الانتخابات الأمريكية 2024.. صراع بين نسختين «للرجولة»
أظهر المؤتمر الوطني الديمقراطي هذا الأسبوع أن انتخابات 2024 ليست مجرد صراع بين رجل وامرأة - بل هي صراع بين رؤيتين للرجولة.
وألقى الانقسام الصارخ بين الجنسين في السياسة الأمريكية بظلاله على نظرة المرشحين لمنصب نائب الرئيس في كلا الحزبين فيما يتعلق بالنساء، والحديث عن أنفسهم كآباء ونماذج يحتذى بها من الذكور، وفقا لموقع أكسيوس الأمريكي.
ولطالما نظر الرئيس ترامب ومستشاروه إلى رجولة مرشحهم باعتبارها ميزة في الانتخابات ضد كامالا هاريس، أول رئيسة محتملة عقب انسحاب الرئيس بايدن المسن.
ونادراً ما تذكر نائبة الرئيس كامالا هاريس جنسها، لكن الرجال إلى جانبها تبنوا أدوارهم الثانوية في دعم صعود المرأة إلى السلطة.
وخلال المؤتمر الوطني الديمقراطي هذا الأسبوع، أظهر الحاكم تيم والز وزوج هاريس دوج إيمهوف - الذي أوقف مسيرته القانونية عندما انتخبت زوجته نائبة للرئيس - العاطفة أكثر من القسوة.
وفي خطابه، تحدث والز عن كفاحه مع زوجته جوين بسبب العقم وظهر تأثره جليا عندما قال إن زوجته وأطفاله - الذين كانوا يجهشون بالبكاء بين الجمهور – هم "كل عالمي".
ويحمل والز سمات الذكورة التقليدية - كجندي سابق في الحرس الوطني ومدرب كرة قدم، ولكن في إحدى فعاليات الحزب الديمقراطي الوطني يوم الاثنين، قال والز إن "الدرس" الذي تعلمه في الحياة هو "أن تحيط نفسك بنساء الأذكياء وتستمع إليهن، وسوف تنجح".
قالت الباحثة في مجال المساواة بين الجنسين والمؤلفة إيمي ديهل لموقع أكسيوس، واصفة والز وإيمهوف: "إنهما مثال على الذكورة القوية، وترياق ضد الذكورة السامة".
على النقيض من ذلك، دخل ترامب المؤتمر الوطني الجمهوري على لحن "عالم الرجل ولا شيء سوى الرجل".
ضمت قائمة المتحدثين في مؤتمر الحزب الجمهوري شخصيات مثل هالك هوجان والرئيس التنفيذي لـ UFC دانا وايت – اللذين يشكلان رموز لشريحة معينة من الناخبين الذكور، واللذين اتُهما بالعنف المنزلي. (ينفي هوجان هذا الادعاء، فيما اعتذر وايت العام الماضي عن صفع زوجته).
وكان أحد أبرز المتحدثين في المؤتمر الوطني الجمهوري، تاكر كارلسون، الذي ندد بتراجع الذكور. والذي أشار سابقا إلى النساء باعتبارهن "بدائيات للغاية".
كما أثار كل من السيناتور جي دي فانس وترامب ردود فعل عنيفة بسبب تعليقات سابقة حول النساء. كما قال ترامب في عام 2005 أن الرجال الذين يتبنون نهجًا عمليًا لرعاية الأطفال يتصرفون "مثل الزوجة".
ورغم رفض تبني ترامب الجوانب الأكثر عاطفية للأبوة، لكنه جعل أطفاله جزءًا لا يتجزأ من مشاريعه التجارية ومسيرته السياسية.
كانت هناك محاولة واحدة على الأقل لإظهار جانبه الأكثر رأفة في المؤتمر الوطني الجمهوري، عندما وصفته حفيدة ترامب كاي ترامب بأنه "رجل حنون ومحب" و"جد عادي".
وقالت المتحدثة باسم الحملة كارولين ليفات لوكالة أكسيوس: "كان الرئيس ترامب محاطًا بالعديد من النساء القويات وأتاح الفرص للعديد من النساء القويات طوال حياته المهنية كرجل أعمال، وخاصة منذ دخوله السياسة".
وأضافت ليفات: "على عكس كامالا هاريس وتيم والز اللذين يدعمان السياسات التي تقوض حقوق المرأة وطبيعة الأنوثة، يعتقد الرئيس ترامب أن الرجال والنساء مختلفون بطبيعتهم ولكنهم متساوون".
وتوقع موقع أكسيوس أن يمتد الانقسام الحزبي حول مسألة الذكورة إلى ما هو أبعد من دورة 2024، فقد وضع الديمقراطيون أنفسهم كحزب مناصر لحقوق المرأة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالإجهاض.
وفي الوقت نفسه، هناك حركة متنامية في الحزب الجمهوري لاحتضان "الأسرة التقليدية" ووقف الانحدار المفترض للذكورة.
أصدر كارلسون فيلمًا وثائقيًا في عام 2022 بعنوان "نهاية الرجال"، بينما نشر السيناتور جوش هاولي (جمهوري من ميسوري) كتابًا العام الماضي حول الحاجة إلى استعادة "الفضائل الذكورية".