حذاء متصل بالإنترنت وخوذة واقع افتراضي.. ابتكارات جديدة للمسنين
إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نسبة الأشخاص فوق سن 60 عاما مرشحة للارتفاع من 11% إلى 22 % بين عامي 2000 و2050.
يعج معرض لاس فيجاس للإلكترونيات في الولايات المتحدة الأمريكية بالابتكارات المصممة لمساعدة المسنين في التمتع بالاستقلالية لأطول فترة ممكنة، إذ تشكّل هذه الفئة العمريّة سوقاً كبيرة يسعى قطاع التكنولوجيا لاستغلالها.
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة الأشخاص فوق سن 60 عاماً مرشحة للارتفاع من 11% إلى 22% بين عامي 2000 و2050، أي من 605 ملايين شخص إلى مليارين، أما الأشخاص في سن الـ80 وما فوق، فعددهم سيرتفع 4 مرات ليصل إلى 395 مليوناً في 2050، وبذلك يوفر هؤلاء المسنون سوقاً مهمة سريعة النمو تلقب بـ"الاقتصاد الفضي".
ومن السماعات الطبيّة إلى الأساور المزوّدة بخاصية قياس نبضات القلب مروراً بمعدات الوقاية من حوادث السقوط والاستشارات الطبية، تعمل شركات التكنولوجيا بدرجة متزايدة على استغلال هذه السوق التي توفر إيرادات ضخمة خصوصاً في ظل ازدياد معدلات الأعمار في بلدان متقدمة عدة.
تبدو روزان هيرد (67 عاماً) سعيدة بخوذة الواقع الافتراضي، التي اختبرتها في أروقة المعرض، إذ تقول: "هذا رائع، لقد رأيت دار الأوبرا في سيدني والأهرام في مصر".
وتتيح خوذات الواقع الافتراضي لمستخدميها التفاعل مع المشاهد التي يرونها والابتعاد عن العزلة.
ويقول نايجل سميث، المسؤول عن مختبرات الابتكار "إينوفايشن لابز" في الجمعية الأمريكية للمتقاعدين "إيه إيه أر بي"، التي تضم 38 مليون عضو: "هذا يسمح بمكافحة العزلة الاجتماعية"، التي تصيب بنسبة كبيرة الأشخاص المسنين.
وأتى سميث إلى المعرض لتقديم ابتكارات تقنية متطورة موجهة للمسنين بينها "الكوف في أر".
ويلفت سميث إلى أن "التغيرات الديموجرافية هائلة وآخذة في التسارع، ففي كل يوم يبلغ أكثر من 10 آلاف شخص سن 65 عاماً في الولايات المتحدة، مع ما يحمله ذلك من تحديات وفرص"، وهو يؤكد أن "الذكاء الاصطناعي والإكسسوارات المتصلة بالإنترنت لها فائدة ملموسة".
واستثمرت مختبرات "إينوفايشن لابز" في جهاز "بيلو" الذكي الذي يسلّم الأدوية الواجب تناولها داخل حوض صغير في ساعة محددة، فضلا عن ميزات تقنية أخرى.
وفي استطاعة هذا الجهاز المزوّد بكاميرا عاملة بتقنية التعرف على الوجوه، تحديد هوية المريض والبعث برسالة نصية إلى هاتف ذويه في حال رصد مشكلة ما، بحسب بايج بايدر، من شركة "بيلو هيلث" الناشئة، التي تقول إنها باعت 2500 جهاز منذ هذا النوع خلال بضعة أسابيع.
وتقدم شركة "إي- فون" الفرنسية في معرض لاس فيجاس "أول أحذية متصلة بالإنترنت قادرة على رصد حوادث السقوط إذ تنبه تلقائياً العائلة والمساعدين الصحيين كي يأتوا في أسرع وقت ممكن لنجدة الشخص المسنّ بفضل نظام إنذار مع خدمة تحديد التموضع الجغرافي (جي بي أس)، بحسب رئيس الشركة، فرانك شيريل.
ويشير شيريل إلى أن الأحذية "تحوي في داخلها لواقط تراقب باستمرار حركة الشخص ويمكن للنظام الحسابي رصد أي اختلالات" بفضل الذكاء الاصطناعي القادر على كشف أي تسارع أو تحويل غير اعتيادي في مسار الحركة، وتقدم الشركة الفرنسية أيضا أخفافا وأحذية رياضية ذكية.
أما شركة "إن كونترول ميديكل" الأمريكية فتعرض جهازا لتمرين العضلات من شأنه "معالجة حالات التبوّل والتغوّط اللاإراديين من خلال تقوية عضلات الحوض وعضلة دفع البول في المثانة".
غير أن الأدوات التقنية الموجهة لهذه الفئة العمريّة تصطدم ببعض العوائق بينها التكلفة المرتفعة، وفيما يكلف جهاز "بيلو" على سبيل المثال 500 دولار فضلا عن اشتراك شهري بقيمة 40 دولارا، يرى نايجل سميث أن مشكلة التكلفة "ستحل تلقائيا" مع ازدياد عدد الأشخاص الذين يستخدمون هذه التقنيات، إذ إن توسع السوق سيساعد الشركات العاملة في القطاع على تقليص تكلفتها.
أما فيما يتعلق بحذر الأشخاص المسنين إزاء استخدام التكنولوجيا، فيشير سميث إلى أن هذا المنحى أقل اتساعاً مما يظن كثر، ويؤكد أن "نسبة استخدام التكنولوجيا لدى الأشخاص فوق سن الـ50، على سبيل المثال فيما يتعلق بالأجهزة اللوحية، أعلى مما كنا نظن، لذا فإننا نأمل في أن كل الأجهزة الجديدة التي تثير بعض الارتباك لديهم سيجري تكييفها أيضا".
ويشير أيضا إلى أنه في استطاعة الأشخاص الأصغر سناً مساعدة أقاربهم المسنين على الاعتياد على استخدام التقنيات الحديثة.