"باص الدفا".. مبادرة تطوعية توزع وجبات شتوية للمعوزين بغزة
الحملة محاكاة لتجربة مصرية انتشر صداها على مواقع التواصل لتوفير الوجبات للفقراء خلال برد الشتاء في قطاع غزة
من فكرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مبادرة فاعلة جمعت على العطاء أكثر من 20 متطوعا ومتطوعة، تحت اسم "باص الدفا"؛ لإسعاد الناس وإدخال الدفء على الأسر المستورة في غزة.
ويشعر محمود خويطر، أحد القائمين على المبادرة، بالفخر لما تحقق في غضون أسبوعين فقط من انطلاق المبادرة كاستلهام لتجربة مصرية بهدف إدخال البسمة والدفء للعائلات المعوزة في المناطق المهمشة.
وقال خويطر لـ"العين الإخبارية": "باص دفا هو فعالية يقيمها مجموعة من شباب غزة، في الأجواء الماطرة والشتوية، يعدون وجبات دافئة ويوزعونها على الأسر في المناطق النائية والمهمشة وكذلك العاملين في الليل".
يلفت خويطر إلى أن المبادرة بالأساس محاكاة لمبادرة مصرية تقوم على تكية تعد وجبة طعام شتوية ساخنة وتوزعها على الفقراء في المناطق المهمشة.
جولة ليلية
بعد الساعة السادسة ليلا، باتت رؤية الباص الأصفر الذي علقت على جوانبه لافتات كبيرة كتب عليها "باص الدفا"، مألوفة في الأحياء الفقيرة في غزة، وينطلق منه الشباب وهم يحملون الوجبات لتوزيعها بكل محبة على مستحقيها.
وبينما كان براء خويطر، وهو متطوع آخر في المبادرة يستعد للانطلاق في حملة توزيع جديدة، قال لـ"العين الإخبارية": "اقتبسنا الفكرة من نشطاء مصريين، ما نقدمه بسيط، ولكنه نابع من القلب، ويصل إلى القلب، لذلك وجدنا التفاعل معنا".
وأشار إلى أنهم بدؤوا بوجبة العدس ثم الجريشة وغيرها من الوجبات الشتوية الدافئة.
وأوضح أن الباص ينطلق بعد الساعة 6 مساء على الأحياء الفقيرة والمناطق المهمشة والناس الذين يكونون بعمل ليلي، ويحتاجون الوجبة الدافئة، في حين يكون جرى إعداد الطعام قبل ذلك في مكان خاص.
البداية من مواقع التواصل
بحسب نور الرملاوي، متطوعة في المبادرة، فإن البداية كانت عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، استجاب له 3 شباب و3 صبايا، فقدم أحد الشباب الحافلة، وآخر قدم مكان إعداد الطعام، وتعاون الجميع في توفير متطلبات الإعداد والطعام، ثم جرى التفاعل مع المبادرة وزاد عدد المتطوعين لأكثر من 20 شخصا.
وقالت الرملاوي لـ"العين الإخبارية": "إن ما يميز المبادرة أنها شبابية وذاتية بالكامل، حيث لا توجد أي جهة ممولة أو تقف وراء الموضوع، بل هو حب التطوع والإيجابية حرك الشباب والصبايا ليتركوا أثرا إيجابيا في المجتمع".
وأضافت: "نشعر بالراحة عندما نرى الابتسامة على وجوه متلقي الوجبات، رغم أن قيمتها المالية بسيطة ولكنها من ناحية معنوية كبيرة وهذا ما نلمسه من الناس وردة فعلهم الجميلة".
ويعاني قطاع غزة من حصار مشدد منذ 14 عاما ترك آثارا كارثية على مجمل الحالية؛ إذ تتراوح نسبة الفقر والبطالة بين 53-54% وتزيد إلى نحو 70% في أوساط الشباب والخريجين، في حين أن 80% من السكان البالغ عدد 2 مليون نسمة يتلقون مساعدات.
آمال التوسع
تقول حنين زقوت، من المشاركات في المبادرة، لـ"العين الإخبارية"، إنهم أخذوا قرار العمل في المبادرة بالنظر للأوضاع الاقتصادية السيئة في القطاع واتساع رقعة المحتاجين.
وأشارت إلى أنهم يعدون وجبات دافئة مما يستطيعون توفيره أو يصلهم من تبرعات، مؤكدة أنهم باتوا يوزعون بين 200-300 وجبة في اليوم.
وتضيف: "الحملة تأمل بأن تتوسع وتتحول إلى تكية كبيرة ترسم البسمة على وجوه الفقراء وتوفر احتياجهم من الطعام، وكذلك أن تمتد لتشمل كل قطاع غزة، على طريق الخير والعطاء".