بلدية البوانيس لـ"العين الإخبارية": أوضاع نازحي مرزق الليبية مأساوية
أسماء صالح معاد عضو المجلس البلدي بوادي البوانيس، تحذر من أزمة جديدة بسبب إيواء نازحي مدينة مرزق الليبية في المدارس.
أكدت أسماء صالح معاد عضو المجلس البلدي بوادي البوانيس جنوبي ليبيا، أن أوضاع نازحي مدينة مرزق مأساوية جدا.
وقالت معاد في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": إن البلديات تواجه مشكلة كبيرة في ظل الظروف الراهنة وعدم توفر السيولة النقدية.
وأوضحت معاد أن بلدية وادي البوانيس -180 كيلومترا شمال شرقي مرزق- شهدت نزوح أكثر من 13 ألف نازح هجروا قسرا (بينهم نساء وأطفال وكبار سن ومرضى) بسبب الحرب التي تشنها المليشيات والجماعات الإرهابية على مدينة مرزق.
وأشارت إلى أن النازحين يتحدثون عن حرق المرتزقة والإرهابيين مساكنهم، وتجويعهم وتعطيشهم بشكل ممنهج، قائلة: "حتى المواشي والحيوانات ماتت من العطش.. نساء وأطفال شردوا، والمرأة أصبحت تبات في العراء والشوارع مهددة".
وأشارت معاد إلى أن بلديات الجنوب وعلى رأسها وادي البوانيس، عقدت اجتماعات وشكلت لجانا لحل الأزمة، إلا أنها عاجزة فعليا عن تقديم الإعانات اللازمة.
وحذرت عضو المجلس البلدي بوادي البوانيس من تفاقم الأزمة وظهور أزمات إنسانية أخرى قائلة: "نحن نستقبل النازحين في المدارس ومع اقتراب العام الدراسي ستصبح الأزمة أزمتين حين يعجز الطلبة عن الذهاب إلى المدارس بسبب تحويلها لإيواء النازحين".
وأوضحت أن أهالي الجنوب حاولوا تقديم الإعانات إليهم إلا أنها غير كافية، مناشدة المنظمات العالمية والأمم المتحدة إيجاد حل سريع لأوضاع مدينة مرزق، وتقديم المساعدات عن طريق المجالس البلدية لضمان وصول هذه الإعانات أو الإغاثة للمنكوبين.
وكان مجلس النواب الليبي قد أعلن، الثلاثاء، مدينة مرزق وضواحيها التي تتعرض لهجوم إرهابي من المرتزقة التشاديين والتنظيمات الإرهابية مدينة منكوبة، وقرر مجلس النواب تشكيل لجنة أزمة لدعم الأهالي بمرزق.
وكان الجيش الوطني الليبي، ممثلا في كتيبة خالد بن الوليد، توصل لاتفاق تهدئة في وقت سابق بين الأعراق في المدينة "العرب والتبو والطوارق"، إلا أن بعض منتسبي قبائل التبو بالتعاون مع المرتزقة التشاديين خرقوا هذا الاتفاق واعتدوا على الأهالي والمدنيين، ما أسفر عن استشهاد عدد من الأفراد من عرب مرزق، ما دفع الجيش الليبي إلى التدخل للقضاء على العصابات الإرهابية التي تهدد الاستقرار في الجنوب.
وتأتي هذه الجريمة التي ترتكبها مليشيات المرتزقة التشاديين التي يقودها الإرهابي حسن موسى سوقي التباوي المطلوب دوليا والمدعوم من تركيا وقطر، في إطار التحالف مع الجماعات الإرهابية المحاصرة في طرابلس، ومحاولة لضرب الخطوط الخلفية للجيش الليبي، بحسب مراقبين في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية".
وبدأ مرتزقة تشاديون الانتشار داخل ليبيا منذ فبراير/شباط 2011، مستغلين الفراغ الأمني في الجنوب بالتحالف مع التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم القاعدة.
وعمل كثير منهم في صفوف مليشيات حكومة الوفاق غير الدستورية بطرابلس، منفذين عمليات عدة على منطقتي الجنوب والهلال النفطي شمالا.