باحث أمريكي: نتائج مؤتمر "وارسو" تعمق مخاوف النظام الإيراني
قال إن السلطات الإيرانية حاولت التقليل من أهمية مؤتمر وارسو، لكنه حقيقة كان القصة الرئيسية في طهران.
قال الباحث السياسي الأمريكي مجيد رفيع زاده إن مؤتمر وارسو ونتائجه المحتملة عمقا مخاوف نظام طهران رغم ما أبداه من تقليل لأهمية الاجتماع.
وأضاف زاده، في مقال له منشور بصحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، أن السلطات الإيرانية حاولت التقليل من أهمية مؤتمر وارسو، لكنه في الواقع كان القصة الرئيسية في طهران.
وأكد أن "النظام الإيراني بالفعل مهتم بالمؤتمر ونتائجه المحتملة".
- معارض إيراني: نطالب بسحب الاعتراف الدولي بنظام طهران مع زخم وارسو
- صحيفة تكشف عن برنامج أمريكي سري لـ"التصدي" لصواريخ إيران
وأوضح زاده أن الأهمية التي يحملها مؤتمر وارسو تنبع من توقيته، حيث يأتي في وقت يمكن فيه ملاحظة الدور الإيراني داخل كثير من الصراعات في الشرق الأوسط "فالمجموعات الإرهابية التابعة لها من بين الأسباب الرئيسية للتوترات المستمرة والنزاعات في جميع أنحاء المنطقة".
وقادت الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، قمة استمرت يومين في العاصمة البولندية وارسو، ورغم أن عنوانها الرئيسي "المؤتمر الوزاري لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط"، كانت القضية الرئيسية لأجندة اللقاء وضع نهج للتصدي للسلوك الإيراني المدمر العدواني في المنطقة.
وعلاوة على ذلك، كانت قمة وارسو أكبر تجمع دبلوماسي والأول من نوعه الذي يتم تنظيمه للتصدي للنظام الإيراني، حيث أوضح الباحث الأمريكي أنها تمكنت بفاعلية من تشكيل تحالف دولي من مختلف أنحاء العالم، متضمنا أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط.
وأوضح الباحث الأمريكي أن ما يقلق إيران تحديدا هو إمكانية أن يؤدي المؤتمر إلى رأب الصدع بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خاصة مع مشاركة دبلوماسيين من فرنسا وألمانيا ووزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في وارسو.
ونوه بأن قمة وارسو تأتي في وقت تعمل فيه طهران على توسيع نطاق نفوذها في عدة دول لتصل به إلى مستوى غير مسبوق، لافتا إلى أن سياسات النظام الطائفية ومغامراته العسكرية وسياساته التوسعية أصبحت أيضا سببا رئيسيا في الصراعات والتوترات داخل المنطقة.
وعلى سبيل المثال، أشار زاده إلى أن الحكومة الإيرانية تواصل تدخلها في شؤون العراق باستخدام أساليب واستراتيجيات مختلفة، من التأثير على الانتخابات وإخراس منتقدي سياساتها وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلاد إلى دعم المليشيات بقوات وأسلحة وصواريخ.
وأشار كذلك إلى مواصلة طهران جهودها لبناء قاعدة عسكرية دائمة داخل عدة مدن في سوريا، واستمرار "الحرس الثوري" في تعزيز تحالف القوات والمليشيات الطائفية التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية؛ فتلك المليشيات عاقدة العزم على تعزيز مصالح النظام، كما تصبح الركيزة الأساسية للبنى الأساسية الاجتماعية السياسية والاقتصادية.
وأوضح الباحث الأمريكي أن إيران تصعّد الصراع في اليمن بتقديمها الأسلحة المتطورة إلى الحوثيين، كما تضاعف جهودها لنقل تلك الأسلحة إلى مليشياتها ووكلائها، مثل مليشيا حزب الله اللبناني، التي يمكنها تحويل الصواريخ غير الموجهة إلى أخرى دقيقة التوجيه.
واعتبر زاده أن أي ضغط إضافي على النظام الإيراني، سواء كان دبلوماسيا أو اقتصاديا يساعد على تقويض سلطة نظام ولاية الفقيه، خاصة أن طهران تعاني من أسوأ أزمة اقتصادية منذ نشأتها عام 1979.
واختتمت في العاصمة البولندية، أمس الخميس، فعاليات مؤتمر وارسو الذي دعت إليه الولايات المتحدة، لبحث آلية لوقف أنشطة إيران الهدامة في الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب، ومناقشة السلام والأمن.
وشكّل هذا التجمع، الذي استمر يومين، مناسبة لاستعراض وحدة الصف كرد قوي على نظام إيران الذي يحتفل هذا الأسبوع بمرور 40 عاما على الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، وإقامة نظام ولاية الفقيه.