ماكرون إلى أوكرانيا لإنقاذ المنطقة من "حرب يخسرها الجميع"
مباحثات مهمة أجراها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في موسكو، قبل أن يتوجه، الثلاثاء، إلى أوكرانيا ضمن محاولات "خفض التصعيد".
ويشعر الغربيون بقلق حيال إمكان غزو روسيا لأوكرانيا، إذ تعتقد الاستخبارات الأمريكية أن موسكو تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق بعد أن أصبح لديها "بالفعل 70% من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه".
كما يلتقي ماكرون لاحقا في برلين المستشار الألماني، أولاف شولتز، العائد للتو من واشنطن في إطار سلسلة جهود دبلوماسية أوروبية خلال الأسبوعين الراهن والمقبل.
وأفادت الرئاسة الفرنسية بأن اقتراحات ماكرون تشمل التزام عدم اتخاذ مبادرات عسكرية جديدة من الجانبين ومباشرة حوار يتناول خصوصا الانتشار العسكري الروسي ومفاوضات سلام حول النزاع في أوكرانيا وبداية حوار استراتيجي.
وقال ماكرون إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "أكّد لي استعداده التزام هذا المنطق ورغبته في حفظ الاستقرار ووحدة أراضي أوكرانيا".
بدوره، قال بوتين، الإثنين، إثر محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات مع ماكرون إن "بعضا من أفكار" نظيره الفرنسي "قد تشكل أساسا لإحراز تقدم مشترك" وسيتحدث مجددا إلى ماكرون بعد زيارته لكييف.
لا منتصر
وأضاف بوتين: "في ما يتعلق بنا، سنبذل أقصى جهودنا للتوصل الى تسويات تلائم الجميع"، مضيفا أنه ونظيره الفرنسي لا يرغبان في حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي لن يخرج منها أي طرف "منتصرا".
لكنه لم يتطرق إلى مشاريعه بشأن عشرات آلاف الجنود الروس المنتشرين عند حدود أوكرانيا.
وندد بوتين مجددا برفض الدول الغربية الموافقة على شرطه وقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا وسحب جنوده ومنشآته العسكرية من أوروبا الشرقية، نافيا أن يكون هدد أوكرانيا.
وحمل مجددا أوكرانيا مسؤولية الطريق المسدود التي توصلت إليها محادثات السلام في النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
ومازح بوتين الرئيس الأوكراني حتى بعدما انتقد هذا الأخير بعض بنود خطة سلام تم التفاوض بشأنها العام 2015 بين كييف وموسكو عبر وساطة فرنسية-ألمانية، قائلا: "إن عجبك الأمر أو لم يعجبك عليك أن تتحمل، يا جميل".
وكانت روسيا ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا العام 2014. ومنذ تلك السنة يتواجه انفصاليون مدعومون من موسكو مع الجيش الأوكراني في شرق البلاد.
ويعد ماكرون أول رئيس لدولة غربية يلتقي بوتين منذ تصاعد التوتر في ديسمبر/كانون الأول.
ويلتقي المستشار الألماني أولاف شولتز بدوره بوتين في موسكو في 15 فبراير/شباط بعد محطة له في كييف أيضا.
وحذر الأمريكيون والأوروبيون روسيا من عواقب وخيمة جدا إذا هاجمت أوكرانيا مجددا مع إقرار عقوبات مدمرة.
وأكد أولاف شولتز خلال زيارته واشنطن، الإثنين، أن الولايات المتحدة وألمانيا "متحدتان بشكل مطلق" بشأن العقوبات التي ينبغي أن تفرض على روسيا إذا هاجمت أوكرانيا وسيتخذ البلدان "الإجراءات نفسها".
وأكد الرئيس الأمريكي أن هجوما روسيا سيعني "نهاية" خط أنابيب الغاز الروسي الألماني الاستراتيجي "نورد ستريم 2" الذي يثير جدلا.
وكانت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة أرسلت تعزيزات عسكرية إلى أوروبا.