بالصور.. جسر قصير ينقذ فنزويلا من أزمة إنسانية
جسر قصير يربط بين فنزويلا وكولومبيا تحول إلى شريان الحياة الرئيسي لآلاف الفنزويليين الذين يعبرون بين البلدين يوميا
جسر قصير يربط بين فنزويلا وكولومبيا، تحول إلى شريان الحياة الرئيسي لآلاف الأشخاص، الذين يعبرون بين البلدين يوميًا.
وفي ظل الأزمة الطاحنة والانهيار الاقتصادي، الذي تشهده البلاد أصبح جسر "بوينت إنترناسيونال سيمون بوليفار" طريقًا لإغاثة للفنزويليين الذين يواجهون أزمة إنسانية على جانبهم من الحدود.
ويشهد الجسر المؤدي إلى كولومبيا تدفقا مستمرا من الناس، من الشباب والكبار، فرادى وفي مجموعات عائلية، يعبرون ذهابًا وإيابًا بحثًا عن الإمدادات الأساسية.
يحمل معظمهم حقائب فارغة أو حفنة من الأكياس البلاستيكية التي تمتلئ في رحلة العودة بالسلع التي لا يمكنهم الحصول عليها في بلدهم.
يقود الجسر المحاط بأشجار النخيل الخصبة إلى رقعة من الأراضي المزروعة تعج بمحلات تجارية مؤقتة، ومتاجر صغيرة، ومتاجر تحويل عملات.
ومع فتح الطريق إلى بلدة كوكوتا الحدودية، توزع فتيات بطاقات خصم صفراء على الفنزويليين، ويرفع رجل صوته ليصرخ في الميكروفون على السلع المعروضة في سوبر ماركت كبير.
الرجل يصرخ: "مرحبا، أصدقاؤنا من فنزويلا، لدينا حليب الشوكولاتة وورق التواليت بسعر جيد".
أغلبهم يأتي من أجل شراء الدقيق والنفط والأرز والسكر والصابون والحفاضات، والبعض يقوم بالرحلة مرة شهريًا، باستخدام سيارته، وآخرون يعبرون الجسر عدة مرات يوميا من الساعة 5 صباحا إلى الساعة 7 مساء.
والبعض يسافر فقط لمجرد شراء الأدوية، مثل كاتيوسكا رييس، التي تشتري الأدوية لابنها الصغير، حيث قالت: "أجدها هنا، وأنا لا أجدها هناك"، بينما تملأ أكياسها البلاستيكية السوداء بالمنتجات الأنثوية والأرز والحفاضات والحليب.
وعندما يعود الناس إلى فنزويلا، يصيح أحد الرجال "يعيش مادورو!"، وعلى مسافة قصيرة يصيح رجل آخر "أنا أتحدى مادورو أن يجرؤ على النزول هنا!"
وفي ظل الانهيار الاقتصادي، الذي يغذيه أعلى معدل تضخم في العالم، وانخفاض قيمة البوليفار، والاضطرابات المستمرة والاحتجاجات العنيفة في الشوارع، حدثت الأزمة التي يعود تاريخها لسنوات.
ومع تضاؤل عائدات النفط، التي غذت اقتصاد البلاد في عهد الرئيس الراحل هوجو تشافيز جراء انخفاض أسعار البترول، أصبح الدعم الحكومي غير مستدام، وأسعار السلع الأساسية والأدوية لا يتحملها الفنزويليون العاديون، ما يجعل أسر بأكملها تكافح من أجل البقاء.
وبينما يطالب المتظاهرون المناهضون للحكومة الرئيس نيكولاس مادورو بالتنحي، نشر مادورو الجيش في الشوارع للحفاظ على النظام، وحكومته ترهب وتقيد وسائل الإعلام، كما أنها تسيطر بشدة على تأشيرات دخول الصحفيين الأجانب، ولذلك يتهمه خصومه بتخريب الديمقراطية وخنق المعارضة.