فيديو .. اللحظات الأخيرة لمعلم تركي قتله تعذيب أردوغان
مقطع الفيديو يظهر أن الزنزانة يقبع بداخلها 5 أشخاص بجانب المعلم أتشيق قوللو الذي توفي جرّاء تعرضه لأزمة قلبية بسبب التعذيب.
نشر موقع تركي مقطع فيديو يظهر اللحظات الأخيرة في حياة مدرس بزنزانة دخلها ظلمًا بتهمة الانتماء لجماعة الداعية فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب المزعومة 2016.
- آلاف المحتجين غربي تركيا لرفض "مجازر" أردوغان البيئية
- مطامع أردوغان.. تركيا تعد لعدوان عسكري شمالي سوريا
المقطع الذي نشره موقع "بولد ميديا" الإخباري، بعد 3 أعوام على مقتل الرجل الذي يدعى غوكهان أتشيق قوللو (42 عامًا)، يظهر زنزانته تحتوي على عدد كبير من السجناء بسجن "حيص".
وكشف المقطع عن أن الزنزانة صغيرة للغاية لا تكاد تصل مساحتها لـ6 أمتار، ويقبع بداخلها 5 أشخاص بجانب المعلم أتشيق قوللو، الذي توفي جرّاء تعرضه لأزمة قلبية بسبب التعذيب.
وبحسب ما ظهر في المقطع أصيب المدرس بأزمة قلبية يوم 5 أغسطس/آب 2016 داخل زنزانة بسجن C-3 التابع لمديرية أمن إسطنبول، ثم أعلنت وفاته.
ووفق الموقع الإخباري، فإنه عقب وفاته أصدرت السلطات قرارا بدفنه في مقبرة "الخونة" (التي خصصتها سلطات أردوغان لكل المنتمين لجماعة غولن والمشاركين بمسرحية الانقلاب)، لكن أهله قرروا دفنه في مسقط رأس زوجته بمدينة قونيا.
وكان أتشيق قوللو مريضًا بالسكري، لكن أجهزة الأمن منعت عنه العلاج، وفقد حياته متأثرًا بالتعذيب.
رئيسة مؤسسة حقوق الإنسان في تركيا، شَبْنم كورور فينجانجي، قالت في تقرير استنادًا لوثائق الفحص الطبي، إن أتشيق كوللو تعرض لنوبة قلبية، وفقد حياته نتيجة التعذيب.
ورغم أن رفقائه في الزنزانة قالوا في إفاداتهم الرسمية إنه تعرض للتعذيب في اليوم الذي توفي فيه، حتى إنه عاد في ذلك اليوم من التعذيب مغشيًا عليه، إلا أن جهات التحقيق أغلقت الملف معلنة وفاته جرّاء أزمة قلبية دون الخوض في الأسباب.
وبحسب مقطع الفيديو، بدأت العلامات الأولية للأزمة القلبية تظهر عند الساعة 04:19 فجر 5 أغسطس 2016 (بالتوقيت المحلي)، وكان حينها غوكهان ملقى على سريره، فبدأ يتقلب للناحية اليسرى، وبعد 3 دقائق قام وجلس، وبعد عدة ثواني استلقى ثانية على السرير، وظل يتقلب يمينًا ويسارًا غير قادر على النوم بسبب ما يعانيه من ألم.
وتابعت، لما زادت حالته سوءًا نهض من فوق السرير عند الساعة 04:26، وتوجه صوب السياج الحديدي للزنزانة، وعلى مدار عدة دقائق حاول الاستغاثة بالحراس لكن لم يلق له أحد بالًا، وعند هذه اللحظة فقد القدرة على الوقوف على قدميه واتكأ على الجدار في البداية، ثم تمسك بالسياج الحديدي.
وعند الساعة 04:31 لما فقد الأمل في قدوم الحراس، عاد ونام ثانية على السرير، وعند الساعة 04:35 بدأ تظهر تشنجات عليه، وبدأ الرجل الأربعيني يتلوى من شدة الألم، وخلال عدة ثوانٍ استيقظ رفقائه الآخرين بالغرفة بسبب الأصوات التي كانت تصدر عنه، لكنهم لم يستطيعوا أن يدركوا للوهلة الأولى ماذا يجري.
وبعدها بدأ أصدقائه بالحبس طلب المساعدة من الخارج، وهم يحاولون فتح ذراعيه، لكن كل ثانية تمر كانت تقرب المعلم غوكهان من الموت خطوة.
وعند الساعة 04:36 انفتح باب الزنزانة ودخل موظف يرتدي "تي شيرت" لونه أزرق، وبعد ذلك حاولوا إجلاس غوكهان فوق السرير؛ لكن لم تكن هناك أي إشارة تدل على أنه على قيد الحياة.
وعند الساعة 04:37 سجلت الكاميرا دخول شخص آخر يرتدي "تي شيرت" بنفسجي أخذ يضع الماء على وجه غوكهان وعنقه، وعند الساعة 04:39 تم إخراج غوكهان خارج الزنزانة، وبعد هذه اللحظة لا توجد أي تسجيلات بخصوص ما حدث بعد ذلك.
الحكم ببراءته
والمثير في قصة الرجل أنه بعد عام ونصف العام على موته، أصدرت إحدى المحاكم قرارا ببراءته من تهمة الانتماء لحركة غولن، بل وحكمت بإعادته لوظيفته، وتم إخطار زوجته بالقرار، وذلك بعد فصله كمئات آلاف آخرين تعسفيًا بموجب مراسيم رئاسية كانت تصدر عن أردوغان مباشرة.
وتشهد تركيا منذ 2016 العديد من هذه القصص المأساوية التي أدى دور البطولة مئات الآلاف من الأتراك الذين تعرضوا لجميع أشكال الظلم والتنكيل من نظام أردوغان بزعم محاربة الإرهاب.
ونظام أردوغان بعد مسرحية الانقلاب فرض حالة طوارئ استمرت عامين، دأب فيها على شن حملة انتقامية ضد التيارات المعارضة، وشملت عمليات فصل تعسفي.
وتمنح حالة الطوارئ السلطة التنفيذية صلاحيات واسعة لفصل الموظفين، وفرض حظر التجوال وتنفيذ الاعتقالات بحرية تامة، دون الرجوع للسلطات التشريعية والقضائية.
وبموجب هذه القرارات تعرض مئات الآلاف من الأتراك للفصل من وظائفهم منذ مسرحية الانقلاب.
موقع المونيتور الأمريكي نشر تقريرا نهاية يوليو/تموز الماضي، حول إساءة السلطات التركية لاستخدام الحق القانوني لـ"الاحتجاز على ذمة التحقيق"، واستغلالها في عقاب المعارضين لنظام أردوغان، ما أدى لبقاء 58 ألف شخص في السجون، دون اتهامات أو إدانات.
وبحسب تقرير صدر عام 2019 عن لجنة تحقيق إجراءات حالة الطوارئ، بمناسبة ذكرى المحاولة الانقلابية المزعومة، فإن حكومة أردوغان قامت خلال عامين الطوارئ باتخاذ 131 ألفًا و922 "تدبيرًا"، وفصلت 125 ألفا و678 موظفًا عموميًا من وظائفهم بموجب مراسيم بحكم القانون أصدرها أردوغان، ونزع رتب 3 آلاف و213 عسكريا.
وأغلقت السلطات التركية ألفين و761 مؤسسة وهيئة، فضلا عن إغلاق 204 مؤسسات إعلامية، أُلغي قرار الإغلاق بشأن 25 منها.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز