قصر النمسا السفلى.. فيينا تحارب الإخوان بالتاريخ والديمقراطية
اختارت الحكومة النمساوية قصر "النمسا السفلى" مقرا لأول منتدى رسمي لمكافحة الإخوان في أوروبا.
ذلك الاختيار يحمل رمزية شديدة، نظرا لتاريخ القصر الكبير، وما شهده من لحظات مفصلية في تاريخ البلاد، رسخت الديمقراطية والوحدة، ما يعني أن فيينا تعول على الديمقراطية والوحدة والاندماج في مواجهة اختراق الإخوان وجماعات الإسلام السياسي للمجتمع.
وكان قصر النمسا السفلى أو "نيدر أوسترايش" في المدينة التاريخية، بوسط فيينا مقرا لبرلمان ولاية النمسا السفلى، وأمام أبوابه اشتعلت الثورة في الإمبراطورية النمساوية عام ١٨٤٨.
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول 1918، أسست الجمعية الوطنية المؤقتة في هذا القصر، دولة النمسا الألمانية، والتي أعادت في خريف عام 1919 تسمية نفسها إلى جمهورية النمسا.
وفي عام 1997، انتقل برلمان الولاية وحكومة ولاية النمسا السفلى إلى مدينة سانت بولتن القريبة من فيينا ولم يعد القصر مقرا لهذا البرلمان.
وحتى اليوم، يستخدم القصر الذي تم تأسيسه في القرن الـ16، والمملوك لولاية النمسا السفلى، لتمثيلها في العاصمة الفيدرالية، مع العلم أنه لم يكن يوما مقرا رسميا لسكن عائلة نبيلة في السنوات الـ500 الماضية.
وصباح اليوم، بدأت أعمال منتدى فيينا لمكافحة الإخوان الإرهابية، في قصر النمسا السفلى، في رسالة واضحة بأن فيينا لن تسمح باختراق مجتمعها وتقويض قيمها ونظامها السياسي.
ومن بين المشاركين في المنتدى وزير الهجرة والاندماج الدنماركي ماتياس تسفاي، ومساعد وزير المواطنة في وزارة الداخلية الفرنسية مارلين شيابا، ومنسقة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي إيلكا سالمي، إلى جانب لفيف من الخبراء من جميع أنحاء أوروبا.
ومن بين المشاركين في المؤتمر، أيضا، الخبير الفرنسي جيل كيبيل، وخبير التطرف السويدي ماغنوس رانستورب، والخبير الدنماركي لين كوهلي، والخبير الأمريكي في شؤون الإخوان لورنزو فيدينو، ومهند خورشيد أستاذ اللاهوت الإسلامي في جامعة جورج واشنطن الأمريكية وجامعة مونستر الألمانية.
ومنذ 2019، تشن النمسا حملة قوية ضد الإخوان، كأكبر منظمة للإسلام السياسي، بدأت بحظر رموز الجماعة، ثم تأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي، لتحليل ومراقبة ورصد أنشطتها في الأراضي النمساوية، ثم فتح تحقيقات قانونية في أنشطتها وتمويلها للإرهاب.