"حلف فضول" عالمي.. روشتة البشرية نحو السلام والعدالة والتسامح
حلف فضول عالمي، دواء طرحه مؤتمر واشنطن للأديان لمواجهة الحروب والنزاعات والكراهية، بتأصيل قيم التسامح.
من بين حطام الحروب والنزاعات والكراهية، تبزغ شمس "حلف فضول" عالمي جديد، ليشرق على بشرية متعطّشة للحصول على بلسم لجراحها الغائرة.
دواء طرحه مؤتمر واشنطن حول تحالف الأديان الذي اختتم فعالياته، الأربعاء، بالعاصمة الأمريكية واشنطن في شكل روشتة تقدّم للإنسانية سبل التعافي من الكراهية، عبر تكريس القيم المشتركة للديانات الإبراهيمية.
حلف فضول عالمي.. وصفة السلام والحرية
توّج المؤتمر فعالياته التي شهدت مشاركة رجال دين أمريكيين، وعدد كبير من العلماء والأكاديميين والباحثين بالولايات المتحدة والعالم الإسلامي، ببيان ختامي أطلق عليه اسم "إعلان واشنطن".
وتضمن الإعلان تأسيس "حلف فضول بين الأديان"؛ وذلك لتوفير مليار وجبة لإطعام المحتاجين من جميع الأعراق والديانات في المجتمعات التي تعرضت للعنف.
ويقدم الحلف للعالم مرجعية ونموذجاً دينياً وحضارياً وإنسانياً، لتحقيق التعايش السلمي ومواجهة الإسلاموفوبيا وجميع أشكال العداء للأديان الإبراهيمية، كما يشكّل وصفة تقدّم للإنسانية حلولاً ناجعة لمواجهة تنامي النزاعات والحروب، وقنوات حوار فاعلة تمهد الطريق نحو مصالحة بشرية تتجاوز التقسيمات العرقية والدينية.
وقال محمد مطر سالم الكعبي، الأمين العام لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، إنه "سيكون بحق، يوماً مشرقاً وسعيداً في تاريخ الإنسانية، وسيكون مرجعاً للعالم كله، ونموذجاً دينياً وحضارياً وإنسانياً يثبت أن الإرادة القوية والنية الصادقة والإيمان بالسلام والجهد الفاعل أركان هذا العمل الذي يأوي إليه الجميع، والمظلة التي يستظل بها".
وأضاف في كلمته باليوم الثاني للمؤتمر: "نطمح إلى أن نصل إلى حلف عالمي للأديان، لما نملك من إمكانيات التعاون والتعايش التي يمكن أن نقدم من خلالها حلولاً واعية بالواقع العالمي وتركيباته المعقدة ومتغيراته، ونطمح إلى أن يكون تكتلاً يجمع ولا يُفرق، يقارب ولا يباعد، يوحد ولا يشتت، يبشر ولا ينفر".
إطعام مليار محتاج.. وصفة التضامن والعدالة
شهد اليوم الثاني من المؤتمر، إعلان منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه، مبادرة إطعام المحتاجين من كل الأعراق على مائدة العائلة الإبراهيمية.
وهو الإعلان الذي يصنع جسراً بين مختلف مكونات المجتمعات الإنسانية، ويمحي التباينات الاجتماعية التي غالباً ما تقف وراء انتشار آفات تدفع نحو الكراهية والعنف.
المبادرة تتجاوز هدفها المباشر المتمثّل في تلبية الاحتياجات المباشرة من الطعام للمحتاجين، إلى تكريس وتفعيل مبدأ التضامن، وتحقيق العدالة الاجتماعية وإن كان ذلك بشكل محدود.
الإمارات.. وصفة التعايش المشترك
يشكّل ولادة حلف الفضول الجديد، تتويجاً لجهود دولة الإمارات في مجال تكريس التسامح الديني والتعايش السلمي، مقدّمة بذلك وصفة شفاء البشرية من الأحقاد والضغائن، الكامنة وراء جميع الشرور التي يشهدها العالم في التاريخ المعاصر.
فالإمارات هذا البلد الذي يعتبر واحداً من البلدان القليلة حول العالم، التي تتعايش فيها جنسيات وديانات مختلفة، يعزز تجربته الإنسانية بأنشطة يؤمنها منتدى تعزيز السلم، في مجال ترسيخ قيم الحوار والتلاقي والتعارف والتفاهم، ونبذ التطرّف والعنف، ضمن توليفة من النادر توفرها في بلد يضم خليطاً من الجنسيات المختلفة.
غير أنّ الإمارات استطاعت أن تكسر السائد، لتغدو نموذجاً فريداً من نوعه وملهماً من حيث التسامح الديني والتعايش السلمي بين سكانها، من خلال إقرار ترسانة من القوانين والتشريعات المتكاملة التي تحمي المعتقدات وتحترم الأعراف والتقاليد والاختلاف، ما منح الجميع حرية ممارسة شعائرهم الدينية دون تضييق أو استفزاز من أي نوع كان.