يعتبر الفكر الغربي من الأفكار التي بدأت في غزو العالم بأسره وتحويل بعض الثقافات والأفكار والقيم الإنسانية في العديد من بلدان العالم إلى صيغ غريبة منافية لما عهدناه من فطرة بشرية وما خلقه الله سبحانه وتعالى للصفة البشرية.
ويسعى الغرب إلى تغيير هذه الصفات لصفات مصطنعة تتماشى مع أهواء ورغبات المختلين عقليا وعاطفيا وبشريا والتي تنافي مع ما خلق البشر لأجله .
الفطرة البشرية هي مجموعة من الصفات الأساسية التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية تشمل حاجته للأمن والأمان والحب والانتماء والتعلم والتطور لكن ليس بالمعنى أن يتنازل عن صفته الأساسية سواء كان رجلاً أو أنثى لصفة مغايرة لطبيعته البشرية ولما خلق البشر لأجله ليستمروا في إعمار هذه الأرض لاستمرار الحياة البشرية فليس من المنطق أن يتزوج الرجل رجلاً لينجب ولا أن تتزوج الأنثى أنثى مثلها لتنجب وإنما خلق الله سبحانه وتعالى الرجل والأنثى ليتزاوجا وينجبا لتستمر الحياة والتكاثر بين البشر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} .
ما يسعى له الفكر الغربي من محاولة تغيير هذه الصفات والقيم والعادات والتقاليد بوضع قانون غريب في هذه البلدان تحت مسمى الحرية في اختيار البشر لجنس عكس الجنس الذي خلقوا به لدليل على استخفاف هذه الدول لعقول هؤلاء البشر بل الوضع أصبح قذراً ومزريا لهذه المخلوقات التي تنازلت عن مبادئها وصفاتها من أجل اللهث وراء تلك النداءات التي تسعى في إخلال التوازن البشري بنشر أفكار ومبادئ تنافي الكون والمنطق فحتى الحيوانات (عزكم الله) ترفض هذا المنطق وهذا التزاوج بين الجنس الواحد فكيف يكون الإنسان الذي عززه الله سبحانه وتعالى وقدره وأكرمه بالعقل وجعله سيد هذه الأرض يعمر ويبني بها .
بات خطر التواصل الإعلامي الغربي خطراً يهدد المجتمعات العربية والإسلامية للترويج بما يسمى (المثلية) في محاولة منه للاستعمار الفكري وتوسيع نطاقه عبر برامج التواصل الاجتماعي أو عن طريق الإعلام والتكنولوجيا والتعليم لتوسيع نطاقه بشكل مخيف لنشر هذا الفكر المتطرف حتى عن طريق الألعاب الإلكترونية أو عن طريق قنوات الأطفال ودعم المنظمات التي تؤيد هذا الفكر الغربي من أجل سلب هوية الثقافية العربية والإسلامية عبر نداءات تدعي أنها حرية شخصية.
والغريب في الأمر أن الدول التي تدعم ما يسمى حقوق المثليين في الوقت الحالي كانت سابقاً تفرض عقوبات صارمة عليهم وصلت إلى الإعدام ثم بدأت تخففها للسجن المؤبد وبعد ذلك بدأت تفرض عقوبات ومخالفات مالية حتى أصبحوا اليوم يعيشون في وسط مجتمعات بين رافض ومؤيد لهم وكل من يتعرض لهم يتم معاقبته أو سجنه.
فإلى أي مدى يريد الغرب زرع كل فكر يتنافى مع قيمنا وهويتنا، والتخطيط لجر هذه الأفكار على مدى السنوات القادمة لأجيالنا وفلذات أكبادنا؟.
والغريب أن البعض من ضعاف النفوس يمشون وراء أهواء الغرب والسعي في غرس هذه الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا بحجة الحرية الشخصية متأثرا بما يتم الترويج له عبر القنوات الاجتماعية أو برامج التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل سلاحاً ذا حدين، إذ إن لها أضرارا ولها منافع في نفس الوقت وسعي الغرب في الترويج لهذه الأفكار الهدامة وسط انشغال بعض أولياء الأمور عن متابعة ومراقبة ما يتابعه أطفالهم أو جهل أولياء الأمور لها غير مدركين بأن العالم قد تغير بفكره ومحتواه بدس السم في العسل والترويج بشكل مباشر أو غير مباشر باستهداف الجيل الجديد لما له تأثير خاص لسهولة التأثر بالمحتوى الذي يتعرض له الأطفال ويكونون شخصياتهم من نشر هذا المحتوى وتغير ونظرتهم للعالم مما يؤدي إلى تشكيل قيم ومعتقدات خاطئة ومنحرفة عن الواقع والقيم والمعتقدات السليمة.
اليوم نحتاج إلى وقفة لحماية هويتنا وقيمنا ومجتمعاتنا ودولنا من هذا الغزو الفكري وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا بالدرجة الأولى في تعزيز الرقابة الأسرية والتوعية المجتمعية ونقل المفهوم الصحيح لدور الرجل والمرأة في هذه الأرض فهم شركاء لبعض في الحفاظ الحياة البشرية واستمرارها وفي المساهمة في التقدم العلمي وأن نكون على استعداد للتصدي للأفكار والمفاهيم المتطرفة والعمل معا لبناء مجتمعات وأسر قوية مقاومة للتأثيرات السلبية من الغزو الفكري الذي يحاول اجتياح مجتمعاتنا .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة