غياب أمريكي يربك COP30.. واشنطن تراهن على النفوذ الاقتصادي
يقاطع ممثلون أمريكيون رفيعو المستوى مفاوضات الأمم المتحدة للمناخ في البرازيل COP30، في وقت يسعى فيه الرئيس دونالد ترامب إلى تعزيز تأثير بلاده على سياسات الطاقة العالمية.
تأتي خطة الانسحاب من التمثيل الرفيع المستوى في قمة المناخ (COP30)، التي كشف عنها مسؤول في البيت الأبيض، بينما يستعد قادة عالميون — من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ — لتخطي فعاليات القمة التي تستضيفها مدينة بيليم البرازيلية.
وعلى الرغم من مشاركة 143 دولة بوفود رسمية في المفاوضات، إلا أنه من المقرر أن يحضر 57 رئيس دولة وحكومة فقط فعاليات القمة، بحسب ما أعلنته رئاسة مؤتمر COP30 في برازيليا يوم الجمعة.
وفقا لصحيفة فايننشال تايمز، قال مسؤول في البيت الأبيض: “لن ترسل الولايات المتحدة أي ممثلين رفيعي المستوى إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين. يتواصل الرئيس مباشرة مع قادة العالم بشأن قضايا الطاقة، وهو ما يتجلى في الاتفاقيات التجارية والتفاهمات السياسية التي تركز بشكل كبير على شراكات الطاقة".
يتماشى هذا القرار مع سياسة ترامب القائمة على "الهيمنة الطاقوية"، التي تعتمد على توسيع استخدام النفط والغاز والفحم الأمريكي، إلى جانب التقليل من شأن الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ، التي وصفها الرئيس الأمريكي في وقت سابق بأنها “خدعة بيئية”.
كما يعكس القرار توجه الإدارة الأمريكية نحو التعاون الثنائي المباشر بدلاً من المشاركة في المحافل متعددة الأطراف. وقد تجلى هذا النهج مؤخرًا خلال جولة ترامب في ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، حيث أعلن عن اتفاقيات تجارية واستثمارات جديدة في قطاع المعادن الحيوية والطاقة المتقدمة مع كل دولة على حدة.
ولم يتضح بعد ما إذا كان دبلوماسيون أو مسؤولون أمريكيون آخرون سيشاركون في فعاليات قمة المناخ COP30. فعلى الرغم من أن ترامب أعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ بعد ساعات من تنصيبه في يناير/كانون الثاني، فإن فترة الانتظار القانونية تعني أن الانسحاب لن يصبح نافذًا حتى 27 يناير/كانون الثاني 2026، لتبقى واشنطن في الوقت الراهن طرفًا في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ.
وخلال فترة ولايته الأولى، أوفد ترامب عددًا من المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين للمشاركة في محادثات المناخ السنوية، حيث نظمت الولايات المتحدة عام 2017 جلسة لعرض مفهوم “الوقود الأحفوري الأنظف والأكثر كفاءة” إلى جانب الطاقة النووية، في محاولة لتبرير دور الوقود التقليدي في المرحلة الانتقالية.
كما نشرت إدارة ترامب مؤخرًا ممثلين عنها لمعارضة الضريبة العالمية المقترحة على انبعاثات الشحن، والتي كان من شأنها أن تشكل أول ضريبة كربون ثابتة على الإطلاق. ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فقد عمل الوفد الأمريكي بالتنسيق مع السعودية ودول أخرى لتأجيل التصويت على القرار.
ومن المقرر أن تمثل الصين في مؤتمر الأطراف الثلاثين شخصية بارزة هي دينغ شيويه شيانغ، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي ونائب رئيس مجلس الدولة، والذي سيحضر القمة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني بصفته الممثل الخاص للرئيس شي جين بينغ، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية الصينية.
أما في أستراليا، فقد ذكرت صحيفة أستراليان فايننشال ريفيو أن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز سيغيب عن القمة بسبب ازدحام جدول أعماله، لتنضم كانبرا إلى قائمة الزعماء الغائبين عن هذا الحدث الدولي البارز.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA==
جزيرة ام اند امز