هناك من أبناء المملكة من يتلقف ما ينشره الإعلام الغربي عن بلادنا، ويستخدمه، بحسن نية أو بسوئها.
أتابع الإعلام الغربي، والأمريكي تحديدا، منذ زمن طويل، والمتابع لمسيرة هذا الإعلام يعلم أنه لم يعد ذلك الإعلام، الذي يتبنى الحد الأدنى من الحياد، ويتحرى الدقة والمصداقية، كما كان سابقا، ومن ينسى كيف تحول إعلام أمريكا إلى منصة، تأخذ توجيهاتها من نائب الرئيس، ديك تشيني، أيام الحشد لضرب العراق، بعد أحداث سبتمبر، وبلغ الأمر حد أن إعلاميا شهيرا، مثل دون روذرز، قارئ نشرة الأخبار الرئيسية لقناة سي بي إس، اضطر إلى تقديم استقالته، بعد أن نشر معلومات لم ترق للبيت الأبيض، وتحديدا للرئيس جورج بوش الابن، ولا يعني هذا طعنا بمصداقية هذا الإعلام، بل حديثا موضوعيا موجها لمن يعتقد بنزاهته المطلقة وبراءته من التسييس والمال الحرام، خصوصا بعد أن أصبحت سهامه موجهة لبلادنا منذ فترة ليست بالقصيرة.
هناك من أبناء المملكة من يتلقف ما ينشره الإعلام الغربي عن بلادنا، ويستخدمه، بحسن نية أو بسوئها، في نشاطه النضالي المزعوم ضد الوطن، مع أن الواقع يقول إن المال استطاع أن يشتري ذمم إعلاميين غربيين كبارا، من شاكلة ديفيد هيريست، الذي أصبح عاملا لدى عزمي بشارة، ومنفذا لسياسات الحمدين
هناك من أبناء المملكة من يتلقف ما ينشره الإعلام الغربي عن بلادنا، ويستخدمه، بحسن نية أو بسوئها، في نشاطه النضالي المزعوم ضد الوطن، مع أن الواقع يقول إن المال استطاع أن يشتري ذمم إعلاميين غربيين كبارا، من شاكلة ديفيد هيريست، الذي أصبح عاملا لدى عزمي بشارة، ومنفذا لسياسات الحمدين، وهناك غيره كثير، بل استطاع المال أن يحرف مسار منصات إعلامية كبرى، مثل جريدة الجارديان البريطانية، التي تشعر وأنت تتصفحها أحيانا أنها منشور إعلاني لجهات مستفيدة، أكثر من كونها جريدة رصينة محترمة، كما كانت يوما، والغريب هو التناقض في بعض ما يطرحه الإعلام الغربي، ما يدل على أن الهدف ليس النقد بغرض الإصلاح، بل أجندة موجهة بقوة السياسة واليورو والدولار.
كان الإعلام الغربي فيما مضى يتهجم على المملكة، مرة بزعم تساهلها في مكافحة الإرهاب، ومرة بسبب تعطيل بعض القرارات التنموية، خصوصا ما يتعلق بالمرأة، ولو كان ذلك النقد صادقا، لرأينا الآن إشادات هذا الإعلام بالحراك التنموي الكبير، الذي تشهده المملكة مؤخرا، والذي نلمس أثره بوضوح هذه الأيام. ولكن هذا الإعلام يتجاهل كل الإيجابيات التي تجري في بلادنا، ويواصل الحديث عن سلبيات جديدة، لا وجود لها على أرض الواقع، ولا غرو في ذلك، فمن يسمون أنفسهم بالمعارضة السعودية في الخارج، يزودون الإعلام الغربي بأخبار ملفقة عن المملكة، غالبا بتوجيهات من نظام الحمدين، أو نظام الملالي، ثم ينشرها هذا الإعلام على أنها حقائق مطلقة، والمثير للسخرية، أن المعارضة ذاتها تتلقف الأخبار ذاتها، التي زودت بها المرتشين في الإعلام الغربي، ثم تروج لها على أنها سبق صحفي غربي!! في مهزلة لا تشهدها حتى في إعلام القذافي وزعيم كوريا الشمالية، والخلاصة هي أن الإعلام الغربي لم يعد ذلك الإعلام المحايد النزيه، بل أصبح شبيها لإعلام العالم الثالث، وربما أن هذا حدث بسبب العولمة العكسية والمال الحرام!
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة