صرخة ضد "الإسلام السياسي" في فيينا.. المواجهة الآن
عاد ملف الإسلام السياسي ليسيطر على الجدل السياسي في العاصمة النمساوية فيينا، وسط مطالبات قوية بـ"اليقظة والمواجهة السريعة".
إذ يدعو حزب الشعب في فيينا، لتأسيس مرصد للإسلام السياسي، وإدراج التيارات التابعة له في مرصد التكامل والتنوع في العاصمة النمساوية، بعد تزايد خطورة هذه التنظيمات وعناصرها.
وقالت المتحدثة باسم حزب الشعب (الحاكم في النمسا)، كارولين هونغيرلندر، إن "إنكار وجود الإسلام السياسي في فيينا يمثل خطرًا على أهل المدينة، حتى خطط الهجوم من قبل 3 إرهابيين مشتبه بهم، والذي أحبطتها السلطات الشهر الماضي، لم تفتح عيون حكومة المدينة".
وتابعت "أحد المشتبه بهم في هذا الهجوم هو أحد أتباع الداعية الألماني المتطرف تيكتوكر براء".
ويعتبر براء نجمًا مؤثرًا بين المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا ويستخدم مقاطع فيديو تيك توك لنشر وجهات النظر المتطرفة لمتابعيه البالغ عددهم 43 ألفا.
هونغيرلاندر أشارت أيضا إلى دراسة المساجد التي نشرها صندوق التكامل النمساوي في نهاية فبراير/شباط الماضي، وقالت "محتويات مقاطع الفيديو التي ينشرها براء، لا تتوافق إلى حد كبير مع ديمقراطيتنا الغربية، تمامًا مثل الكثير من محتوى الخطب في مساجد فيينا".
وبحسب الدراسة المذكورة، فإن هناك مساجد في فيينا لا تتوافق مع مبادئ الالتزام بالدولة الدستورية الديمقراطية العلمانية في النمسا، ومبادئ التعددية وحقوق الإنسان.
ومضت موضحة "غالبًا ما لا تتوافق محتويات الخطب في هذه المساجد مع سيادة القانون في النمسا.. لقد ظللنا نشير إلى هذه القضايا منذ سنوات وتم تجاهلها".
وقالت أيضا "من ناحية أخرى، أصبح المزيد والمزيد من حالات الإسلام السياسي في فيينا معروفة، مثل المكتبات التي تحتوي على أدبيات معادية للسامية وغيرها من المواقف".
السياسية النمساوية البارزة ناشدت أيضا في تصريحات صحفية، عضو مجلس المدينة المسؤول عن الاندماج في فيينا، المشاركة في التعامل مع هياكل الإسلام السياسي، واتخاذ إجراءات ضدها.
واستطردت قائلة "اتخذت الحكومة الفيدرالية العديد من الإجراءات، مثل إنشاء جريمة جنائية ضد التطرف السياسي بدوافع دينية، وفحص التمويل الأجنبي للمساجد وإنشاء مركز توثيق للإسلام السياسي وأكثر من ذلك بكثير، فيما فيينا تغض في نوم عميق، لذلك نطالب بإنشاء مرصد للإسلام السياسي في فيينا مماثل للحكومة الفيدرالية وإدراج الإسلام السياسي في مرصد فيينا للتكامل والتنوع".
وفي فبراير/شباط الماضي، توصلت دراسة صندوق الاندماج النمساوي (حكومي)، المتاحة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الأفكار المتطرفة والمعوقة للاندماج، يزرعها الإسلام السياسي، في خطبه الموجهة للمصلين داخل المساجد والجمعيات الإسلامية في النمسا.
وفي إطار الدراسة، تم تحليل 53 خطبة مسجلة في 14 مسجدا عام 2020، وبين هذه المساجد مسجد مرتبط بالإخوان رمزت له الدراسة برمز كودي هو "Ar03"، وحددت عدد القائمين عليه بما بين 200 و300 عضو، وهو مسجد الهداية في فيينا، وفق معلومات "العين الإخبارية".
وخلال فترة مراقبة ودراسة خطب المسجد لرواده، جرت مداهمات الشرطة ضد مواقع الإخوان في البلاد في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وكان مسجد "Ar03" أحد المواقع التي استهدفتها المداهمات في ذلك اليوم.
وخلصت الدراسة من تحليل خطب المسجد (٦ خطب) إلى أنه "يتم التبشير بنظرة ثنائية صارمة للعالم، تقسمه إلى "مؤمنين" و"كفار"، إلى الأمة المسلمة وبقية العالم والترويج إلى أن بقية العالم معادٍ للأمة ويحاول تدميرها".
وتابعت الدراسة "تبنت الخطب عدم الثقة والعداء تجاه المجتمع النمساوي ذي الأغلبية غير المسلمة، بل قللت من المجتمع النمساوي وتصفه بصفات دونية".
ومضت قائلة "مرارًا وتكرارًا في الخطب، يتم التقليل من قيمة غير المسلمين على أنهم "كفار"، وفي نفس الوقت توصف الدولة النمساوية بأنها عدو المسلمين وأن حكومتها تحاول منع بناء المساجد".
الدراسة قالت أيضا "ترفض الخطب النمسا والمجتمع النمساوي وقيمهما وقوانينهما ودستورهما، ويُنظر إليها على أنها تهديد لوجود المسلمين، ما يحض على العزلة ويحاول خلق نظام فصل مجتمعي، وخلق مجتمع مواز".
ومضت قائلة "هناك ميل في الخطب نحو عدم التسامح تجاه الثقافات الأخرى والجماعات العرقية الأخرى والأديان والقيم الليبرالية".
الاستثناء الوحيد كان خطبة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أي بعد أيام من مداهمات الإخوان، وشعور المسجد والقائمين عليه بأنهم خاضعون للمراقبة، إذ تغيرت الأفكار الواردة في الخطبة وكانت أكثر انفتاحا، ما فسرته الدراسة بأنه كان رسالة للمراقبين وليس لجمهور المسجد.
الدراسة قالت "النتيجة النهائية باختصار: يدعو هذا المسجد إلى إسلام أصولي قائم على أيديولوجية الإخوان وموقف غير متسامح تجاه بقية العالم".