شد وجذب حول «الكعب العالي».. هل تخسر فون دير لاين رهانها؟
تواجه رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خطر الفشل في تحقيق هدفها المتمثل في تعيين فريق متوازن بين الجنسين.
سبب هذا الفشل المتوقع، هو رفض حكومات الاتحاد الأوروبي، اقتراحات رئيسة المفوضية الأوروبية للموظفين، وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "الغارديان" البريطانية.
فون دير لاين التي تعد أول امرأة ترأس الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تعمل حاليا على اختيار فريقها من المفوضين الذين يتولون على غرار وزراء الحكومات، الإشراف على سياسات المناخ والتكنولوجيا والصناعة في التكتل، كما يتفاوضون على الصفقات التجارية، ويراقبون القانون الأوروبي، ويضعون ميزانية الاتحاد.
وبعد إعادة انتخابها الشهر الماضي، قالت فون دير لاين إنها تهدف إلى تعيين "حصة متساوية من الرجال والنساء" في المناصب العليا وهو الهدف المعرض للخطر في الوقت الحالي.
وقبل الموعد النهائي المقرر في 30 أغسطس/آب لتقديم أسماء المرشحين إلى بروكسل، جرى اقتراح 14 رجلاً وخمس نساء فقط، وفقًا لتحليل الإعلانات الحكومية وتقارير وسائل الإعلام المحلية.
ومن المتوقع أن يتولى المفوضون الجدد مناصبهم في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقد تضم المفوضية الجديدة 22٪ أو 26٪ فقط من النساء بما في ذلك فون دير لاين نفسها، وهو توازن أسوأ بين الجنسين مقارنة بالمفوضية السابقة التي تشكلت في 2019 بنسبة تمثيل نسائي 44٪.
وحثت رئيسة لجنة المساواة بين الجنسين في البرلمان الأوروبي، لينا جالفز، فون دير لاين، على الإصرار على أن تقدم حكومات الاتحاد الأوروبي مرشحات نساء.
وفي تصريحات لـ"الغارديان"، قالت جالفز "نحن لا نحقق أي شيء أبدًا دون تجاوز الحدود، ودون ممارسة الضغوط. وخاصة الآن، عندما أصبحت الحركات المناهضة للجنس هي جوهر الحركات الفاشية المناهضة للديمقراطية ... لا يمكننا أن نظهر أن التزامنا بالمساواة بين الجنسين ضعيف".
مهمة معقدة
وتزداد مهمة فون دير لاين تعقيدا بسبب إعفاء الحكومات التي تعيد ترشيح مفوضها الحالي من تقديم مرشحات نساء، مثل تييري بريتون من فرنسا، وماروش شيفتشوفيتش، نائب رئيس المفوضية الذي يحمل حقيبة مترامية الأطراف تشمل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وقال العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي إنهم لا ينوون ترشيح امرأة، لأنه لا يوجد شرط قانوني للقيام بذلك
ووفق الغارديان، لم يرحب العديد من الزعماء بطلب ترشيح اثنين للمنصب، لأن الوظيفة الثمينة لمفوض الاتحاد الأوروبي هي أيضًا جزء من المفاوضات المعقدة بين الأحزاب الحاكمة.
وفي حال تشكيل فريق يهيمن عليه الرجال، فسيكون الأمر بمثابة انتكاسة محرجة لاستراتيجية المساواة بين الجنسين في الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد دعوة التكتل في 2020 إلى "توازن بين الجنسين بنسبة 50٪ على جميع مستويات إدارة المفوضية بحلول نهاية عام 2024".
كما أن عدم التوازن بين الجنسين في المفوضية يزيد من احتمالات رفض البرلمان الأوروبي للمرشحين الذين يتعين عليهم جميعا المثول أمام لجان البرلمان قبل التصويت على المفوضية بأكملها، وفق التقرير ذاته.