بالصور.. "وستمنستر" يتآكل من الداخل و5 مليارات دولار لإنقاذه
قصر وستمنستر الشهير بساعة بيج بن يتحول إلى حطام يوميا مع تداعي بنيته التحتية العتيقة، لكن كيف ترمم مبنى يعمل به الآلاف ويزوره الملايين؟
تتطلع الحكومة البريطانية لإجراء إحدى أكبر عمليات الترميم في العالم لتجديد وإصلاح مبنى قصر وستمنستر الشهير في لندن بتكلفة 5 مليارات دولار، الأمر الذي سيؤدي إلى انتقال آلاف من نواب البرلمان البريطاني والعاملين إلى خارج المبنى لسنوات حتى ينتهي الترميم.
ونجا قصر وستمنستر، الشهير ببرج ساعة بيج بن في العاصمة البريطانية لندن مطلا على نهر التايمز، من حرائق هائلة وقنابل الألمان وضباب الكبريت الدخاني والسباكة السيئة أسفله وهو ما حوله إلى حطام، حسب القائمين عليه.
ويعد قصر وستمنستر مركز الأحداث السياسية في بريطانيا من القرن السادس عشر، حيث يستضيف البرلمان البريطاني بمجلسيه اللوردات والعموم القلب النابض للحكم الملكي الدستوري، غير أنه أحد أكثر المباني التي التقط لها صورا في العالم.
ولا يتعرض المبنى للانهيار بأي شكل من الأشكال، حيث ما زال عظمه وبنيته التحتية راسخة بشكل كاف ومستمرة، إلا أن قصر وستمنستر يتعفن من الداخل، حيث أصيبت أنابيب المياه والصرف الصحي بالتصلب، وانسد نظام التهوية الخاص به، بينما تعتبر شبكته العصبية من الاتصالات والكهرباء وحتى أنظمة الحريق تالفة بشكل كبير، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
لذلك في وقت سابق من العام الجاري، بعد عقد كامل من التأجيل والدراسات والجدال، أقر النواب البريطانيون أحد أكثر مشروعات الترميم طموحا في العصر الحديث، والذي يحمل خطة تكلفتها 5 مليارات دولار ستتطلب رحيل البرلمان بأكمله من النواب والعاملين والحراس والصحفيين وغيرهم إلى مبان قريبة لمدة 6 سنوات لحين الانتهاء من عمليات التجديد.
ومن المقرر أن يبدأ العمل على تنفيذ الخطة في 2025 على أمل عودة البرلمان البريطاني إلى مقره في أوائل العقد الرابع من الألفينات، مع عدم قدرة المرممون على تحديد موعد معين للانتهاء، حيث يقولون إنهم لن يعرفوا فعليا ما يتعاملون معه حتى يبدأوا في تمزيق كل ما تلف في البنية التحتية للقصر البريطاني.
يذكر أن قصر وستمنستر بني للمرة الأولى عام 1016، حيث كان مقر الملك كانوت العظيم حاكم "إمبراطورية بحر الشمال" خلال العصور الوسطى، والتي كانت تتكون من بريطانيا والنرويج والدنمارك، وظل القصر قائما يستضيف البرلمان كعادته حتى أكتوبر 1834، عندما دمره حريق هائل ما أدى إلى تجديده وترميمه بالكامل ليصبح ما هو عليه حاليا منذ ذلك الحين، والمعروف باسم "القصر الجديد".
وأعيد بناء القصر على مراحل متعددة في المدة بين 1840 حتى 1870 عندما انتهى تشييده، وخلال فترة الحرب العالمية الثانية تعرض المبنى للقصف بقنابل النازنيين في 14 حدثا مختلفا.
ويغطي مبنى قصر وستمنستر 8 فدادين، أي ما يعادل 17 ملعب كرة قدم، وداخل أكثر من 125 درجا و1100 غرفة وربما أكثر وما يعادل 3 أميال من الممرات، ويدخله يوميا آلاف من العاملين والنواب والصحفيين ومليون زائر سنويا، كما تقدم المطابخ بداخله ما يصل إلى 5500 وجبة يوميا وعدد لا يحصى من أكواب الشاي.