ألا تساءلت يا من تقرأ كلامي هذا لو أنك الآن حمد بن خالد العرق، هل ستكون لديك أي مشاعر أو تعاطف مع الحمدين؟
نعلم جميعا أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب والصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنهما، من أروع وأفضل الشخصيات البطولية التي يُضرب بهما المثل في العزة والأنفة والصرامة، وكانا الدرع الحصينة لكل من أراد المساس بديننا الحنيف.
لقد اخترت هاتين الشخصيتين لكي يعلم الجميع أن الرجوع عن القول أو الفعل إذا صار باطلا لا ينقص من مكانة الفارس ولكن ينقص فقط من المكابر. بالمختصر كلنا نعلم أنهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أبناء قبيلة واحدة ومدينة واحدة ويعرفون بعضهم البعض. إلى أن جاء الإسلام وتمت الخصومة وبلغت منتهاها، ثم دمغ الحق الباطل وتراجع الفارسان عن الباطل وتبعا الحق مع رسول الله ولم يكابرا كأبي لهب وأبي جهل.
بهذا الطرح لا أعني التشبيه، ولكن أرغب في تقريب الحال للبعض، وإن كنت مبالغا بعض الشيء في تشبيهي إلا أن هذا المثال من أقرب الأمثلة لواقعنا الآن مع أهلنا وجماعتنا في قطر. فيا أخي في قطر؛ إننا نحمد الله عز وجل أن ديننا واحد وعقيدتنا واحدة، إلا أن توجهنا مخالف لبعضنا بعضا، سأسايرك فيما تراه يا من تخالفني، ولكن أنصفني بالحق؛ لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس. فأنا وآلاف الأطفال والنساء ليس لنا يد فيما فعله البعض خلال محاولتهم رد الشرعية بنظرنا والانقلاب بنظركم، وطوال 21 عاما لم نسمع من خلالها أن هناك أحدا ما تكلم عن وجوب رد هؤلاء الأبرياء لوطنهم، وأنا هنا لا أعني من يرى في نفسه الوفاء لأمير البلاد الراحل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني "رحمه الله"، ولكن على الأقل ومن باب الإنسانية والرحمة بالأطفال والنساء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه القضية وتتاح لنا ولهم فرصة تعويض سنوات عمرهم التي ابتعدوا فيها عن وطنهم بسبب ظلم نظام الحمدين.
اللوم يقع على كل من وقف في وجهنا عندما طالبنا بحقوق آلاف الأشخاص من أطفال ونساء، ألم يحن الوقت لنعود إلى وطننا وتعود لنا جنسيتنا القطرية التي منحها "الحمدين" لعزمي والقرضاوي والشبرمي وللآلاف من المرتزقة الذين عاثوا في قطر فسادا وآذوا أبناء قطر الشرفاء وجيرانهم؟
ألا تساءلت يا من تقرأ كلامي هذا لو أنك الآن حمد بن خالد العرق، هل ستكون لديك أي مشاعر أو تعاطف مع الحمدين؟ أم ستكرههما؟ هل ستؤيد من يعاديهما؟ هل وهل؟..كل هذه الأسئلة سيجاوبها ضميرك الحي، ضميرك الذي سيعايش موقفنا عندما خرجنا من قطر بسبب الخوف الذي تملك الآباء والأجداد من زجهم في السجون بسبب فعل قام به غيرهم، وبالتحديد في عام ١٩٩٦ عندما أقمنا في المملكة العربية السعودية، وبعدها بعام استجبنا إلى دعوة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمة الله عليه"، ولن أنسى وقفة هذا العربي الشهم ما دمت حيا، لقد مكثنا في الإمارات بضيافة الشيخ زايد لمدة ٣ سنوات، لم نشعر خلالها بالغربة أبدا، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة متكفلة بنا في هذه الفترة من خلال توفير كل مستلزمات الحياة من سكن ودراسة وعلاج مأكل ومشرب.
ما زلت أتذكر أبوظبي التي درست في مدارسها وبالتحديد مدرسة الإمام مسلم الابتدائية مع العشرات من أقاربي وأبناء عمومتي من أبناء الغفران، وبعد تلك الفترة صدر الأمر السامي من خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز "رحمه الله" بتجنيس كل من تحق له الجنسية السعودية بموجب جواز الجد، وجميعنا يعلم أن أهل منطقة الخليج يتداخلون فيما بينهم بأواصر القربى والنسب وصلة الرحم على مر التاريخ، فانتقلنا حينها إلى السعودية لنستقر بها حتى الآن.
أنا الآن أكتب لكم هذا المقال والفضل لله ثم المملكة خريج هندسة ميكانيكية وتصنيع من جامعة "نورثرن كنتاكي" من الولايات المتحدة الأمريكية، وأعمل في المملكة وبالتحديد في أفضل شركات البترول العالمية بوظيفة مهندس بترول، حيث إنه بعد حصولنا على الجنسية السعودية وصلنا إلى ما نحن فيه من استقرار مادي ومعنوي ولله الحمد.
ولا أخفي عليكم أنني وغيري من أبناء الغفران ما زلنا نتساءل، لماذا فعلت بنا سلطات قطر كل ذلك؟ لقد تسبب تنظيم الحمدين في إدخال الكراهية إلى نفوسنا بسبب كل ما فعلوه بنا، وعندما تمت مقاطعة قطر وبدأ كشف الحسابات لم يكن من الصعب عليَّ أن أتقبل الأمر، لأنني عانيت وغيري من ظلمهم طيلة العقدين الماضيين، وأعلم عن خبثهم وسوء نواياهم.
ولهذا قررت وغيري الكثير أن نكشف عن حساباتنا مع تنظيم الحمدين علنا، وأن أعلن أنني مدين طيلة حياتي لمن احتووني عندما رماني "الحمدين" إلى المجهول، ما زلنا مدينين للمملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات العربية المتحدة، أنا لا ألوم أحدا من أهلنا في قطر الغالية، ولكن اللوم يقع على كل من وقف في وجهنا عندما طالبنا بحقوق آلاف الأشخاص من أطفال ونساء، ألم يحن الوقت لنعود إلى وطننا وتعود لنا جنسيتنا القطرية التي منحها "الحمدين" لعزمي والقرضاوي والشبرمي وللآلاف من المرتزقة الذين عاثوا في قطر فسادا وآذوا أبناء قطر الشرفاء وجيرانهم؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة