غزة تقاوم العنف ضد المرأة بفساتين الزفاف
الهدف من المبادرة هو توعية النساء والمجتمع عموماً بضرورة التحرك لوقف العنف ضد المرأة بأشكاله المختلفة
بفساتين زفاف بيضاء وآثار عنف على وجوههن، نجحت فتيات فلسطينيات عبر عرض تمثيلي جريء في إيصال رسالة مؤثِّرة حول العنف ضد المرأة، ضمن مبادرة تطالب بحماية المرأة وتمكينها.
ووثقت المبادرة التي نظَّمها مركز الرياديين في قطاع غزة قصصاً واقعية لفتيات وقعن ضحية العنف بمختلف أشكاله، بهدف نشر ثقافة محاربة ومواجهة العنف الذي بدوره ينعكس على حياة المجتمع بأكمله، وفق هبة الهندي مديرة المركز.
وقالت الهندي لـ"العين الإخبارية": "إنّ الفكرة نابعة من تزايد معدلات العنف ضد النساء، فقررنا نقل الواقع من خلال عرض شاركت فيه بعض السيدات المطلقات اللاتي تعرّضن للعنف عبر ارتداء فساتين الزفاف التي تعكس الأحلام الوردية بينما تظهر على وجوههن علامات العنف التي تُجسِّد الواقع المرير".
وأوضحت أنّ الهدف من المبادرة هو توعية النساء والمجتمع عموماً بضرورة التحرك لوقف العنف ضد المرأة بأشكاله المختلفة ليكون المجتمع سويا وقادرا على مجابهة التحديات لا سيما أن المرأة الفلسطينية تشارك الرجل في معاناة العنف من الاحتلال الإسرائيلي.
الشابة مروة إحدى المشاركات في العرض روت تجربتها لـ"العين الإخبارية": "أنا اليوم أشارك وهذه الآثار على وجهي بفعل المكياج، لكنها كانت في السابق أكثر من ذلك بفعل التجربة القاسية التي تعرّضت لها من أهل زوجي".
وأضافت "جئت لأقول للفتيات لا تستسلمن للعنف والضرب، فلا الدين ولا القانون يسمح بهذا العنف".
أما إيمان عودة فقالت إنها شاركت في العرض لسرد حكاية الفتاة الفلسطينية إسراء غريب التي قتلت الشهر الماضي في الضفة الغربية بعد عنف أسري وأثارت قضيتها ضجة كبيرة في فلسطين والخارج.
"قصة إسراء هزّت وجداني، وجئت أشارك حتى لا تكون هناك إسراء أخرى، آن الأوان ليقف الجميع ضد العنف الذي يستهدف المرأة الفلسطينية"، تضيف إيمان.
ووصفت الدكتورة هيفاء الأغا، وزيرة المرأة الفلسطينية السابقة، العرض بأنّه حدث كبير استطاع أن يُسلِّط الضوء على العنف ضد المرأة.
وأكدت الأغا لـ"العين الإخبارية" أن المبادرة ألقت الضوء على الكثير من المشكلات في حياة المتزوجين، مشيرة إلى أنّ 3 من كل 10 نساء في العالم يتعرّضن للعنف وفي فلسطين لدينا النسبة نفسها.
وشددت على ضرورة أن تكون هناك حملة واسعة لإنصاف المرأة وتمكينها والتوعية بوقف العنف، تشترك فيها المدارس والمساجد والمجتمع بأسره.
ولفتت إلى أنّ الفتيات اللواتي قدّمن العرض مثّلن 3 فئات: الفتاة التي تعيش حياة عادية، والثانية تتعرض لعنف متوسط، والثالثة لعنف شديد.
الدكتورة فدوى لولو، خبيرة التجميل التي أشرفت على وضع المكياج للفتيات، قالت إن هدف المبادرة هو تسليط الضوء على المرأة وقضيتها.
وعبّرت عن أملها في تكاتف الجميع لوضع حد لهذا العنف وإنصاف المرأة وتمكينها، مطالبة باعتماد مادة الأخلاق في المدارس لتوعية الطلاب وفرض دورة تعليمية للمقبلين على الزواج للحد من الطلاق والعنف.