قرار بوتين طرد 755 دبلوماسيا من موسكو هو رد على العقوبات الأمريكية، لكن هل هناك 755 دبلوماسيا في روسيا بالفعل؟
طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، بتخفيض التمثيل الدبلوماسي الأمريكي المكون من 755 شخصا داخل روسيا، ردا على إقرار الكونجرس الأمريكي عقوبات ضد بلاده، إلا أن سؤالا يبرز حول هذا الطلب، أليس 755 شخصا عدد كبير مقارنة بدول أخرى في التمثيل الدبلوماسي؟ وماذا يفعلون بالتحديد؟
- روسيا: الأمر متروك لواشنطن لاختيار دبلوماسييها المطرودين
- بوتين يواصل الرد على أمريكا: طرد 755 دبلوماسيا
صحيفة "واشنطن بوست" أجابت عن هذا السؤال بإجابة بسيطة، وهي أنه لا يوجد 755 دبلوماسيا أمريكيا داخل روسيا، وذلك طبقا لمايكل ماك فاول، السفير الأمريكي السابق في روسيا ومساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي بشرق أوروبا، والذي أكد أن هذا الرقم المهول من الدبلوماسيين في روسيا غير صحيح.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن هناك حوالى 1200 موظفا يعملون في السفارة الأمريكية في موسكو، معظمهم تم تعيينه من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، المنوط بها إدارة السفارات والقنصليات الأمريكية حول العالم.
عدد كبير من هؤلاء ليسوا أمريكيين، فطبقا لتقرير التوظيف الخاص بوزارة الخارجية الأمريكية لعام 2013، عينت الخارجية الأمريكية 1279 موظفا لسفارتها في موسكو، 301 منهم مواطنون أمريكييون بينما 934 هم مواطنون روس تم تعينهم في وظائف إدارية وخدمية داخل السفارة.
وتشير الصحيفة إلى أن الأمريكيين العاملين داخل السفارة ليسوا جميعا دبلوماسيين، بل هم يمثلون وزارات أخرى داخل السفارة، حيث يوجد 26 منهم تابعون لوزارة الدفاع (البنتاحون) تابعون لإدارة الاستخبارات العسكرية، وإدارة الردع النووي المكلفة بمراقبة كمية الرؤوس النووية التي تنتجها روسيا.
ذلك بالإضافة إلى 17 شخصا من وزارة الزراعة الأمريكية و31 موظفا تابعين لوزارة التجارة الأمريكية، وممثلين عن قوات الأمن الأمريكية، 4 من مكتب التحقيقات الفيدرالي و6 من وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية.
ويتواجد حوالى 12 موظفا تابعين لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بالإضافة إلى 3 موظفين للتعاون الأمريكي الروس في المجال الرياضي، بالإضافة إلى موظفين تابعين لمكتبة الكونجرس الأمريكي، وموظف تابع لوزارة النقل الأمريكية.
وبالنسبة للموظفين الروس، أكد ماك فاول أن تخفيض الأعداد سيؤثر حتما على عدد كبير من الموظفين الروس العاملين في السفارة الأمريكية، وشدد على أن الرد الأمريكي سيترجم إلى طول مدة استصدار تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة، حيث قد تصبح فترات الانتظار أسابيع أو حتى شهور لإصدار التأشيرة.
الجدير بالذكر أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إن الأمر متروك لواشنطن لتقرر من سيرحل من موظفيها الدبلوماسيين عن روسيا، بعد أن طالبت موسكو بخفض عدد العاملين الأمريكيين بواقع 755، ردا على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة.
ولفت بيسكوف في تصريحات صحفية إلى أن روس يعملون لصالح سفارة الولايات المتحدة يمكن أن يكونوا بين من سيرحلون من 775 موظفا، فضلا عن دبلوماسيين أمريكيين.
وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين، الأحد، أن على 755 دبلوماسيا أمريكيا مغادرة الأراضي الروسية، وذلك انسجاما مع قرار موسكو بخفض عدد أفراد طواقم سفارة الولايات المتحدة وقنصلياتها في البلاد إلى 455 شخصا.
وهذا الخفض في عدد الدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا يجعل عددهم موازيا للعدد الحالي للدبلوماسيين الروس العاملين في الولايات المتحدة، بحسب ما أوضحت الخارجية الروسية، التي علقت أيضا استخدام السفارة الأمريكية لمقر يقع على أطراف موسكو إضافة إلى مخازن.
aXA6IDEzLjU5LjExMS4xODMg جزيرة ام اند امز