القديسة فيرينا.. ممرضة مصرية علّمت أوروبا النظافة
سويسرا تحتفل سنويا بذكرى وفاة القديسة فيرينا ،الصعيدية المصرية، اعترافا بفضلها ودورها في تعليمهم النظافة الجسدية والتمريض.
تحتفل سويسرا كل عام بذكرى وفاة القديسة فيرينا، الفتاة القبطية الصعيدية المصرية، كعطلة رسمية للبلاد، حيث تقام المعارض والحفلات الموسيقية، اعترافا بفضلها ودورها في تعليمهم النظافة الجسدية والتمريض منذ 1700 عام.
بنيت باسمها 70 كنيسة، وأقيمت لها التماثيل وهي تحمل "مشطا" وجرة ماء فى يديها، وبُنيت لها في ألمانيا وحدها 30 كنيسة تحمل اسمها، وأطلق عليها في أوروبا "أم الراهبات".
ولدت فيرينا في مدينة "جراجوس" عام 280 م بمركز قوص، محافظة قنا في صعيد مصر، ويعني اسمها باللغة القبطية "الثمرة الطيبة"، وقد التحقت كممرضة في الفريق الطبي بوحدة الجيش التابع للإمبراطور الروماني"دقلديانوس" الذي توجه لإخماد ثورة بلاد الغال في جنوب شرق فرنسا، و كانت تسمى"الكتيبة الطيبية" نسبة لمدينة طيبة "الأقصر حاليا"، وكانت تتكون من 6600 جندي مسيحي بقيادة ضابط يسمى"موريس"، وعند وصولهم الحدود بين فرنسا وبلجيكا وسويسرا، طلب منهم الإمبراطور "ماكسيميان هركليوس" تقديم ذبائح شكر للآلهة لنجاح مهمتهم، وعندما رفضوا تم قتلهم جميعا، فهربت فيرينا مع بقية الممرضات.
وعندما وصلت فيرينا إلى جبال الألب السويسرية اختبأت هي والممرضات في أحد الكهوف، وبدأت في خدمة سكان المنطقة من المرضى والفقراء الذين كانوا يعانون من الجهل والمرض في تلك الأيام، ونتيجة مهاراتها في التمريض والعلاج بالأعشاب ساعدت الفتيات في العناية بالصحة الجسدية وعلمتهن كيفية الاغتسال، وتمشيط الشعر باستخدام "الفلاية" المصرية، حتى أطلقوا عليها " صاحبة الفلاية الفرعونية "، والقضاء على الحشرات في الشعر، وكيفية العلاج بالأعشاب، و كانت تقدم لهن كل هذه الخدمات مجانا.
عندما ذاع صيتها في المنطقة أمر الحاكم الروماني بسجنها، وعندما خرجت من السجن عادت إلى الكهف الذي عاشت فيه وبقية الممرضات لخدمة أهالي سويسرا الفقراء، وتعليمهم النظافة الشخصية والعلاج بالأعشاب، وظلت هكذا حتى وفاتها في 14 سبتمبر أيلول 344م، عن عمر يناهز 64عاما.
في عام 1986 زار مصر وفد سويسري حاملا جزءا من رفات القديسة "فيرينا"، وتم وضعه في كنيسة تم بناؤها عام 1994 تحمل اسم القديسة فيرينا داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وفي عام 1989 بدأت باسمها خدمة للفقراء والمرضى تقليدا لدورها في علاج المرضى ومساعدة الفقراء، وفي سبتمبر أيلول عام 2012 تم إحضار باقي رفات القديسة فيرينا من سويسرا، وما زالت الكنيسة المصرية تحتفل بها كل عام في الرابع من شهر توت الموافق 14 سبتمبر أيلول كقديسة مصرية رفضت عبادة الأوثان، وعلمت الفتيات الأوروبيات النظافة الجسدية، وسخرت حياتها لخدمة الفقراء والمرضى .