العراق وتركيا.. اتفاق مياه تاريخي لإنهاء عقود من الجفاف
وقع العراق وتركيا، الأحد، آلية تنفيذية لاتفاقية تعاون إطارية في مجال المياه، في ظل جفافٍ غير مسبوق يواجهه البلدان اللذان يمرّ في أراضيهما نهرا دجلة والفرات.
وفقا لوكالة "فرانس برس" يشهد العراق واحدةً من أكثر سنواته جفافًا، وأشدّ أزمات شحّ المياه في تاريخه الحديث، نتيجة قلّة المتساقطات، وارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض الإطلاقات المائية من الجارتين تركيا وإيران، إلى جانب التراجع القياسي في مستوى نهري دجلة والفرات اللذين يرويان المنطقة منذ آلاف السنين.

كما تواجه تركيا جفافًا غير مسبوق، إذ بلغت كميات المتساقطات خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 أدنى مستوياتها منذ 52 عامًا، وفق هيئة الأرصاد الجوية التركية.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأحد، إن هذا "الاتفاق سيكون أحد الحلول المستدامة لأزمة المياه في العراق، من خلال حزم المشاريع الكبرى المشتركة التي ستُنفذ في قطاع المياه".
وأوضح مستشار رئيس الوزراء لشؤون المياه، طورهان المفتي، لوكالة "فرانس برس"، أن هذه المشاريع تشمل "سدودًا ومحطات تحليةٍ وضخٍّ ومعالجةٍ للمياه" في العراق "على مدى 15 عامًا"، مشيرًا إلى أن "تركيا ستكون أحد الأطراف الرئيسيين المنفّذين لها".

كما أشار المفتي إلى أن الآلية تتضمن "فقراتٍ خاصة بالتوفير المستدام للمياه المتدفقة إلى العراق".
ومن جانبها، لم تكشف وزارة الخارجية التركية تفاصيل توقيع الآلية بين وزيرها هاكان فيدان ونظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد، وذلك برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وفي وقتٍ سابق من اليوم ذاته، قال حسين في مؤتمرٍ صحفي مشترك مع فيدان إن هذه الوثيقة "هي الأولى في تاريخ العلاقات الثنائية لتنظيم إدارة المياه".
وأوضح الوزير التركي أن "جهودًا مكثفة بُذلت خلال العامين والنصف الماضيين لإيجاد أساليب أفضل لاستخدام المياه بين تركيا والعراق، وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه وأنظمة الري في العراق بشكلٍ مشترك".

وتندد الحكومة العراقية بانتظامٍ بإقامة تركيا وإيران سدودًا على المسطحات المائية المشتركة، متهمةً إياهما بالتسبّب في تقليل تدفّق نهري دجلة والفرات عند وصولهما إلى الأراضي العراقية.
ويحصل العراق حاليًا على أقل من 35% من حصته المائية المفترضة من هذين النهرين، وفقًا للسلطات التي تشير إلى أن هذا الوضع يُجبرها على إطلاق كميات مياهٍ من السدود تفوق ما تتلقاه البلاد.

وتراجع الاحتياطي المائي في السدود والخزانات إلى أقل من 8% من طاقة التخزين، إذ انخفض من نحو 10 مليارات مترٍ مكعّبٍ في نهاية مايو/أيار إلى 8 مليارات مترٍ مكعّبٍ في مطلع سبتمبر/أيلول، وفق بياناتٍ رسمية.
كما تراجع مستوى نهر الفرات هذا الصيف إلى أدنى مستوياته، بحسب السلطات العراقية، في بلدٍ يتجاوز عدد سكانه 46 مليون نسمة، ويُعدّ من أكثر الدول تأثرًا بالتغير المناخي.
وأجبر الجفاف ونقص الأمطار السلطات العراقية على تقنين استخدام المياه وتقليص المساحات الزراعية، لضمان توفير المياه للاستخدام اليومي للسكان، خصوصًا خلال فصل الصيف.
