رياح خماسينية وعواصف باردة.. تقلبات الربيع تفرض سطوتها (خاص)

مع حلول الربيع، تدور في السماء معركة حامية الوطيس بين الكتل الهوائية المتضاربة، يكون أطرافها الهواء الدافئ القادم من البحر الأحمر وشبه الجزيرة العربية من ناحية، والكتل الباردة التي تتدفق من أوروبا الشرقية من ناحية أخرى.
تلك المعركة الجوية لا تمر مرور الكرام، بل تُحدث تغيرات حرارية مفاجئة وصادمة، يتقلب معها الطقس بشكل محير، فيصبح دافئا في الصباح وباردا بالليل.
ويشرح د.خالد الحسيني، الباحث في الأرصاد الجوية، دور أحد أطرف هذه المعركة، وهو منخفض البحر الأحمر، والمنخفض الحراري الذي يعتمد على الفروق الهائلة بين حرارة مياه البحر الأحمر ويابسة شبه الجزيرة العربية.
ويقول الحسيني أن هذا المنخفض يبدأ في التعمق ويهيمن على الأجواء، مما يتسبب في ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة وجفاف الهواء، وكأن الربيع يُعلن قدومه بحرارة الصحراء.
ومع تقدم الربيع، تدخل في الساحة المنخفضات الجوية الخماسينية، تلك المنخفضات الحرارية التي تنشأ من الصحراء الكبرى الإفريقية.
ويوضح الحسيني، أن هذا النوع يتولد من المنخفضات نتيجة التسخين السريع لسطح الأرض، ليجلب معه رياحا جافة وعواصف مغبرة تزيد من قسوة الطقس، ولكن الصدمة الكبرى تأتي عندما تتراجع هذه المنخفضات فجأة، لتندفع خلفها كتل هوائية باردة، فتنخفض درجات الحرارة بشكل دراماتيكي خلال ساعات قليلة.
ولا تنتهي المعركة الجوية عند هذا الحد، فالكتل الهوائية القادمة من أوروبا الشرقية، رغم فقدانها جزءا من برودتها عند عبور البحر المتوسط، تتحدى الكتل الساخنة القادمة من الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، ويضيف الحسيني أن "هذا الصراع يجعل من الربيع فصلا مليئا بالتقلبات الحرارية الحادة، حيث ترتفع فرص الإصابة بأمراض البرد والإنفلونزا نتيجة التغير المفاجئ في الطقس".
aXA6IDEzLjU4LjEwMy4xMTcg
جزيرة ام اند امز