تحذيرات جديدة من حرب بالمتوسط لوقف أطماع أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يثير التوترات الإقليمية في شرق البحر المتوسط بالتنقيب عن الغاز بالمياه اليونانية
في الوقت الذي يثير فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوترات الإقليمية في شرق البحر المتوسط بالتنقيب عن الغاز بالمياه اليونانية، ارتفعت وتيرة التحذيرات من نشوب حرب إقليمية في المنطقة لمواجهة أطماع أنقرة مطالبين بتحرك الاتحاد القاري.
وتحت عنوان "إلى أي مدى سيذهب أردوغان في عدائه مع اليونان؟"، قالت محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية الفرنسية، إن "الرئيس التركي يسعى للهيمنة في شرق البحر المتوسط، بانتهاك للمجال الجوي والبحري اليوناني والقبرصي".
وأضافت المحطة الفرنسية أن أنقرة أرسلت مرتين، في منتصف يوليو/تموز وأغسطس/آب، سفينة تركية إلى شرق البحر المتوسط للتنقيب عن الغاز، موضحة أنها لم تنطلق من تلقاء نفسها، فقد رافقتها سفن حربية رآها السكان قبالة سواحل الجزر اليونانية.
وأشارت "فرانس إنفو" إلى أن "أنقرة لم تتوقف منذ سنوات عن انتهاك المجال الجوي اليوناني بشكل يومي، واليوم ينتهك الأسطول العسكري التركي الجرف القاري اليوناني".
وأوضحت أنها ليست المرة الأولى التي تستولى فيها تركيا على الغاز اليوناني، فتلك الأزمة نشأت من قبل في عام 1975.
الحرب أصبحت واقع
وفي إذاعة "يوربيان ميكرو توداي" أشارت الصحفية اليونانية أليكسيا كيفالاس إلى تصعيد الصراع اليوناني التركي، وخروقات حكومة أنقرة للسيادة البحرية والجوية لليونان وقبرص، معتبرة أن فرنسا جاءت لمساعدة اليونان في هذا الصراع المعقد.
ووفقاً للصحفية اليونانية المتخصصة في الشأن التركي، فإن أطماع أنقرة في الغاز هي السبب الرئيسي في رغبة أردوغان في ضم الجزر اليونانية، مشيرة إلى أن خطر الحرب أصبحت الآن حقيقة واقعة بين أنقرة وأثينا.
وتابعت: "الاستفزازات التركية في هذه المنطقة يعد تصعيدا متشددا ينذر بحرب إقليمية"، مضيفة أنه "علاوة على ذلك، فإن سلطان أنقرة يشكك في معاهدتي لوزان (1923) وباريس (1947)، اللتين حددتا الحدود وتقسيم المياه بين تركيا واليونان".
من جانبه، قال الكاتب اليوناني المتخصص في شأن البلقان واليونان أوليفييه ديلورم إنه "في عام 1975، كانت الأزمة الأولى ناجمة عن أنشطة التنقيب التركية في مياه الجرف القاري اليوناني، واتفق رئيسا الوزراء كارامانليس وديميريل على اللجوء إلى التحكيم من قبل محكمة العدل الدولية في لاهاي لتسوية هذا الخلاف".
ومنذ ذلك الوقت ومع تعاقب رؤساء وزراء اليونان، يدعو جميعهم إلى التحكيم الدولي لوقف انتهاك تركيا المستمر للحدود.
كما أوصى مجلس الأمن الدولي، بتخصيص ممرّين أو ثلاثة لتركيا بين جزر اليونان الشرقية بحيث تكون منطقتها الاقتصادية الخالصة مساوية لما ستكون عليه بدون هذه الجزر"، وفقاً للكاتب اليوناني.
لكن أنقرة- بحسب المصدر نفسه- تخلت عن هذا الالتزام، ومنذ ذلك الحين أنكرت تركيا حق اليونان في جزر ببحر إيجه وبالتحديد في دوديكانيز، أي الجزر اليونانية المقابلة لتركيا.
ولفت ديلورم إلى أن "تركيا اليوم في صراع كامن إلى حد ما مع جميع جيرانها. لقد دعمت داعش، وغسلت أموالها النفطية، وأطلقت النار من وراء ظهور الأكراد، وأعادت تدوير بقايا إرهابيي داعش والقاعدة لنشرهم في ليبيا، وأطلقت الفتنة بين أذربيجان وأرمينيا، واستغلت اللاجئين لابتزاز أوروبا، كما شنت هجوما على الجزر اليونانية أو الحدود البرية".
تأزم داخلي
أما بالنسبة للوضع الداخلي فإن هناك صدام بين أردوغان والقوات المسلحة التركية.
وذكرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية نقلاً عن مصادر عسكرية تركية أن أردوغان طلب من ضباطه إغراق سفينة يونانية دون التسبب في سقوط العديد من الضحايا، لكن الجنرالات رفضوا فعل ذلك.
ووفقا لديلورم فإن هذه المعلومات مقلقة لأن الجنرالات الأتراك هم من سربوا هذه المعلومات المرتبطة بأحداث عسكرية في شرق البحر المتوسط، وذلك بالتزامن مع استئناف المناورات التي تم تأجيلها بسبب وباء كورونا من قبل فرنسا وإيطاليا.
ورأت المحطة الفرنسية أن الاتحاد الأوروبي ظل صامتاً لفترة طويلة قبل أن يعلن عن دعمه لأثينا خاصة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تأخرت كثيرًا في إدانة الاستفزازات التركية.
الشيء نفسه بالنسبة للمجلس الأوروبي، الذي ترأس اليونان حاليًا مجلس الوزراء فيه.