فيديو لجنود إسرائيليين يعتدون «جنسيا» على معتقل فلسطيني
معركة قانونية بين جماعات حقوق الإنسان والسلطات الإسرائيلية لإغلاق معتقل تحتجز فيه العديد من فلسطينيي غزة، وسط ظروف اعتقال قاسية
ونشرت "القناة "12 الإسرائيلية، مقطع فيديو قالت إنه يوثق حادثة "اعتداء جنسي" على أسير فلسطيني من قطاع غزة، في قاعدة "سدي تيمان".
ويُظهر الفيديو المتداول في وسائل إعلام إسرائيلية وغربية، مجموعة من الجنود الملثمين وهم ينتزعون معتقلا من الأرض، حيث يبدو أنه وفلسطينيون آخرون مستلقون على وجوههم في حظيرة مُسيجة، وأذرعهم مقيدة فوق رؤوسهم.
يأخذ الجنود المعتقل إلى منطقة من الحظيرة يبدو أنهم يطوقونها باستخدام الدروع، ثم تُظهر اللقطات حوالي ثمانية جنود وكلب مع المعتقل مخفيا إلى حد كبير عن الأنظار بواسطة الدروع التي يحملها بعض الجنود.
وذكرت القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية، التي بثت الفيديو، أنه التقط لحظة الاعتداء.
وقال جنديان عملا سابقا في المنشأة وطلبا عدم الكشف عن هويتهما خوفا من الانتقام لوكالة أسوشيتد برس إنهما يعتقدان أن الفيديو تم تصويره في سدي تيمان.
وتتطابق الحظيرة التي يظهر فيها المعتقلون، وهي مكان يعلوه أسلاك شائكة، مع صور المنشأة التي تمت مشاركتها مع الوكالة في وقت سابق.
مخصص لمعتقلي غزة
وتحتجز إسرائيل في هذا المعسكر العديد من الفلسطينيين المعتقلين في غزة خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول مؤسسات حقوقية وأسرى مفرج عنه، إن الظروف في المنشأة خطيرة وإن إساءة معاملة الجنود الإسرائيليين شائعة.
وهو ما جاء في تحقيقات أجرتها وسائل إعلام غربية من داخل المكان، مستندة لروايات أسرى فيه.
التماس بالإغلاق
وتزامن نشر مقطع الفيديو مع نظر المحكمة العليا في التماس لإغلاق هذا السجن العسكري الصحراوي.
وقد تصاعدت الدعوات لإغلاق السجن في أواخر يوليو/تموز، عندما اعتقلت الشرطة العسكرية الإسرائيلية عشرة جنود للاشتباه في تورطهم في الاعتداء الجنسي على معتقل فلسطيني في المنشأة.
وقال طبيب عرّف نفسه بأنه الشخص الذي أبلغ عن الهجوم الأسبوع الماضي إن المعتقل يبدو أنه تعرض لاعتداء جنسي خطير.
ووفق ما ذكره محامي الدفاع ناتي روم لوكالة أسوشيتد برس، فإن الجنود اعتقلوا بعد نحو شهر من "الاعتداء".
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ممثلي الادعاء العسكريين أكدوا أن الأدلة المقدمة في القضية تشير إلى "شكوك معقولة في ارتكاب هذه الأفعال". دون أن يعلق على الفيديو.
أمريكا على الخط
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أمس الأربعاء، أن مسؤولين أمريكيين شاهدوا الفيديو. واصفا التقارير عن الاعتداء الجنسي بأنها "مروعة".
وأضاف "يجب احترام حقوق الإنسان للسجناء في جميع الحالات، وعندما تكون هناك انتهاكات مزعومة يجب على حكومة إسرائيل اتخاذ خطوات للتحقيق مع أولئك الذين يُزعم أنهم ارتكبوا انتهاكات، وإذا لزم الأمر محاسبتهم".
طبيب التخدير يكشف "المأساة"
وفي الوقت نفسه، ظهرت المزيد من المعلومات حول القضية من طبيب عالج المعتقل المعني.
وتقدم يوئيل دونشين، طبيب التخدير الإسرائيلي في المستشفى الميداني للمعتقلين الفلسطينيين في سدي تيمان، يوم الجمعة باعتباره الشخص الذي أبلغ السلطات العسكرية بالقضية.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، قال دونشين إن حياة المعتقل كانت في خطر وإنه كان بحاجة إلى جراحة طارئة بعد الهجوم.
وأكد دونشين خلال المقابلة معلومات منسوبة إلى مسؤول طبي مجهول ذكر فيها أن المعتقل أصيب بكسر في الأضلاع، وتعرض للاغتصاب، مما أدى إلى تمزق في الجزء السفلي من الأمعاء.
ووفق دونشين فإن حالة المعتقل كانت الأكثر تطرفا التي شهدها منذ عمله في المنشأة.
من جهته، أفاد ناجي عباس، مدير الحالات في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل، أن المعتقل نُقل إلى مستشفى مدني خارج سدي تيمان قبل نحو شهر لأن إصاباته كانت شديدة للغاية، حيث لا يمكن علاجها في المنشأة العسكرية.
وتلقى عباس معلوماته من مصدر طبي مطلع على القضية.
وقد وثق تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس في المنشأة كيف يتم تعصيب أعين المعتقلين وتقييدهم وتغيير حفاضاتهم أثناء العلاج الطبي.
بعد جلسة الأربعاء، منحت المحكمة السلطات الإسرائيلية أسبوعا ونصفا لتقديم المزيد من المعلومات حول الظروف في السجن.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز