فوضى السلاح.. الرصاص الطائش يخطف أطفال ليبيا
حذّرت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا من استمرار وتزايد فوضى انتشار السلاح في البلاد، واستخدامه العشوائي، خاصة في المناسبات الاجتماعية، إذ يتسبب أحيانا في سقوط أبرياء.
وفي بيان للمؤسسة، أُرسلت لـ"العين الإخبارية" نسخة منه، الثلاثاء، قالت إن المدنيين بشكلٍ عام، والأطفال والقاصرين بشكلٍ خاص، "يدفعون الثمن الباهظ، جراء حالة الانفلات الأمني وفوضى انتشار السلاح، وغياب دور وزارة الداخلية في ضبط الأمن وجمع السلاح والحد من انتشاره واستخدامه العشوائي، وضعف مديريات الأمن والأجهزة الأمنية في العديد من المناطق والمدن الليبية".
وضربت المؤسسة أمثلة لنتيجة هذا "الانفلات"، منها أنها سجّلت خلال الفترة من 6 إلى 9 سبتمبر/أيلول الجاري، 3 حالات وفاة من الأطفال والقُصر في مدن طبرق وغريان والزاوية، جراء استخدامهم السلاح وبشكل عشوائي، والمزاح بين أصدقاء بالسلاح أو عن طريق الخطأ.
صعوبات جمع السلاح
واعتبرت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا هذه الحوادث الجديدة، وما سبقها من حوادث، تذكير "بالحاجة المُلِحّة للالتفات لملف جمع السلاح والذخيرة المنتشرة في ليبيا، مما يستوجب العمل على جمع السلاح والحد من انتشاره واستخدامه، حيث يؤثر انتشار السلاح على أمن وسلامة وحياة المدنيين".
إلا أنها أضافت أن "هذا الأمر يبدو حلما بعيد المنال"؛ نتيجة حصر رؤوس السلطة اهتمامهم "بقضايا ليست ذات أولوية، والتمسك بالسلطة على حساب أمن وسلامة وأرواح وحقوق المواطنين"، وفق تعبيرها.
وتهدّد فوضى انتشار السلاح آمال الليبيين بإنهاء الانقسامات بينهم في وقت سريع؛ إذ بات الكثيرون، خاصةً في غرب البلاد حيث تنتشر المليشيات، يعتمدون على ما يمتلكون من سلاح في تصفية خلافاتهم، أكثر ما يعتمدون على القانون.
تحذيرات أممية
وتعاني ليبيا فوضى انتشار السلاح منذ عام 2011؛ نتيجة انتشار المليشيات المسلحة والمعارك المتواصلة بينها، وضعف المؤسسات الأمنية، خاصة في الغرب، إذ تنتشر أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة، بحسب ما كشف عنه تقرير للأمم المتحدة.
وتحذِّر المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا من زيادة انتشار السلاح واستخدامه غير القانوني، قائلة: "يتزايد ميول الأطفال والقاصرين والشباب، الذين يعيشون في بيئة تنتشر فيها الجرائم المُسلّحة، إلى العنف والغضب في التعامل مع محيطهم، ويلجؤون في أغلب تصرّفاتهم إلى العدوانية والتهوّر".
ونوّهت بما سبق، منظمة الأمم المتحدة للطفولة في ليبيا "يونيسف"، إذ حذرت من مخاطر انتشار السلاح على سلامة الأطفال الجسدية وصحتهم النفسية والعقلية، موضحة أن مثل هذه الحوادث "تؤثر على الصحة النفسية والعقلية للأطفال، وقد يكون هذا التأثير طويل المدى".