في قاعدة فوستوتشني الفضائية في أقصى الشرق الروسي، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ثم جالا في منشأة جمع مركبات أنغارا الفضائية ومجمع إطلاق سويوز-2 ومجمع إطلاق أنغارا الذي لا يزال قيد البناء.
وقبيل إعلان بدء المحادثات، نشرت وكالات أنباء روسية صورا لكيم وبوتين وهما يجولان في القاعدة الفضائية الشاسعة، فيما قال بوتين إن "زعيم كوريا الشمالية يظهر اهتماما كبيرا بتكنولوجيا الصواريخ، وهم يحاولون تطوير (وجودهم في) الفضاء.
وكان كيم شدد على أن زيارته، وهي الرحلة الخارجية الأولى له منذ جائحة كوفيد، تظهر أن كوريا الشمالية تمنح "أولوية للأهمية الاستراتيجية" لعلاقاتها مع روسيا.
لكن لماذا قاعدة الفضاء؟
يحمل الاجتماع في قاعدة الفضاء بعدا رمزيا خصوصا أن بيونغ يانغ فشلت مرتين أخيرا في محاولة وضع قمر اصطناعي للتجسس العسكري في المدار، بحسب مراقبين.
ويثير تشكيل الوفد المرافق لزعيم كوريا الشمالية واختيار منشأة الفضاء الروسية كمكان للمحادثات تكهنات بأن كوريا الشمالية قد توافق على تزويد روسيا بالذخيرة والأسلحة اللازمة لعمليتها العسكرية في أوكرانيا. وفي المقابل، قد ترغب كوريا الشمالية في الحصول على مساعدات غذائية ونقل تكنولوجيا الأسلحة من موسكو، مثل تكنولوجيا أقمار التجسس الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
ومن بين كبار المسؤولين العسكريين الذين يرافقون كيم، المارشال في الجيش الكوري الشمالي باك جونغ تشون ومدير إدارة صناعة الذخائر جو تشون ريونغ، بحسب وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية.
وانضم إلى المحادثات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف، على ما أظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي الروسي.
ويقول آن تشان إيل، مدير المعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية: "إذا زوِّدت روسيا راجمات صواريخ وغيرها من قذائف المدفعية من كوريا الشمالية بكميات كبيرة، قد يكون لذلك تأثير كبير على الحرب في أوكرانيا".
واستقبل وزير الموارد الطبيعية الروسي ألكسندر كوزلوف كيم لدى وصوله إلى روسيا، وقدم له صورا تاريخية موقعة لرواد الفضاء السوفيات من بينهم يوري غاغارين.
وقال أستاذ الدراسات الكورية في جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف لوكالة فرانس برس إن كيم وبوتين "قد يتبادلان ذخيرة كوريا الشمالية القديمة من الحقبة السوفياتية مقابل تكنولوجيا عسكرية روسية أكثر حداثة أو عملة صعبة (أو قمح)"، لكنه رأى أن كيم يجازف أيضا بإثارة استياء حليفته الرئيسية الأخرى بكين من خلال لقائه مع بوتين.
وتابع "لن تكون الصين سعيدة جدا بدخول روسيا إلى منطقة يعتبرها الصينيون حكرا لهم" مضيفا أن بكين ستشعر بالقلق بشأن تأثير أي نقل لتكنولوجيا عسكرية روسية إلى بيونغ يانغ على الاستقرار الإقليمي.
وكان من المتوقع أن تعقد هذه القمة في فلاديفوستوك، كما حدث خلال الزيارة الأولى للزعيم كيم إلى روسيا في أبريل/نيسان 2019، لكن الزعيمين الكوري الشمالي والروسي اختارا قاعدة فوستوشني الفضائية، وهي منشأة حديثة ، كمكان للاجتماع.
هل كان كيم أول زائر لها؟
ولم يكن كيم هو أول زعيم أجنبي يزور قاعدة فوستوشني الفضائية؛ فسبق أن زار الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والقائد العسكري الأعلى الميانماري مين أونغ هلاينغ المنشأة.