وول ستريت: تواصل نزوح الودائع الأجنبية من مصارف قطر
انخفاض الودائع الأجنبية للشهر الثاني على التوالي بنسبة 8% في يوليو/تموز تؤكد عمق الأزمة المصرفية
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن مصارف قطر تواجه أزمة حادة في الوقت الراهن نتيجة نزوح الودائع الأجنبية ما أثر على حجم السيولة المتداولة.
وسحب بعض البنوك الخليجية ودائع وقروضاً من قطر، ما دفع جهاز قطر للاستثمار إلى إيداع مليارات الدولارات في بنوك محلية لحمايتها من التعرض لضغوط تمويلية.
وتظهر بيانات رسمية أن حكومة قطر أودعت 10.9 مليار دولار في بنوكها خلال يونيو/حزيران، ويرجح مصرفيون من بنوك تجارية أنها أودعت المزيد من الأموال منذ ذلك الحين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها إلى البيانات التي أعلنها مصرف قطر المركزي أكدت صعوبة موقف المصارف، وأضافت "أن سحب ودائع خليجية أكثر سيفاقم الأزمة بالجهاز المصرفي القطري".
وتراجعت الودائع الأجنبية في المصارف القطرية بنحو 8% على أساس شهري إلى 157.2 مليار ريال في يوليو، وانخفضت بنفس النسبة في الشهر السابق، وشكلت الودائع الخارجية 20% من إجمالي الودائع المصرفية في يوليو، وهي أقل بنسبة 24% عما كانت عليه في مايو الماضي.
وتتوقع الصحيفة الأمريكية أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من تراجع أرصدة الودائع الأجنبية بمصارف قطر، نظرًا لاستبعاد المحللين تجديد العملاء فترة إيداع أموالهم عند حلول موعد استحقاقها.
وعدلت وكالة التصنيف الائتماني العالمية "موديز" نظرتها المستقبلية للجهاز المصرفي القطري من مستقرة إلى سلبي، وأرجعت ذلك إلى ضعف مناخ التشغيل واستمرار ضغوط التمويل بالمصارف القطرية.
ودعا مصرف قطر المركزي البنوك المحلية لحثها على التوجه لأسواق الدين الخارجية، طلبا لقروض أو من خلال طرح سندات لتخفيف الضغوط على السيولة المحلية وتفادي المزيد من التقلص في الاحتياطيات النقدية الأجنبية وأي تخفيضات جديدة في التصنيف الائتماني، في ظل تفاقم أزمة نزوح الودائع من المصارف القطرية.
وانخفضت حصة قطر التي تضمن لها حق التصويت في بنك كريدي سويس، بما في ذلك حقوق شراء، إلى 15.91 % من 17.98 % في يونيو . وتراجع جزء الحصة المحتفظ به في صورة أسهم مسجلة إلى 4.936 % من 5.01 % .
وقال مصدر أوروبي مطلع لرويترز إن جهاز قطر للاستثمار باع بعض الأسهم لكن القدر الأكبر من الانخفاض في الحصة التي تضمن لقطر حق التصويت يرجع إلى تقلص نسبة حيازاتها خلال زيادة لرأس المال.
وأشار إلى أن جهاز قطر للاستثمار قلص استثمارات كبيرة أخرى في السابق مثل حصته في البنك الزراعي الصيني.