موجة جنوح غريبة للكائنات البحرية الضخمة تغزو شواطئ المغرب (خاص)

شهدت السواحل المغربية، على امتداد البحرين الأطلسي والمتوسطي، موجة غير مسبوقة من جنوح الكائنات البحرية الضخمة خلال العقد الأخير.
ووفقا لأول دراسة من نوعها توثق هذه الظاهرة بين عامي 2014 و2023، فقد تم تسجيل 524 حالة جنوح شملت 24 نوعا من الكائنات البحرية، تنتمي إلى 9 عائلات، كان أبرزها الحيتان والدلافين والسلاحف البحرية.
واستحوذت الثدييات البحرية على النصيب الأكبر بنسبة 85.5% من الحالات، في حين شكلت السلاحف البحرية 14.5%، واللافت أن سبعة من الأنواع التي جُنحت مصنفة على أنها "مهددة بالانقراض"، حسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة .
ووفق الدراسة، ارتفع عدد حالات الجنوح بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، خاصة ما بين 2020 و2023، وهو ما يعزوه الباحثون إلى تصاعد الأنشطة البشرية في البحر إلى جانب جهود الرصد المتزايدة.
وكشفت النتائج أن السواحل الأطلسية للمغرب تستضيف تنوعا بيولوجيا أكبر مقارنة بالمتوسط، حيث تم رصد 17 نوعا من الثدييات البحرية ونوعين من السلاحف، مقابل 10 أنواع واثنين في المتوسط.
ومن بين الأنواع الأكثر جنوحا، دلفين الشائع بعدد 151 حالة، تليه الدلفين المخطط ، والحوت القزم، ثم الحوت الكروي الرأس ،أما السلاحف، فتصدرتها السلحفاة ضخمة الرأس ، تليها السلحفاة جلدية الظهر.
وجاءت ذروة الجنوح خلال أشهر الصيف (يونيو-أغسطس)، وشكّلت التفاعلات البشرية، لاسيما الصيد العرضي، العامل الرئيس وراء غالبية الحالات، حيث سُجل 257 حادثة جنوح مرتبطة بهذا العامل وحده.
وتُعد هذه النتائج خطوة مهمة نحو فهم أفضل لتركيبة المجتمع البيئي للكائنات البحرية الضخمة في المغرب، مما يعزز جهود البحث والإدارة وحماية هذه الأنواع المهددة.