سوء الأحوال الجوية ومهمات الفضاء.. لا مجال للمخاطرة
من بين الظروف الشائعة، التي تؤثر على إطلاق المركبة الفضائية، هو تجاوز سرعة الرياح 30 ميلاً في الساعة عند مستوى 162 قدمًا من برج الإطلاق
للمرة الثانية، تقرر تأجيل إطلاق مهمة مسبار الأمل الإماراتي إلى الفضاء، متجهاً نحو كوكب المريخ، بسبب عدم استقرار الأحوال الجوية في جزيرة تانيغاشيما اليابانية، مركز إطلاق الصاروخ الذي يحمل "مسبار الأمل".
وكان من المقرر إطلاق الصاروخ الذي يحمل المسبار يوم 15 يوليو/تموز، ثم تأجل الإطلاق إلى يوم الجمعة 17 من الشهر ذاته، وتمَّ اتخاذ قرار التأجيل مجدداً بسبب استمرار الظروف المناخية غير المستقرة.
ويؤكد خبراء الفضاء أن هذا الأمر معتاد في المهام الفضائية، إذ سبق وأجلت شركة "سبيس إكس" الأمريكية في شهر مايو/آيار الماضي إطلاق المركبة الفضائية "كرو دراجون"، التي كانت تحمل اثنين من رواد الفضاء الأمريكيين من يوم 29 مايو إلى 31 من الشهر ذاته، بسبب سوء الأحوال الجوية.
وعلق وقتها عالم الفضاء الأمريكي ديريك بيتس على عملية التأجيل قائلاً في مدونة على موقع "fi.edu"، إنه في يوم الإطلاق، فحص كل فرد في فريق الإطلاق كل جانب من جوانب المعدات بعناية للتأكد من أن كل شيء سيعمل وفقًا للخطة.
وكان رواد الفضاء في ذروة استعدادهم وتم تطهير منطقة الإطلاق ومسار الرحلة، ووضع الفريق خطة للتحكم في كل جانب من جوانب الحدث، ولكن جاءت الأنباء الواردة عن الطقس غير مشجعة.
وقال بيتس، وهو رئيس قسم الفلك ومدير القبة السماوية لمعهد فرانكلين بفيلادلفيا، إنَّ هناك 14 حالة طقس يتم مراقبتها بعناية لتوفير ظروف الطيران الأكثر أمانًا لصاروخ إطلاق أي مركبة فضائية.
وأضاف أن من بين الظروف الأكثر شيوعاً، تجاوز سرعة الرياح 30 ميلاً في الساعة عند مستوى 162 قدماً من برج الإطلاق، حيث يمكن أن تؤدي الرياح بهذه السرعة إلى دفع الصاروخ بعيداً عن المسار، كما يجب أيضاً قياس كهرباء السماء المرتبطة بالعواصف الرعدية، فإذا كانت حافة العاصفة الرعدية التي أنتجت البرق في الـ30 دقيقة التي تسبق موعد الإطلاق ضمن مسافة 10 أميال من موقع الإطلاق، فلا داعي للرحلة.
كذلك يجب أيضاً، وفق الـ14 حالة التي أشار إليها الخبير الأمريكي، التأكد من عدم تشكل سحب ركامية كثيفة، وهي الحالة التي أجلت إطلاق المسبار الإماراتي للمرة الثانية، والتأكد أيضاً من أن الظروف المناخية لا تحتوي على ما يعرف بـ"رياح القص"، وهي ظاهرة مناخية ناتجة عن اختلاف مفاجئ في سرعة الرياح أو اتجاهها بين نقطتين من الغلاف الجوي قريبتين بما يكفي، والتأكد أيضاً من عدم وجود عواصف رعدية في مسافة 10 أميال بحرية.