إسبر بالجزائر للمرة الأولى منذ 15 عاما.. استقبال رئاسي
الرئيس الجزائري يستقبل وزير الدفاع الأمريكي وفق البروتكول الرئاسي المعمول به مع رؤساء الدول داخل قصر "المرادية" الرئاسي
استقبل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الخميس، وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، في أول زيارة لمسؤول أمريكي بارز في البنتاجون منذ 15 عاما.
وشملت أجندة محادثات وزير الدفاع الأمريكي، وفق بيان الرئاسة الجزائرية، العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها في مجالات عديدة.
ويشغل الرئيس الجزائري في الوقت ذاته منصبي القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني.
وبحث تبون وإسبر تطورات الوضع في ليبيا والساحل الأفريقي، واتفقا على ضرورة متابعة التشاور والتنسيق من أجل توطيد أركان الأمن والسلم في المنطقة، في إطار احترام وحدة وسيادة دولها.
المقابلة جرت بحضور الوفد المرافق للوزير والقائم بأعمال السفارة الأمريكية بالجزائر، ومن الجانب الجزائري الفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، ومدير الديوان برئاسة الجمهورية السيد نور الدين بغداد دايج، واللواء محمد بوزيت مدير عام التوثيق والأمن الخارجي بوزارة الدفاع الوطني.
- الجزائر و"أفريكوم".. شراكة تبحث "سد منافذ" الإرهاب
- جولة مغاربية لوزير الدفاع الأمريكي.. و"الإرهاب" يتصدر المباحثات
وكان لافتاً طريقة استقبال الرئيس عبدالمجيد تبون لوزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر بالقصر الرئاسي "المرادية"، وفق البروتكول الرئاسي المعمول به عند لقاء رئيس البلاد قادة الدول، حيث جلس إسبر بجانب تبون، دلالة على الأهمية التي أولتها الجزائر لزيارة المسؤول الأمريكي بحسب متابعين.
وعقب وصوله، صباح الخميس، صرح إسبر بأن الولايات المتحدة والجزائر "كانتا بلدين صديقين وشريكين منذ زمن طويل".
وأعرب عن تمنياته بأن تسهم الزيارة "في تدعيم هذه الشراكة وهذا التاريخ المشترك".
وحط وزير الدفاع الأمريكي إلى بالجزائر قادماً من مالطا، في إطار جولة قادته أيضا إلى تونس على أن يختمها، الجمعة، بالمغرب.
ووفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية، فقد تركزت محادثات وزير الدفاع الأمريكي مع المسؤولين الجزائريين عددا من القضايا الأمنية، على رأسها "تعميق التعاون حول قضايا الأمن الإقليمي، وتهديد الجماعات الإرهابية بالمنطقة"، وكذا الأوضاع في ليبيا ومالي.
ونادرة هي زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الجزائر، وكان دونالد رامسفيلد أول وزير دفاع أمريكي يزور الجزائر منذ استقلالها، وكان ذلك في 12 فبراير/شباط 2006.
وهي الزيارة التي وضعت أسساً لتعاون استراتيجي بين الجزائر وواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب عقب تعاظم النشاط الإرهابي في العالم، وأكد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق رغبة بلاده في الاستفادة من تجربة الجزائر في الحرب على الإرهاب، باعتبارها من أوائل الدول التي عانت من هذه الظاهرة.
وتعتبر واشنطن الجزائر "حليفاً استراتيجياً وموثوقاً" في الحرب على الإرهاب، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء.
وأطلقت الجزائر وواشنطن عام 2015 "حوارا استراتيجياً في المجالين السياسي والعسكري ومكافحة الإرهاب".
وجاءت زيارة وزير الدفاع الأمريكي أياماً فقط بعد اللقاء الذي أجراه الجنرال ستيفن تاون ساند قائد القوات الأمريكية لأفريقيا "أفريكوم" مع الرئيس الجزائري وقائد أركان الجيش.
ووصف قائد أفريكوم الجزائر بـ"الشريك ذو الثقة والقوي" في مجال مكافحة الإرهاب، ودعا إلى توسيع الشراكة بينهما إلى المسائل التي تتعدى إلى أمن واستقرار المنطقة، وأن تلعب الجزائر دوراً في حل مشاكل المنطقة.
كما شدد على أن "الجزائر شريك ذو ثقة وجد قوي، ونحن هنا لأننا نعلم بأن الجزائر باستطاعتها لعب دور هام من أجل ضمان الأمن والسلام في كل المنطقة".
وبالتوازي مع وصول وزير الدفاع الأمريكي أبحرت سفينة حربية جزائرية باسم "صومام 937" أمام تمثال الحرية بميناء نيويورك، وفق ما نشرته وزارة الدفاع الأمريكي عبر حسابها الخاص على "تويتر".
وتعد هذه المرة الأولى التي تصل فيها سفينة عسكرية جزائرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ استقلالها عام 1962.
إضعاف تنظيم القاعدة
وأشار بيان عن السفارة الأمريكية بالجزائر، اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، بأن قائد "أفريكوم" تباحث مع الرئيس الجزائري "سبل إضعاف تنظيم القاعدة" الإرهابي، وكذا الوضعين في ليبيا ومالي.
وأوضح بأن الجانبين بحثا "تعزيز العلاقات الثنائية ومساعدة الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية لبعضهما البعض في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الاستقرار الإقليمي والحاجة إلى إضعاف نفوذ التنظيمات المتطرفة العنيفة على غرار التنظيمات المنتسبة إلى القاعدة".