العراق يصل إلى طريق مسدود مع إيران.. أزمة المياه تبحث التدويل
أعلن العراق، اليوم السبت، عن فشل الجهود الدبلوماسية المبذولة مع إيران بشأن تجاوز الأخيرة على الحصص المائية ومجاري الأنهار.
وقال وزير الموارد المائية مهدي الحمداني، في مقابلة صحفية تابعتها "العين الإخبارية"، إن "العراق يواجه وضعاً مائياً صعباً جراء قطع إيران بعض روافد الأنهار وتحويل البعض الآخر عن المسار الطبيعي".
وأضاف الحمداني أن "بغداد أخفقت في التوصل مع الجانب الإيراني إلى تفاهم يقضي بوضع الحلول والمعالجات التي تنهي شح المياه واتساع التصحر في العراق".
وأوضح الحمداني، أن "الجانب الإيراني لم يلتزم حتى الآن بالاتفاقيات المائية تجاه العراق، خاصة اتفاقية الجزائر لعام 1975، والتي تطالب إيران بضرورة الالتزام بالمعايير الدولية بالملف المائي".
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني كان قد اعتبر اتفاقية الجزائر الموقعة بين بغداد وطهران عام 1975 والخاصة بترسيم الحدود بين البلدين في شط العرب، ملغاة.
ولفت الحمداني، إلى أن "الجانب الإيراني قام بتنفيذ العديد من المشاريع وتحويل مجاري الأنهار داخل الأراضي الإيرانية، من أبرزها نهر الكارون الذي كان يصب في شط العرب، وقد حولته طهران إلى مناطق بهمنشير بعد عام 2003.
كذلك قامت بتحويل مجاري نهر سيروان المتجه إلى دربندخان العراقية، وهناك أيضا مشاريع حولت مياه روافد مائية كانت تصب في الزاب الأسفل (إقليم كردستان العراق) وتحويلها إلى مناطق بحيرة أروميا (في إيران).
وأجبر شح المياه وزارة الموارد المائية العراقية على حفر أكثر من 150 بئرا وتأهيل 60 أخرى، لتلبية احتياجات محافظة ديالى من المياه وإيصالها إلى محطات الإسالة بعد جفاف أغلب الأنهار القادمة من إيران.
وعلى إثر الموقف الإيراني ورفضه للمفاوضات، وجهت وزارة الموارد المائية قبل نحو شهرين خطابا إلى وزارة الخارجية العراقية تطالبها بتدويل ملف المياه مع إيران والتوجه نحو المجتمع الدولي.
وتسببت أزمة المياه الأخيرة في العراق بخروج عشرات آلاف الهكتارات الزراعية عن الخدمة، واتساع رقع التصحر في مناطق جنوب البلاد ووسطها، خاصة محافظة ديالى الحدودية مع إيران، وسط تسجيل حالات نزوح من الكثير من القرى بسبب انقطاع المياه، فضلاً عن الخسائر في الثروتين الحيوانية والسمكية.