في السلطة.
احتيال دستوري
واعتبر النائب فريدي غيفارا باسم تحالف الوحدة الديمقراطية المعارض أن "عملية الاحتيال الدستوري والانتخابي هي أخطر خطأ تاريخي ارتكبه مادورو".
وبحسب معهد داتاناليسيس لاستطلاعات الرأي فإن السلطات القضائية والعسكرية تدعم مادورو وجمعيته التأسيسية لكن أكثر من 80 % من الفنزويليين لا يؤيدون إدارته للبلاد وحوالى 72 % منهم يعارضون مشروعه.
وأعلن المجلس الوطني الانتخابي أن الجيش سيضمن حسن سير عملية الاقتراع وسمح للناخبين الإدلاء بأصواتهم في أي مكتب اقتراع في منطقتهم، بسبب "تهديدات المعارضة".
ورأى المحلل بنينيو الركون أن الحكومة تسعى إلى تجنب الإقبال الضعيف على صناديق الاقتراع، بعد أن ضمن تحالف الوحدة الديمقراطية معارضة 7,6 مليون صوت لمشروع مادورو، خلال استفتاء رمزي نظمه منذ أسبوعين.
ولفت الخبير الانتخابي أوجينيو مارتينيز إلى أن "قانون الاقتراع يجمع بين التصويت في المنطقة والتصويت بحسب القطاعات الاجتماعية، أي سيدلي 62 % من 19,8 مليون ناخب بأصواتهم مرتين. الأمر الذي سيعرقل عملية احتساب النتيجة".
ويعتبر مادورو أن الجمعية التأسيسية ضرورية للحدّ من أعمال العنف ولإنقاذ الاقتصاد.
ورغم قولهم إنهم يريدون السلام، إلا أن عددا من الشخصيات التي ستفوز في الانتخابات مثل ديوسدادو كابيلو، هدد بسجن بعض الأشخاص وحلّ البرلمان أو بتفكيك هيئة الادعاء العام.
ونددت المدعية العامة لويزا أورتيغا، المعروفة بتأييدها الرئيس السابق هوغو تشافيز الذي حكم من 1999 حتى وفاته عام 2013 وورثه مادورو، بالمسّ بالنظام الدستوري داعية إلى رفض الجمعية التأسيسية الجديدة.
عزلة دولية
ويواجه مادورو انتقادات لاذعة من الولايات المتحدة، التي تستورد 800 ألف من أصل 1,9 مليون برميل نفط خام تنتجه فنزويلا يوميا، وكذلك بالنسبة للعديد من دول أمريكا اللاتينية وأوروبا.
وفرضت واشنطن عقوبات على 13 مسؤولا حكوميا وعسكريا مقربا من الرئيس الفنزويلي، بينهم رئيسة المجلس الوطني الانتخابي تيبيساي لوسينا المتهمة بتقويض الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان وبالفساد.
وأعلنت كولومبيا وباناما أنهما لن تعترفا بالجمعية التأسيسية كما حذرت الولايات المتحدة من فرض مزيد من العقوبات.
وشدد رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه لويس ثاباتيرو، السبت، على ضرورة إقامة حوار جديد، بعد ذلك الذي فشل في ديسمبر/ كانون الأول.
ويتهم الرئيس الاشتراكي المعارضة بتحضير انقلاب على السلطة بدعم من واشنطن و"حكومات عميلة".
وتثير الانتخابات مخاوف كبيرة من تفاقم الفوضى في البلاد، فقد تهافت الفنزويليون عشية الانتخابات على شراء المواد الغذائية وغادر بعضهم البلاد.
وطلبت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك من رعاياها عدم السفر إلى فنزويلا إلا في حالات الضرورة القصوى، في حين علقت بعض شركات الطيران رحلاتها إلى كاراكاس.
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز