"ما عاد فينا نتحمل".. صرخة أهالي الطيونة بعد أحداث بيروت
أضرار مادية كبيرة بمنطقة "الطيونة" خلفتها أحداث بيروت الدامية زادت من أوجاع اللبنانيين الذين يعانون بالأساس من أزمة اقتصادية خانقة.
وعاشت المنطقة أمس حالة من الفزع والرعب جراء اشتباكات خلفت 7 قتلى وعشرات المصابين إثر تحرك نفذه مناصرون لحركة "أمل" ومليشيات "حزب الله"، احتجاجاً على أداء المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في التحقيقات بملف انفجار مرفأ بيروت.
انتهت الاشتباكات وعاد المسلحون أدراجهم ليبدأ اللبنانيون تفقد أضرارهم، لاسيما أصحاب المحلات التجارية الذين كتب عليهم تحمل تبعات الأزمات الاقتصادية والمالية التي يمر بها وطنهم والآن آثار المعركة التي لا علاقة لهم بها.
"العين الإخبارية"، قصدت منطقة الطيونة، حيث كان أصحاب المحلات يعاينون أضرار أرزاقهم، لا بل بدأ بعضهم بإجراء التصليحات، ورفع أنقاض الزجاج المحطم في كل مكان.
أمام محله المخصص لبيع الدخان، قال محمود العلي مالك أحد المحال إن "خسائره تفوق الثلاثين ألف دولار، تحطمت سيارتي وكذلك زجاج المحل الداخلي والخارجي، كل ذلك يهون أمام مشهد الشاب الذي قصدني لشراء دخان وإذا برصاصة تستقر في رأسه ليفارق على أثرها الحياة".
وأضاف: "في الأمس كنت في المحل حين بدأ إطلاق النار بشكل مفاجئ، لم أفهم ما يحدث وما السبب خلف ذلك، اختبأت وبدأت صور الحرب الأهلية تعود إلى ذهني".
وتابع: "للأسف رجعونا إلى عام 1975، ما حصل مريب وكارثي، انتظرت إلى أن هدأ الوضع قليلاً كي أتمكن من المغادرة والعودة إلى منزلي".
وفيما كان يخشى من جولة قتال ثانية أجاب: "كل لحظة أفكر بالأمر، لم يعد بإمكاننا أن نتفاءل أو أن نتكهن بأمور إيجابية، فبعد أن ظننا أن الحرب الأهلية أصبحت خلفنا صدمنا أننا كنا مخطئين".
وعما إن كان لديه القدرة في ظل الظروف الاقتصادية على تحمل تكاليف التصليح، قال: "ليس أمامنا خيار آخر، كل ما تقوم به دولتنا هو إرسال موفدين من هيئة الإغاثة يعاينون الأضرار من دون التعويض علينا".
داخل محلها لبيع الملابس، كانت "اليسار" تتفقد الأضرار، وفي حديث لـ"العين الإخبارية": "منذ خمس سنوات افتتحت المحل، لتسوء الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وعند انفجار المرفأ تحطمت واجهة المحل حضرت اللجان المختصة من دون أن يعوض علينا أحد، والآن الضربة الثانية والعوض من عند الله".
وأضافت: "حكامنا عديمو الإحساس، إلى متى سنستطيع التحمل، نخسر وندفع من جيوبنا والدولار طاير في السماء، فعلاً تعبنا".
وتابعت: "في الأمس، حصلت ابنتي على الفيزا الألمانية فرحت إلى درجة أني نسيت المعركة التي تدور حولي، هل من يصدق أن أماً تفرح لهجرة ابنتها، نعم في لبنان الذي لا أمن ولا أمان فيه".
كانت "اليسار" في محلها عندما بدأ إطلاق النار حيث تفاجأت بالرصاص والقنص، "رأيت الناس تركض وتختبئ، فما كان بي إلا أن أغلقت المحل سريعا وتوجهت إلى منزلي القريب".
وعن خسارتها المادية، أجابت: "800 دولار تكلفة الواجهة الزجاجية".
حاملة فنجان القهوة وقفت "رنا ضيا" أمام محلها المخصص لبيع الملابس تحاول أن تهون على نفسها مدى خسارتها الكبيرة بسبب اشتباكات الأمس، فيما بدأ موظفوها التنظيف وعامل الزجاج يأخذ المقاسات.
وقالت "ضيا" لـ"العين الإخبارية": "منذ عشر سنوات وأنا أبيع الملابس، في الأمس تلقيت اتصالاً اطلعت خلاله عما يدور في المنطقة، لذلك لم أقصد المحل".
وأضافت: "تابعت ما يجري عبر شاشات التلفاز كنت أفكر في رزقي فلم يعد بإمكاني تحمل الخسائر، فقد سبق أن تحطمت واجهة زجاج من محلي على خلفية انفجار المرفأ كلفتني حينها 550 دولارا، اليوم يوجد 4 واجهات محطمة".
وأضافت: "نحن نعمّر وهم يهدمون، كسروا ظهرنا، هل الشعب اللبناني يستحق ذلك؟ ما الذنب الذي ارتكبناه؟!".