فيديو "أطفال أردوغان" يثير غضب الأتراك
فتاة تركية تردد هتافات عنصرية وسط نحو 50 فتاة تثير غضب الأتراك الذين وصفوا الفيديو بأنه داعشي
أثار مقطع فيديو لفتاة تركية تردد وسط مجموعة من الفتيات والأطفال الصغار هتافات عنصرية استياء الأتراك الذين تداولوه على مواقع التواصل الاجتماعي وسط حالة كبيرة من الاستهجان.
وتناقلت وسائل الإعلام التركية مقطع الفيديو وكذلك تعليقات مرتادي مواقع التواصل الذين رأوا أنه تعليم لأطفال الرئيس رجب أردوغان الفكر الداعشي بمعسكر في إحدى المناطق داخل تركيا، وأنه يشابه كثيرا الصيحات العنصرية التي تنتشر في دول مثل إيران.
الموقع الإلكتروني لصحيفة "تي 24" المعارضة، نشر مقطع الفيديو على حسابه بموقع "توتير"، كما أعد مادة إخبارية عن الموضوع قال فيها: "إن ما ورد بالفيديو يشبه معسكر تعليم الأطفال الفكر الداعشي".
ويظهر في مقطع الفيديو نحو 50 طفلا كلهم من الإناث وجزء منهن يجلس في الأمام محجبات وجزء يقف في الخلف كلهن منتقبات، وأمام هذا العدد تقف طفلة تقول بعض العبارات بالطريقة التي اعتاد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي ترديدها.
ويقول الأطفال في الفيديو "الموت لليهود.. سنحرر فلسطين.. ونعيد فتح آياصوفيا (مسجد).. الله أكبر".
وأشارت صحيفة "تي24" إلى أن الفيديو أدى إلى موجة غضب كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث طالب مرتادو تلك المواقع الجهات المعنية بالتحقيق في الأمر وإنقاذ هؤلاء الأطفال.
وقالت إحدى المعلقات على مقطع الفيديو: "بالتأكيد هؤلاء الأطفال الصغار لا يعرفون ماذا يقولون؛ يجب إنقاذهم فورا من هذا الفكر الداعشي".
شخص آخر حمَّل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد لحكومة ونظام الرئيس رجب طيب أردوغان، وقال: "إن الجميع من الآن فصاعدا سيبحثون عن حركة الخدمة لإنقاذ الأطفال بتركيا مما وصلوا إليه".
وحركة الخدمة التي تحدث عنها هذا الشخص في تعليقه هي جماعة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بمزاعم تدبير المحاولة الانقلابية المزعومة صيف 2016، وأدرجته وجماعته على قوائم التنظيمات الإرهابية.
شخص ثالث أعرب عن استهجانه مما شاهده في المقطع وتساءل قائلا: "أين وزارة التربية والتعليم من كل هذا؟ وهل السيد الوزير من المنتمين لهذه التنظيمات؟".
يذكر أن تحقيقا أجرته مجلة "دير شبيجل" الألمانية، ذائعة الصيت، في أبريل/نيسان الماضي، أفاد بأن عشرات الآلاف من المسلحين المنحدرين من 100 دولة انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا عبر بوابة تركيا بداية من عام 2013.
وأوضح التقرير أنه "منذ 2013 انضم عشرات الآلاف من الإرهابيين المنحدرين من 100 دولة إلى تنظيم داعش في سوريا سلكوا طريقا واحدا وهو تركيا".
وأضاف التقرير: "اطلع فريق من مجلة دير شبيجل على صندوق ضخم من الوثائق عن دور تركيا في صعود داعش يضم 100 جواز سفر لعناصر من التنظيم منحدرين من 21 دولة مختلفة، ومحتجزين حاليا لدى قوات سوريا الديمقراطية شمالي سوريا".
ومضى قائلا: "من بين هذه الدول الـ21 دول يستبعد المرء للوهلة الأولى أن تصدر مقاتلين متطرفين لداعش مثل ترينداد وتوباجو وسلوفينيا".
المجلة قالت: "إن الـ100 شخص التي تعود إليهم جوازات السفر دخلوا سوريا عبر طريق واحد وهو تركيا".
ووفق المجلة ذاتها، فإن بعض جوازات السفر تحمل أكثر من ختم دخول لتركيا منذ عام 2013، ما يعني أن أصحابها كانوا يتمتعون بحرية حركة بين بلدانهم الأصلية وأراضي تنظيم داعش عبر الأراضي التركية التي باتت كمنطقة ترانزيت في هذه الحالة".
وعلقت دير شبيجل على ذلك قائلة: "نعلم أن تركيا وجهة سياحية وتجذب ملايين الأشخاص كل عام، لكن لماذا لم تتشكك سلطات البلاد في أمر آلاف الشباب خاصة القادمين من دول عربية الذين وصلوا أراضيها بشكل مطرد منذ 2013 ولم يعودوا لبلدانهم مرة أخرى؟".
واستطردت قائلة: "كيف لم ترصد السلطات التركية تحول مطار مقاطعة هاتاي الجنوبية الصغيرة إلى وجهة لكبار المتطرفين الدوليين الذين تدفقوا للانضمام لداعش".
ونقلت المجلة عن المتحدث العسكري باسم القوات الكردية مصطفى بالي قوله: "قلنا من البداية للعالم أن نظام رجب طيب أردوغان يساعد تنظيم داعش".
وأضاف: "نملك الآلاف من جوازات السفر الخاصة بمسلحي تنظيم داعش، وكلها ممهورة بأختام دخول لتركيا".
وأوضح أن "بعض هذه الجوازات تم مصادرتها من عناصر التنظيم لدى اعتقالهم، والبعض الآخر عثرنا عليه في مقرات داعش الإدارية في المدن المختلفة".
ووفق دير شبيجل، فإن أغلب جوازات السفر التي اطلع عليها فريقها تعود لرجال وبعضها لنساء.
وضربت مثالا بجواز سفر يعود لمواطنة ألمانية تدعى أسماء دخلت سوريا عن طريق تركيا في مطلع 2014 ثم عادت لبلادها.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، عادت أسماء إلى أراضي داعش عبر تركيا ولم تعد مرة أخرى لألمانيا، حيث يحمل جواز سفرها ختم دخول أحمر من مطار إسطنبول، لكنه لا يحمل ختم خروج أزرق بعد هذا التاريخ.
ونهاية عام 2018 كشف تقرير للمخابرات الهولندية أن تنظيم داعش يستخدم الأراضي التركية كقاعدة استراتيجية لاستعادة قوة التنظيم وإطلاق حرب سرية في أوروبا، حسبما أورد موقع "إنتل نيوز" المتخصص في شؤون الاستخبارات.
وجاء التقييم في تقرير نشرته لأول مرة دائرة المخابرات العامة والأمن في هولندا، المعروفة باسم "آيفيد"، على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "تركة سوريا: الجهاد العالمي لا يزال يشكل تهديدا لأوروبا".
وذكر التقرير المؤلف من 22 صفحة أن الحكومة التركية لا ترى الجماعات المتطرفة مثل تنظيمي القاعدة وداعش تهديدا أمنيا قوميا ملحا.
وبدلا من ذلك، فإن "دوائر الأمن التركية مهتمة أكثر بكثير بالمتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني في تركيا ووحدات حماية الشعب في سوريا".
وعلى الرغم من قيام السلطات التركية في بعض الأحيان بإجراءات لمكافحة داعش والقاعدة، بحسب التقرير، فإن "المصالح التركية لا تتوافق دائما مع الأولويات الأوروبية في مجال مكافحة الإرهاب".
وبسبب هذه الاختلاف في المصالح، فقد "أصبحت تركيا مركزا كبيرا لعبور عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا للقتال لصالح التنظيمات المتطرفة خلال ذروة الحرب الأهلية السورية".
وذكر التقرير الاستخباراتي أن ما لا يقل عن 4 آلاف عنصر من داعش والقاعدة هم من الأتراك.