الاحتفاء بجرحى الحرب في اليمن.. امتنان شعبي واهتمام رسمي
يبقى جرحى الحرب في اليمن محل تقدير وعرفان من كل فئات المجتمع دون انتظار امتنان أو مقابل من أحد، وبلا أي مَنٍ على ما قدموه من تضحيات.
فما اجترحوه من مآثر ضد مليشيات الحوثي، وما لاقوه من جروح وقروح خلال تصديهم ودحرهم للإنقلابيين يرونها هم أنفسهم بمثابة أوسمة ونياشين على صدورهم.
غير أن نظرة العرفان تجاه جرحى الحرب لم تقف عند هذا الحد، بعد تبني مركز التعامل مع الألغام باليمن، وجمعية جرحى عدن إقامة حفل تكريم مدعوما من البرنامج الإنمائي UNDP؛ للاحتفاء بهؤلاء الأبطال.
تكريم البطولات
جرحى عدن، لحج، والضالع، كانوا ضيوفا على هذا الحفل التكريمي، الذي جاء تعبيرا عن الامتنان لبطولات الجنود الجرحى، ممن واجهوا المليشيات.
كما شمل التكريم المدنيين ممن تعرضوا للإصابة جراء قصف مليشيات الحوثي لمنازل المواطنين في المحافظات التي اجتاحوها، وخاصةً عدن، لحج، والضالع.
وتضمن الحفل توزيع 40 كرسيا كهربائيا، و 50 كرسيا عاديا، و 50 آلة كهربائية للتدليك، ومائة عكاز، كدفعة أولى للجرحى المكرمين، بمن فيهم المدنيين الذين كان من بينهم نساء وأطفال.
مساندة حكومية
الحكومة اليمنية جددت حرصها ووقوفها إلى جانب جرحى الحرب، مؤكدةً أنه لا يمكن تناسي ما قدموه من تضحيات، بحسب نائب وزير حقوق الإنسان سمير الشيباني.
وأشار الشيباني، خلال الحفل، إلى أن وزارة حقوق الإنسان مستمرة في متابعة حقوق الجرحى، وتقديم كل ما يلزم للتخفيف من معاناتهم، وفق الإمكانيات المتاحة وبدعم من الشركاء الدوليين.
ولفت إلى أن حفل تكريم الجرحى يمثل أقل واجب يمكن تقديمه لشريحة واسعة كان لها شرف التضحية والدفاع عن الوطن ومكتسباته.
الوصول إلى كل جريح
فيما أوضح رئيس جمعية جرحى عدن، ناصر أبوزكي أن توزيع الكراسي للجرحى يأتي برعاية محافظ عدن أحمد حامد لملس، والمدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد هيثم حلبوب، وبدعم البرنامج الإنمائي UNDP.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن التكريم جاء تكريما للتضحيات الجسيمة التي سطرها هؤلاء الأبطال في الدفاع عن مدينة عدن والمحافظات الجنوبية من المليشيات الحوثية.
ولفت أبوزكي إلى أن عدد الكراسي التي تم توزيعها هي بمثابة الدفعة الأولى للجرحى، وسيتم متابعة دفعة أخرى لما من شأنه الوصول إلى كل جريح.
وثمن رئيس جمعية جرحى عدن تعاون ودعم قيادة السلطة المحلية والبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP.
ضحايا المليشيات
نسبة كبيرة من المكرمين في الحفل لم يكونوا جنودا أو عسكريين، بل مدنيين سقطوا ضحية قصف المليشيات الحوثية وألغامها التي زرعتها في الأرض اليمنية.
مشروع مسام لنزع الألغام أكد هذه الحقيقة، عبر كلمة لممثلة المشروع، سلمى الحاج، التي أشارت إلى اتخاذ الكثير من التدابير اللازمة للتوعية من الألغام، ومساعدة الضحايا في المجتمعات الأكثر تأثرا في 19محافظة يمنية.
واشارت الحاج خلال الحفل إلى أن مشروع مسام طهّر ما يقارب 2,2 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية، ونزع ما يقارب 52 ألف القطع المتفجرة، في إشارة إلى الكميات الهائلة من الألغام والمتفجرات التي زرعها الإنقلابيون الحوثيون لقتل اليمنيين.
aXA6IDE4LjE4OS4xOTQuNDQg جزيرة ام اند امز