محادثات فيينا.. بورصة الاتفاق النووي الإيراني تغلق بـ"مؤشرات سلبية"
لأيام متتالية، ظل الحديث عن مؤشرات إيجابية لمحادثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، لكن فجأة انتهت الجولة الأخيرة دون تقدم يُذكر.
الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، والأكثر حماسة لإعادة الاتفاق النووي، علقت صراحة على المحادثات الأخيرة بقولها "لا ضمانة لنجاح تلك المفاوضات".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر دبلوماسي من الدول الثلاث قوله: "لم نتوصل بعد إلى تفاهم بشأن النقاط الأكثر أهمية.. والنجاح ليس مضمونًا بأي حال من الأحوال، لكنه ليس مستحيلًا".
وقال الدبلوماسيون في بيان السبت: "كنا نأمل بإحراز تقدم في مفاوضات فيينا هذا الأسبوع"، مؤكدين أن الاتفاق يحتاج التفاهم على القضايا الأكثر حرجاً مع إيران.
واشنطن كذلك رفضت الحديث عن مسار مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، معتبرة أنها تقف "في منطقة غير واضحة".
والجمعة كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن المفاوضات غير المباشرة في فيينا بشأن عودة واشنطن وطهران إلى الالتزام بالاتفاق النووي تقف "في منطقة غير واضحة".
وفي منتدى أمني، قال سوليفان: "لن أصف مستوى المفاوضات في هذه المرحلة لأنها.. في منطقة غير واضحة.. لمسنا رغبة من كل الأطراف، ومنهم الإيرانيين، في الحديث بجدية عن تخفيف العقوبات.. وعن العودة إلى الاتفاق النووي.. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت (الرغبة) ستسفر في نهاية المطاف عن اتفاق في فيينا".
إيران في واد آخر
لكن رئيس الوفد الإيراني ونائب وزير الخارجية عباس عراقجي، زعم في مقابلة مع الإذاعة الإيرانية، أن المفاوضات "وصلت إلى مرحلة النضج".
وتابع: "بدأنا في كتابة النصوص وهذه هي المرحلة الذي يتقدم فيها العمل بشكل بطيء إلى حد ما، حيث يتطلب الدقة مع الأخذ في الاعتبار أن بعض القضايا لا تزال محل خلاف، وهو ما يجعل العمل يسير ببطء".
ويواجه الاتفاق، الذي يقيد البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، عراقيل منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018.
وبدأت الجولة الثالثة من المحادثات يوم الثلاثاء الماضي، وبعد عدة أيام من المناقشات الفنية بين مجموعات الخبراء، اجتمعت الوفود أمس السبت.
والثلاثاء الماضي، تعهدت واشنطن، بعدم تقديم أية تنازلات لإيران خلال محادثات فيينا ما لم تلتزم طهران بشكل كامل بالاتفاق النووي مع القوى الدولية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن محادثات فيينا لم تحقق اختراقا كبيرا في المباحثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي حتى الآن.
وأضاف، خلال تصريحات صحفية، أن" منع إيران من امتلاك سلاح نووي هدف أساسي لنا ولحلفائنا".
أما إسرائيل، فقد نقل رئيس جهاز المخابرات "الموساد" يوسي كوهين، إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قلق بلاده بشأن نووي إيران.
وكثفت إسرائيل من تحركاتها باتجاه واشنطن، بالتزامن مع تقديرات بقرب التوصل إلى اتفاق مع إيران في فيينا.
وكانت إسرائيل أبدت في وقت سابق، قلقها من المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حول الملف النووي.
ويأتي هذا القلق، إثر تقييمات أمنية إسرائيلية توقعت عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاق النووي.
وتتمسك طهران بشرط تخفيف الضغوط ورفع العقوبات قبل التزامها بتعهداتها المنبثقة عن الاتفاق المبرم في 2015، وهو ما ترفضه واشنطن التي تطالب بالعكس.